يُعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أول زعيم في العالم يهنئ الملك تشارلز الثالث باعتلائه عرش المملكة المتحدة، عقب مراسم توليه المنصب اليوم السبت.
وحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، كاانت علاقة بوتين والملك تشارلز فاترة على مر السنين، وبدأت في عام 2014 عندما شبه ملك بريطانيا الرئيس الروسي بالزعيم النازي أدولف هتلر.
وأثار تشارلز حينها عندما كان وليًا للعهد، جدلًا واسعًا، حيث وردت خلال محادثة خاصة له أثناء زيارة قام بها إلى متحف الهجرة الكندي في هاليفاكس بمقاطعة نوفا سكوتيا "شرق كندا".
وأجرى المقارنة خلال حديث مع ماريان فرجيسون التي فرت من بولندا عندما كانت في الثالثة عشرة من العمر وفقدت أفرادًا من عائلتها قضوا في معسكر اعتقال نازي.
وذكرت فرجيسون بعد لقائها مع تشارلز "قال لي: والآن يفعل بوتين الشيء نفسه تقريبا الذي فعله هتلر"، في إشارة إلى ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا.
فيما رد بوتين على الأمر قائلًا: "أنا لم أسمع بهذا التعبير، ولكن إذا كان الأمر كذلك فهذا بالطبع أمر غير مقبول".
وأضاف: "أعتقد أنه (الأمير تشارلز) يدرك ذلك لأنه رجل مهذب، أنا على معرفة به ومع أعضاء العائلة المالكة، وهذا ليس سلوكا ملكيا، ولكن نحن في السنوات الأخيرة - وأنا شخصيا - تعودت على كل شيء".
وانتهى هذا الحوار، لكن مع انطلاق العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا في فبراير عام 2022 أصبح الملك تشارلز أول فرد في العائلة المالكة يدين علانية غزو بوتين لكييف.
ووصف الحرب بأنها "هجوم على الديمقراطية"، معربًا عن تضامنه مع الشعب الأوكراني.
وضع الخلافات جانبًا
لكن يبدو أن الرئيس الروسي وضع كل الخلافات جانبًا هذا الأسبوع بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية الخميس الماضي.
وأصدر بوتين بيانًا عبر حساب السفارة الروسية بالمملكة المتحدة على موقع "تويتر" جاء فيه: 'أرجو أن تتقبلوا تهانئي الصادقة على توليكم العرش.. أتمنى لجلالة الملك التوفيق والصحة الجيدة والنجاح".
كما أصدر بوتين بيانًا الخميس الماضي، بعد أن أعلن قصر باكنجهام بيانا أكد فيه وفاة الملك.
وقال بوتين: "ترتبط أهم الأحداث في تاريخ المملكة المتحدة الحديث ارتباطًا وثيقًا باسم صاحبة الجلالة.. ولعقود عديدة، تمتعت بحب واحترام رعاياها، فضلًا عن مكانتها في الساحة الدولية".
وأضاف موجهًا كلمة للملك تشارلز "أتمنى لك الشجاعة والمثابرة في مواجهة هذه الخسارة الفادحة التي لا يمكن تعويضها".
لكن عقب ذلك، أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أمس الجمعة، أن بوتين لن يحضر جنازة الملكة، موضحًا أنه على الرغم من أن «الروس احترموها لحكمتها»، إلا أن حضور بوتين جنازة الملكة "غير مطروح"، وسيتم اختيار ممثل روسي نيابة عنه للحضور.
وكانت آخر مرة استضافت فيها الملكة إليزابيث، بوتين وزوجته في قصر باكنجهام عام 2003.
ومن غير الواضح ما إذا كان بوتين والملك تشارلز الثالث سيصلحان علاقتهما في وقت قريب وسط الحرب الدائرة في أوكرانيا.