الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سنوات من الدعم لا تتوقف.. مصر وليبيا أمة واحدة ومصير مشترك

مصر وليبيا
مصر وليبيا

ليبيا .. التزمت مصر على مدار أحد عشر عاما وتحديدا منذ العام 2011 عقب اندلاع أحداث الربيع العربي، بتوجيه جهودها لدعم ومساندة المؤسسات الليبية الدستورية، من خلال دعم الدولة الوطنية الليبية، واستعادة سيادتها كاملة، وتوحيد المؤسسات الأمنية والاقتصادية والتنفيذية. 

مصر ودعم استقرار ليبيا الشقيقة

وأكدت مصر خلال هذه السنوات على أهمية وضرورة خروج كافة القوات الأجنبية، بالإضافة إلى المقاتلين الأجانب والمرتزقة من الأراضي الليبية، والتي تحول دون استعادة ليبيا لسيادتها الكاملة، فضلا عن تأثير ذلك على أمن دول جوار ليبيا.

ولم تلجأ مصر رغم دورها الكبير وجهودها الدائمة لدعم استقرار ليبيا إلى فرض تواجدها على الأرض الليبية، وسعت دائماً إلى التنسيق مع المؤسسات الليبية في مجالات الاهتمام المشترك، كما حرصت على حماية الحدود المشتركة من الأرض المصرية دون غيرها.

وركزت التحركات المصرية على قطع الطريق أمام محاولات التنظيمات الإرهابية؛ لاتخاذ ليبيا كقاعدة للتمدد والانتشار في شمال إفريقيا ودول الساحل والصحراء وأوروبا، ووقف الأنشطة الخارجية لاستغلال المشهد الليبي في انتهاك سيادة الدولة.

وكان مؤتمر برلين الأول في 20 يناير 2020، والثانى في 23 يونيو 2021، أحد فصول هذا الدور، وتجلى ذلك عندما رسمت مصر الخط الأحمر (سرت-الجفرة) الذي أنهى العمليات العسكرية بالمنطقة الغربية.

وحرصت مصر بكل مجهوداتها في حل  الأزمة الليبية على أن تكون مساعي الحل نابعة من الأطراف والمؤسسات الليبية، لذا استضافت مصر مرات عديدة، وفودًا ممثلة للقوى الاجتماعية كالقبائل والمجالس الاجتماعية الليبية، ومؤسسات كالبرلمان الليبي والجيش الوطني وحكومة الوفاق.

ونرصد في الصور التالية الجهود التي بذلتها مصر خلال السنوات الماضية، وتحديدا منذ تولي القيادة السياسية الحالية حكم البلاد في العام 2014؛ لدعم استقرار ليبيا والحفاظ على سلامة أراضيها، وكانت كالتالي:

قام عبد الله الثني رئيس وزراء ليبيا السابق بزيارة مصر في 8 /10 /2014، حيث استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي، وخلال اللقاء أكد رئيس الوزراء الليبي حينها، "أهمية دور مصر وجهود ها لتحقيق الاستقرار في ليبيا وإعادة الإعمار".

واستضافت القاهرة في 26- 27 /7 /2016، ضمن مساعي مصر للعب دور الوسيط بين الأطراف الليبية، سلسلة من الاجتماعات بهدف تحقيق الوئام السياسي بين أبناء الوطن الواحد، حيث ضمت الاجتماعات عقيلة صالح  رئيس مجلس النواب الليبي الحالي، وفايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية السابق، وعددا من أعضاء المجلس الرئاسي الذي يعد من مخرجات الاتفاق السياسي بين الفرقاء الليبيين الموقع في الصخيرات المغربية برعاية أممية في17 ديسمبر 2015، حيث تم مناقشة مخرجات الاتفاق السياسي حينها.

قام الفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق، وأعضاء اللجنة المصرية المعنية بالشأن الليبي، بزيارة لليبيا في 20 /1 /2017، حيث استقبله حينها المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية، وبحث الجانبان تطورات الأزمة الليبية وما أفرزته لقاءات القاهرة مع القوى الليبية المختلفة.

كما استضافت القاهرة في 21 /1 /2017، الاجتماع الوزاري العاشر لوزراء خارجية دول جوار ليبيا برئاسة السفير سامح شكري وزير الخارجية، وتضم مجموعة دول جوار ليبيا كلا من: مصر وليبيا والسودان والجزائر وتونس وتشاد والنيجر.

