دائما تولي الدولة الاهتمام بـ الفلاح المصري، إيمانا منها بدوره الكبير في التنمية الزراعية، والتوسع في المشروعات والأنشطة الزراعية، التي تظل ركناً رئيسياً من أركان الاقتصاد الوطني، حيث تسارعت الخطى والجهود لتسخير كل الإمكانيات من أجل تخفيف الأعباء عن المزارعين.
الفلاح المصري روح القرية المصرية
والقطاع الزراعي أصبح له الأولوية لدى القيادة السياسية، واهتم الرئيس السيسي بالفلاح المصري من أجل عودة الروح إلى القرية المصرية ومساعدة الفلاحين علي مواصلة العمل والإنتاج والقضاء على العوز والفقر، حيث أن الفلاح المصري العنصر الرئيسي لاستقرار الريف المصري.
وفي هذا الصدد، نحتفل يوم الجمعة الموافق التاسع من سبتمبر من كل عام بـ عيد الفلاح الـ 70، ولذلك يسلط هذا التقرير تسلط الضوء على جهود الدولة في تقديم كل سبل الدعم لتطوير حياة الفلاح المصري.
ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الجمعة، رسالة لفلاحي ومزارعي مصر في كل ربوع الوطن في يوم عيدهم، قائلا: "خالص تقديري واحترامي لفلاحي ومزارعي مصر فى كل ربوع الوطن في يوم عيدهم الذى استعادوا فيه كرامتهم وعزتهم .. لقد ظل الفلاح المصري على مر الزمان يبذل الجهد والعرق وبأعلى صفات التفاني والإخلاص لتحقيق الامن الغذائي للدولة".
وتابع قائلا: "وستظل توجيهاتي المستديمة للحكومة ببذل كل الجهود الممكنة لدعم الفلاح، وتوفير سبل الحياة الكريمة له ولأسرته والارتقاء بحياتهم المعيشية، وتعزيز دخلهم وزيادة أرباحهم، وتقديم حوافز مالية إضافية لتوريد انتاجهم من المحاصيل .."
جهود الدولة لدعم الفلاح في 8 سنين
ويستعرض لكم "صدى البلد"، سنوات الدعم والتمكين الثمانية لـ الفلاح المصري، ودوره كشريك للدولة في مواجهة تحديات الأمن الغذائي، وذلك بمناسبة الاحتفال بعيد الفلاح المصري السنوي الـ70، والتي كانت كالتالي:
- التوسع في تطبيق الزراعة التعاقدية لضمان تحقيق ربح للمزارعين وسط الأزمات العالمية.
- إصدار أسعار مستقبلية متفق عليها للمحاصيل الزراعية الداخلة في المنظومة بما يساهم في زيادة الصادرات الزراعية والتسويق للمزارع.
- توجيه رئاسي بمنح حافز توريد إضافي لسعر إردب القمح المحلي للموسم الزراعي 2022 لتشجيع المزارعين على توريد أكبر كمية ممكنة.
- موافقة مجلس الوزراء على صرف 65 جنيهاً لكل إردب كحافز استثنائي للتوريد والنقل ليضاف إلى أسعار التوريد المحددة سلفاً.
- كما تشمل الجهود في هذا الصدد، تنفيذ مبادرتي تأجيل الأقساط المستحقة وإعفاء المتعثرين، والتي استفاد منهما 328 ألف مزارع.
- بلوغ إجمالي المديونية المؤجلة أقساطها والمعفى أصحابها 8.9 مليار جنيه.
- بلغت المشروعات الممولة بالمنح والقروض بالتعاون مع شركاء التنمية، 56 مشروعاً تنموياً زراعياً ممولاً من دول ومؤسسات خلال الـ 3 سنوات الماضية بنحو 14.4 مليار جنيه.
النجاح في حسم مشكلات الري نهائيا
ويقول الدكتور أيمن العش مدير معهد المحاصيل السكرية، إن هناك طفرة كبيرة جدا تحدث بالمستوي الرزاعي في مصر، من ناحية القوانين التشريعية وأنظمة الزراعة وتطوير الري، حيث أن الوزارة قامت بتطوير الري من خلال المشروع العملاق على مستوى الجمهورية، لتوفير المياه للفلاح المصري.
وأضاف العش، أن تولى الدولة اهتماما أمثر بالمعاملات مع الفلاحين، في أسعار المحاصيل والاتجاه إلى المحاصيل التعاقدية، يحث أنه يتم التعاقد على المحاصيل قبل زراعتها، حيث أن المزارع لا يتعرض لآليات السوق الظالمة له إلى حد كبير.
