الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عالم فلك: مفهوم ارتباط السنة القبطية بالمسيحية غير صحيح

السنة القبطية
السنة القبطية

قال الدكتور ياسر عبد الهادي، أستاذ بمعمل بحوث الشمس، بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن اليوم الأحد الموافق 11 سبتمبر 1739 ق، هو بداية السنة القبطية، وهو نفس يوم بداية السنة المصرية بالتقويم المصري القديم 6264.

وأضاف أن هذا التقويم أول من وضعه كان المصري القديم وهو تقويم مرتبط بيهم فهو في الأصل السنة المصرية القديمة من حيث أسماء ومواعيد وترتيب الشهور والمواسم اعتماداً على الدورة الزراعية للحضارة المصرية القديمة.

وقال الدكتور عبد الهادي، فى تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أنه لا يوجد علاقة بين السنة القبطية ومسيحيي مصر أو مسيحيي أي دولة أخرى، لأن كلمة (قبطي) لا تعني كلمة (مسيحي) على الإطلاق وإنما تعني كلمة (مصري)، ومنها اشتق اسم (إيجبت Egypt) الذي يختلف في معناه علماء اللغة المصرية القديمة ، فمنهم من يقول بأنه مشتق من كلمة (جب بتاح) الهيروغليفية والتي تعني (الأرض السوداء) لأنها كانت عبارة عن طمي النيل الأسود الذي كان يجعلها تربة زراعية شديدة الخصوبة ، ومنهم من قال بأنه مشتق من كلمة (هت كب بتاح) التي تعني كلمة (أرض معبد الإله بتاح) إله السواد والخصوبة تارة وإله الحرف والصناعات اليدوية تارة أخرى عند قدماء المصريين.

وأوضح أن الأسباب السياسية هى التي أدت لحدوث بعد التغيرات فى السنة القبطية، بعدما اعتنقت الإمبراطورية الرومانية المسيحية كانت مصر إحدى ولاياتها ولذلك تم الخلط بين كلمة قبطي (التي تعني مصرياً) وكلمة مسيحي ، فأصبح المسيحيون المصريون يسمون أنفسهم (مجازاً) بالأقباط بالرغم من أن كلمة قبطي تعني المصري أياً كانت ديانته.

وأضاف أن الإمبراطور «أغسطس» أمر بتغيير بداية التقويم المصري ليبدأ يوم 29 أغسطس من كل عام ليتزامن مع التقويم اليوناني الجديد (وهو أساس التقويم الجريجورى الذي يسير عليه الغرب إلى اليوم)، وهكذا ظهر إلى الوجود “التقويم القبطى أو التقويم السكندري” والذي يختلف عن التقويم المصرى الفرعونى في بدايته فقط.

واعتبر تاريخ تقلد الإمبراطور الرومانى دقلديانوس حكم مصر بداية للتقويم القبطى تخليدا للشهداء الأقباط الذين نكل بهم هذا الإمبراطور الوثنى لتمسكهم بعقيدتهم المسيحية ورفضهم تأليهه وعبادته، فقام بعمليات قتل وتخريب واعتقال للشعب المصري وسامته سوء العذاب، وكان عام 284م هو العام الذي شهد أكبر عدد من الشهداء، وتم تحديد بداية التقويم القبطى على هذا الأساس بيوم 29 أغسطس من عام 284 ميلادية، هو امتداد للتقويم المصري القديم الذي يرجع إلى 6000 سنة قبل الميلاد وربما أكثر حسب بعض الدراسات العلمية، وه يقابل بداية شهر توت وهو الشهر الأول في التقويم القبطى وبعد عدة تصحيحات في التقويم الميلادى في منتصف القرن السادس عشر بات يوم 11 سبتمبر هو بداية السنة القبطية البسيطة، و12 سبتمبر بداية السنة القبطية الكبيسة، والثلاثة عشرة يوما ما بين 7 يناير و25 ديسمبر هو نفس الفرق ما بين 29 أغسطس و11 سبتمبر، وهو فرق أيام التصحيح بين التقويم اليوليانى والجريجوري.

وقال الدكتور ياسر عبد الهادي، أستاذ بمعمل بحوث الشمس، بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إنه لا يمكننا اختزال السنة القبطية أو ما يسمى بالتقويم القبطي في كونه تقويماً مسيحياً خاصاً لمسيحيي مصر لأننا بذلك نفترض فرضاً خاطئاً بإن مسيحيي مصر هم ورثة هذا التقويم دون غيرهم، وهو أمر خاطئ تماماً، بل الأمر قد يوقع المرء في دعاوٍ مؤداها أن مصر الآن محتلة من المسلمين الأغراب الذين جاءوا من خارج مصر بدين جديد، وهو أمر منافٍ تماماً لما حدث في التاريخ الذي يشهد بأن الغالبية العظمى من سكان مصر اعتنقوا الإسلام بعد تحريرهم من الإمبراطورية الرومانية على يد جيش الفاتح العظيم عمرو بن العاص، ومنهم من أسلم ومنهم من بقي على دينه، ولم يكره أحد منهم من بقي على عقيدة تغيير دينه.  

لذلك فتناول التقويم القبطي في هذا الإطار العلمي أمر مفيد جداً في دراسة تطور علم الفلك والتقويم عبر الزمان وكذلك قد يقود إلى الكشف عن حلقات مفقودة في التاريخ قد تغيب عن المؤرخين ويسهل اكتشافها من خلال هذه البوابة العلمية الراسخة.