قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

بسبب التهديدات.. لماذا تأجلت قمة جدة لدول البحر الأحمر؟ |خبير يجيب

السعودية
السعودية
×

دون معرفة الأسباب ، وقبل ساعات من انطلاقها ، تأجلت قمة جدة لدول مجلس البحر الأحمر، حيث أكد مصدر دبلوماسي سعودي تأجيل قمة قادة دول مجلس الدول العربية والأفريقية، التى كان مقررًا عقدها اليوم الخميس في مدينة جدة.

قال المصدر الدبلوماسي السعودي، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، إنه "تقرر تأجيل قمة قادة دول مجلس الدول العربية والأفريقية المُطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، التي كان من المقرر عقدها اليوم الخميس في مدينة جدة، غربي المملكة، وذلك استجابة لرغبة بعض الدول الأعضاء"، دون أن يكشف عن أي تفاصيل أخرى.

تأجيل قمة جدة

ويضم المجلس 8 دول عربية وأفريقية، هي السعودية ومصر والأردن والسودان واليمن وإريتريا والصومال وجيبوتي، والتي صادقت في الأسبوع الأول من شهر يناير 2020 على ميثاق تأسيس المجلس ووافقت على أن تكون العاصمة السعودية الرياض مقرا له.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية، عن مصادر دبلوماسية أفريقية في الرياض قولها، إن جدول أعمال القمة كان يتضمن عدة بنود في مقدمتها تطورات الوضع في اليمن والقرن الأفريقي وسبل مواجهة التهديدات التي تواجه دول المجلس في ظل توجه قوى دولية وإقليمية إلى ترسيخ نفوذها في منطقة القرن الأفريقي وعلى ساحل البحر الأحمر .

ومن جانبه، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في وقت سابق، أن تأسيس المجلس "أتى استشعارا من قادتنا بأهمية التنسيق والتشاور حول الممر المائي باعتبار البحر الأحمر المعبر الرئيسي لدول شرق آسيا وأوروبا".

وتأتى تلك القمة للشروع في وضع الآليات العملية والالتزامات الاستراتيجية تجاه التهديدات الأمنية والبيئية التي تحدق بواحد من أهم الممرات المائية في العالم. ويضم المجلس الذي تأسس مطلع 2020، ثماني دول من آسيا وأفريقيا، وكان من المقرر أن ينخرط قادة وزعماء تلك الدول في أول اجتماعاتهم لتوسيع التعاون السياسي والاقتصادي، وزيادة التنسيق والتشاور في الموضوعات المتعلقة بتعزيز أمن الملاحة وحماية التجارة العالمية التي تعبر من الممرات المائية والمضائق الحيوية في البحر الأحمر وخليج عدن.

وكان البعض يأمل أن تخرج قمة جدة بتوصيات بحرية استراتيجية، تضع حداً فاصلاً للتهديدات الإيرانية في البحر الأحمر، وصياغة استراتيجية خاصة بأمن الجزر والموانئ، ابتداء من باب المندب وحتى صنافير وتيران السعوديتين في الضفة الشرقية للبحر الأحمر التي تطل عليها أربع دول، فضلاً عن الضفة الغربية التي تطل عليها أربع دول أخرى.

أسباب تأجيل قمة جدة

من جانبه، قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية، إن تلك القمة جاءت فى هذا التوقيت نظراً لوجود تخوف سعودى من وجود تحركات على البحر الاحمر، وجاءت متطلبات عقد القمة والملابسات التى توضح مدى حرص السعودية على حفظ الأمن المائى.

وأضاف فهمي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هناك أطرافها عابثة بأمن البحر الأحمر، هذا ما جعل السعودية تستبق بالدعوة لعقد هذه القمة التى تتمثل فى تحركات وكالات إيرانية منها الحوثيون والتي تهدد أمن المملكة العربية السعودية والإمارات، وبالإضافة لإسرائيل التي تسعى لمشروعات الأمن والتعاون فى البحر الاحمر.

وتابع: "بجانب وجود مخططات اخرى لأمن البحر الاحمر وهذا يعنى أن السعودية تتعامل بذكاء شديد فى هذا الجانب، نظراً لتواجد التهديدات البحرية والتى تأتي إيران في المقام الأول، كونها توجد في شرق أفريقيا من سنوات طويلة، وبينها وبين إسرائيل تخادم سري؛ كون إسرائيل أيضاً حاضرة في شرق أفريقيا، تحديداً في إريتريا.

وأشار إلى أن جماعة الحوثي تمثل مخلباً إيرانياً بجنوب البحر الأحمر في مساحة تقارب 440 كيلومتراً، هي مساحة اليمن على البحر الأحمر، ويستغل الحوثي هذه المساحة في التهريب والإرهاب البحري وتهديد الملاحة الدولية، وهو ما يستدعي وضع حد قاطع لهذا العبث من قبل الدول المطلة على البحر الأحمر.

ولفت إلى أن قمة جدة تأتي في توقيت مهم بالنظر إلى ما يشهده العالم من أحداث متسارعة على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري، وتنافس القوى الكبرى لرسم خريطة جيوسياسية حديثة بعد تداعيات «كوفيد - 19»، فضلاً عن تداعيات الحرب الروسية - الأوكرانية، على الطاقة والنفط وسلاسل الإمداد والتوريد، ونذر الحرب الباردة المتفاقمة بين الولايات المتحدة والصين.

المخاطر التي يشهدها العالم

وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن العالم يشهد تحولات جذرية في النظريات الجيوسياسية، خصوصاً ما يتعلق منها بنظرية «قلب العالم» التي أضحت على ضوئها منطقتا الخليج العربي والبحر الأحمر كتلة سياسية واحدة بنهاية القرن الـ20 وقلب العالم الحديث، تلعب فيها السعودية دورها كأهم مراكز الثقل السياسي والاقتصادي والعسكري والديني على خريطة العالم، بتجسيدها مفهوم التنوع والتوازن الاستراتيجي، وتعزيز الأمن والاستقرار والرفاه والتنمية الشاملة المستدامة في كل المجالات، ومجابهة التهديدات والتحديات الإقليمية والدولية المختلفة المرتبطة بهما، الأمر الذي بات لازماً إزاءه وضع وتفعيل رؤية استراتيجية غير نمطية فاعلة ومتقدمة وواقعية وقابلة للتطبيق، ليتحقق معها تأمين منطقتي الخليج العربي والبحر الأحمر في مواجهة التهديدات والتحديات الدولية والإقليمية المختلفة.

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وجه الدعوة لقادة دول المجلس للمشاركة في أعمال ومناقشات القمة التي تستمر يوماً واحداً، في مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر، حيث تحتفظ السعودية بأطول السواحل عليه (ما يعادل 36 في المائة من سواحل البحر الأحمر). ويتناول جدول أعمال القمة مجموعة من الموضوعات، تتصدرها تطورات الوضع في اليمن والقرن الأفريقي، وأمن الملاحة المائية وطرق التجارة الدولية وما تمثله من أهمية اقتصادية وتجارية واستثمارية للاقتصاد العالمي بأكمله.