قمة المناخ.. تكثف الدولة المصرية من جهودها واستعداداتها على كافة المستويات قبل انعقاد قمة مؤتمر المناخ (Cop27) في نوفمبر المقبل، والتي تستضيف فعاليتها مدينة شرم الشيخ بحضور عدد كبير من زعماء ورؤساء دول العالم وممثلين عن منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية والمهتمين بالمناخ.
مستجدات استعدادات مصر لمؤتمر المناخ
وتتعامل مصر مع قضية التغيرات المناخية ومؤتمر المناخ باهتمام كبير، وتدرس تطوراتها باستمرار، ولأن مصر من الدول المتأثرة بظاهرة التغيرات المناخية، فإن سياستها في هذا الملف تتجه لرفض أي التزامات إجبارية على الدول النامية لمواجهة آثار هذه الظاهرة.
ومن خلال هذا التقرير، سوف يرصد "صدى البلد"، أهم وأبرز مستجدات استعدادات مصر لقمة المناخ.
وفي هذا الصدد، تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال جولته بمدينة شرم الشيخ، منطقتي الخضراء والزرقاء المقرر إقامتها بحديقة السلام خلال قمة المناخ (Cop27).
وتعتبر المنطقة الزرقاء هي الجزء اللوجستي للمؤتمر سيتكون من منطقة زرقاء تضم قاعة المؤتمرات بالملحق الخاص بها، وهذا يتبع اتفاقية الأمم المتحدة وتحت إداراتها. المنطقة الزرقاء ستتم بها كل الفاعليات الرسمية وتضم أيضا عدد من قاعات التفاوض والأحداث الجانبية وأجنحة الدول.
الفرق بين المنطقة الزرقاء والخضراء
أما عن المنطقة الخضراء هي المنطقة التي ستكون ملاصقة للمنطقة الزرقاء، وبناء على أهمية أن تعطى مصر فرصة للشباب والمرأة والمجتمع المدني، ليكون هذا مؤتمر شمولي ولعرض المشروعات القومية والجمهورية الجديدة ، كما تحرص إدارة المؤتمر على أهمية وجود القطاع الخاص لتسريع وتيرة العمل المناخي.
ومن أجل تحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة صديقة للبيئة وأقرب ما تكون إلى مدينة خضراء من خلال التعاون مع وزارة السياحة والآثار والبيئة، لتغيير نظام الطاقة في الفنادق من طاقة تقليدية إلى طاقة شمسية وتغيير منظومة المخلفات الصلبة في شرم الشيخ من ناحية الجمع والنقل والتدوير وكذلك العمل على زيادة الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة سواء بالمطار او قاعة المؤتمرات وأخيرا النقل الكهربائي والنقل بالاعتماد على الغاز الطبيعي.
وفي 20 أغسطس، أطلقت الإدارة المركزية لحماية الطبيعة التابعة لوزارة البيئة، حملة أطلق عليها اسم "بلو لاجون" ، تهدف إلى زيادة الوعي بأهمية المحميات الطبيعية ودورها في الحفاظ على الموارد الطبيعية و التنوع البيولوجي، وخطر الأكياس البلاستيكية على حيوانات البحر.
تنشط الحملة في المنطقة الممتدة من منطقة بلو هول، وهي موقع للغوص في البحر الأحمر على بعد بضعة كيلومترات شمال دهب في شبه جزيرة سيناء، إلى محمية رأس أبو جالوم، الواقعة بين دهب ونويبع، وشارك العديد من المتطوعين المصريين والأجانب منذ انطلاقها في جمع القمامة في بعض أجزاء منطقة الساحل الإدارية كجزء من الحملة.
مبادرة مصرية لإنعاش الرئة الخضراء
وفي 7 أغسطس، أعلنت الحكومة المصرية أيضًا عن مبادرة لزراعة 100 مليون شجرة، تهدف مبادرة "الرئة الخضراء" إلى مضاعفة نصيب الفرد من المساحات الخضراء، وتحسين جودة الهواء، وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وإفادة الاقتصاد، وتحسين الصحة العامة للمواطنين وتحقيق عوائد اقتصادية، من خلال زراعة مجموعة متنوعة من الأشجار، بما في ذلك الفاكهة.
وفي 31 يوليو، أطلقت وزارة البيئة حملة أخرى لإعادة البيئة إلى حالتها الأصلية، تهدف الحملة إلى زيادة الوعي بالقضايا المتعلقة بتغير المناخ في المجتمع المصري، وتشجيع الناس من جميع الفئات العمرية على المشاركة بنشاط في حماية البيئة من آثار تغير المناخ والتأكيد على مسؤوليتهم ودورهم المهم في هذه القضية.