وأشار العش، إلى أن هناك تطوير كبير في مشاريع الصوب الزراعية، وحدثت طفرة كبيرة بالقطاع الزراعي، عن طريق الإنتاج الزراعي الحديث وليس بالطرق التقليدية، وذلك من أجل تخفيف الأعباء على الفلاح المصري.
وتابع: "مصر في الأساس دولة زراعية، وأغلب عدد السكان من المزارعين والفلاحين، فتعتبر تلك الطبقة هي الغالبة والتي تمتلك نسبة كبيرة من فرص الأعمال، فلذلك يجب أن يلقى الفلاح المصري رعاية شديدة جدا من الدولة، لأن الدولة تعتمد عليه في المقام الأول".
جولة وزير الري بيوم الفلاح المصري
ومن ناحية أخرى، توجه الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري بالتهنئة لجموع الفلاحين المصريين ، بمناسبة الإحتفال بعيدهم، وتوجه اليوم الجمعة لمحافظة الشرقية لتفقد مشروعات الري بالمحافظة ، والمشاركة فى إحتفالات محافظة الشرقية بعيدها القومى.
وتفقد سويلم زمام ترعة الصبابة وإلتقى مع عدد من المزارعين وإستمع لأراءهم في خدمات الري بالزمام، وأعمال تأهيل ترعة الصبابة والتى تمتد بطول ٢٠ كيلومتر وتخدم زمام قدره ١٣ ألف فدان ، وتمر عبر (١٥) قرية وعزبة بمراكز (الزقازيق - ههيا - أبو كبير) ، حيث تم الإكتفاء بتأهيل الجزء المتعب فقط من الترعة والذى كان يعاني من الإستبحار وعدم إنتظام ميول القاع (من الفم وحتى كيلو ٤.٠٠) بطول ٤ كيلومتر ، وعدم تأهيل الجزء المتبقى من الترعة (فى المسافة من كيلو ٤.٠٠ الى كيلو ٢٠.٠٠) لعدم إحتياج قطاع الترعة للتأهيل فى هذه المسافة.
ووجه الدكتور سويلم لمسئولى الرى بالمحافظة بمتابعة حالة الكبارى المقامة على الترعة ، ودراسه الحلول المختلفة لفرق منسوب الجسر عن قدمه التبطين ، والتنسيق مع الادارة المحلية والأهالى لعمل سور على جسر الترعة لحماية المواطنين وخاصة الأطفال.
والتقى الدكتور سويلم بعدد من المنتفعين من أعضاء روابط مستخدمي المياه الذين تقع أراضيهم على نهاية الترعة ، والذين أعربوا عن سعادتهم لقيام الوزارة بتأهيل الجزء المتعب من الترعة والذى أسهم في حسم مشاكل الرى وإيصال المياه للنهايات وتحسين حالة الرى في زمام ٥٠٠٠ فدان بمراكز ههيا وأبو كبير والتى تروى من الترعة في المسافة من كيلو ٨.٠٠ وحتى كيلو ٢٠.٠٠.
الراحل جمال عبدالناصر وعيد الفلاح
والجدير بالذكر، أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر هو صاحب الفضل فى تخصيص يوم لعيد الفلاح وهو يوم 9 سبتمبر، حيث جاء يوم الاحتفال بعيد الفلاح لإحياء ذكرى وقوف الزعيم أحمد عرابى، في مواجهة الخديوي توفيق عام 1881، حيث ردد عبارته الشهيرة: "لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا أو عبيدًا".
وتخصيص يوم لعيد الفلاح جاء بعد ثورة 23 يوليو عام 1952 وتحويل مصر من الملكية للجمهورية، فبعد نجاح ثورة 23 يوليو، كان هناك حُلم يراود الرئيس جمال عبد الناصر بأن يكون يوم 9 سبتمبر عيدا للفلاح تخليدًا للدور اليوم يقوم به كل فلاحى مصر.
حينها أصدر الرئيس الراحل قانون الإصلاح الزراعى ونص على تحديد الملكية الزراعية للأفراد، وتوزيع ملكية كبار الملاك على صغار الفلاحين المعدمين الذين عانوا من الإقطاع على مدار سنوات طويلة، وصدرت تعديلات متتالية حددت ملكية الفرد والأسرة متدرجة من 200 فدان إلى 50 فدان للملاك القدامى، ومنذ ذلك الحين يتم اعتبار يوم 9 سبتمبر عيدا للفلاح.