وقال الدكتور ماهر عزيز، خبير الطاقة والبيئة وتغيير المناخ، إن الدولة المصرية قادرة على استضافة فعالية هامة مثل مؤتمر المناخ العالمي، واستطاعت مصر سابقا استضافة العديد من المؤتمرات على هذا القدر من الأهمية، ومنها: مؤتمر التنوع البيولوجي والتصحر، حيث نالت مصر حينها- الإشادة من جميع الدول، خاصة الأمم المتحدة الأمريكية، باستطاعة مصر استضافة مثل هذه الفعاليات.
وأضاف "عزيز" خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مصر تعتبر القوة العاملة، التي تستمر طوال فترة استضافة المؤتمر على أرضها، فتمتلك القوى المدربة عالية المهارة سواء في التمكن من اللغات الأجنبية أو التمكن من الاتصالات والعلاقات العامة وكل ما يرتبط بدعوة المساهمين في المؤتمر.
4 طلبات خلال قمة المناخ
وأشار "عزيز"، إلى أن الاستضافة في مدينة شرم الشيخ يعتبر لها دلالة أيضا، حيث إنها الآن تتحول إلى مدينة ذكية وخضراء، في تعتبر وجهة مشرفة لعقد مثل هذا المؤتمر.
وعن ما تفعله وزارة الخارجية استعدادا لقمة المناخ، أكد "عزيز"، أن العبء كبير جدا عليها، حيث إن هناك وفود من 200 دولة، يتم استضافتها من أجل هذا المؤتمر، وتقوم الخارجية بإرسال الدعاوى وتتلقى الاستجابات وأسماء الوفود التي تأتي، فهناك عبء كبير تنظيمي واتصالاتي تقوم به وزارة الخارجية وشبابها على أعلى مستوى.
وسبق، وقالت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة: "لدينا أربعة طلبات تخص مصر وهو زيادة نسبة الطاقات الجديدة والمتجددة إلى 40% في عام 2030 وذلك شريطة الحصول على التمويل اللازم لذا تم إعداد إستراتيجية عبر وزارة الكهرباء عبر حزم مشروعات لزيادة مشروعات طاقة الرياح، فضلاً عن القطاع الثاني وهو قطاع النقل الكهربائي وفقا خطة المساهمات الوطنية حيث نهدف في عام 2030 وفقاً خطة طموحة لزيادة ذلك وتتطلب استثمارات".
وأضافت "فؤاد"- خلال تصريحات إعلامية: "لشق الثالث وهو القطاع الزراعي لما لها علاقة وثيقة بالأمن الغذائي المصري عبر توطين محاصيل زراعية تتحمل ارتفاع درجات الحرارة عبر حزم المياه والطاقة والزراعة".
رؤية مصر 2030 بتغير المناخ
ولفتت إلى ارتفاع درجة الحرارة تؤثر على المحاصيل، والطاقة الجديدة والمتجددة أساس توفير الأمن الغذائي.قائلة : الحرب الروسية الأوكرانية تسببت في أزمة طاقة وأزمة غذاء.. ووفاء الدول المتقدمة بتعهداتها المالية مهم. موضحة أن الأهم من التمويل في قضايا المناخ هو التكنولوجيا. وأن قمة المناخ المقبلة في شرم الشيخ هي قمة التنفيذ.
والجدير بالذكر، أن مصر وضعت فى إطار الحد من تأثيرات التغيرات المناخية استراتيجية تنمية منخفضة الانبعاثات حتى عام 2030 والتي يجري تحديثها حتى عام 2050 لتتناول خطط التنمية الوطنية وخطط تغير المناخ في إطار متسق ومتناغم، ووضع استراتيجية الطاقة المستدامة لمصر 2035 والتي تستهدف زيادة مساهمة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء وتحسين كفاءة الطاقة، وتنفيذ العديد من مشروعات الطاقة المتجددة (مثل مشروعات طاقة الرياح، مشروعات الطاقة الشمسية بقدرة 1,6 جيجا وات في بنبان بأسوان).
وتعد مصر واحدة من أكثر الدول عرضة للآثار السلبية لتغير المناخ على العديد من القطاعات منها السواحل والزراعة والموارد المائية وقطاعات الصحة والسكان والبنية الأساسية ، وهو ما يؤدي إلى إضافة تحد جديد إلى مجموعة التحديات التى تواجهها مصر فى إطار سعيها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ، حيث تولى رؤية مصر 2030 أهمية لمواجهة الآثار المترتبة على التغيرات المناخية، من خلال وجود نظام بيئي متكامل ومستدام يعزز المرونة والقدرة على مواجهة المخاطر.