وشارك السفير سامح شكري، في 19 /2 /2017، بالاجتماع الثلاثي لوزراء خارجية دول الجوار الليبي، في تونس، الذي ضم أيضا وزيري خارجية تونس والجزائر.

اهتمام رئاسي بالاستقرار في ليبيا 

وقام الفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق - في 18 /5 /2017، على رأس وفد عسكري بزيارة لليبيا، للمشاركة في احتفال الجيش الوطني الليبي بالذكرى الثالثة لانطلاق عملية "الكرامة"، واستقبله حينها المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، وقد بحث الجانبان تنسيق الجهود والتعاون العسكري المشترك لإحكام السيطرة الأمنية وتأمين الحدود.

وزار وفد من الشخصيات السياسية الليبية الفاعلة، وأعيان ورجال الأعمال من مدينة مصراتة الليبية برئاسة أبو القاسم أقزيط عضو المجلس الأعلى للدولة، مصر في 2/7 /2017، واستقبلته حينها اللجنة الوطنية المصرية المعنية بليبيا برئاسة الفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق، حيث بحث الجانبان آخر تطورات الأوضاع في ليبيا.

كما قام خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي والوفد المرافق له بزيارة لمصر في 7 / 8 / 2017، واستقبلته حينها اللجنة المصرية المعنية بالملف الليبي برئاسة الفريق محمود حجازي رئيس الأركان السابق، واستعرض الجانبان نتائج الجهود المكثفة التي تمت ونتائج مباحثات فرنسا لحل الأزمة، والخروج من حالة الإنسداد السياسي في ليبيا.

وزار غسان سلامة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا سابقا، مصر في العام 2019، واستقبله حينها السفير سامح شكري وزير الخارجية، حيث بحثا الجانبان آخر مستجدات الأوضاع على الساحة الليبية، كما ناقشا مسار التحضيرات لعقد مؤتمر برلين حول ليبيا .

واستقبل الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب المصري السابق - مطلع العام 2020، المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، الذي حضر الجلسة العامة لمجلس النواب المصري وهو ما يؤكد الترابط بين الشعبين. 

وشارك الرئيس السيسي في فعاليات قمة "مؤتمر برلين حول ليبيا" يناير 2020، وذلك تلبية لدعوة أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية السابقة، وبمشاركة عدد من رؤساء الدول الإقليمية، والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، بالإضافة إلى ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية ذات الصلة، إضافة إلى طرفي النزاع في ليبيا حينها، وهدف المؤتمر إلى التوصل لوقف دائم لإطلاق النار.

وأكد وزير الخارجية، سامح شكري، خلال مؤتمر "دول الجوار الليبي" المنعقد في يناير 2020 بالجزائر، حرص مصر على دعم الأمن والاستقرار في ليبيا، وقال حينها، إن مؤتمر برلين قدم "خريطة طريق للحل السياسي في ليبيا".

وشارك الرئيس السيسي في مايو 2020 - في اجتماع مجموعة الاتصال الأفريقية حول ليبيا على مستوى رؤساء الدول والحكومات، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، وذلك بمشاركة "دنيس ساسو نجيسو"، رئيس جمهورية الكونغو ورئيس المجموعة حينها، ورئيس جنوب أفريقيا، وكذلك ممثلي رئيسي الجزائر وتشاد، فضلاً عن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، ومفوض السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي، وممثل عن سكرتير عام الأمم المتحدة.

وأعلن الرئيس السيسي، خلال مؤتمر صحفي عقد بقصر الاتحادية في يونيو 2020 - مع المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، وعقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، عن مبادرة سياسية باسم "إعلان القاهرة"، تمهد لعودة الحياة الطبيعية إلى ليبيا، محذرًا من التمسك بالخيار العسكري لحل الأزمة في ليبيا.

وقام وفد من المجلس الأعلى لشيوخ وأعيان القبائل الليبية بزيارة لمصر في يوليو 2020، لمناقشة سبل الخروج من الأزمة في ليبيا، وقد عقد الرئيس السيسي لقاءً مع الوفد، تحت شعار "مصر وليبيا.. شعب واحد ومصير واحد".

وقد جاءت زيارة الوفد إلى مصر حينها، تزامنا مع ما سبق أن أعلنه مجلس النواب الليبي عن ترحيبه بتدخل القوات المسلحة المصرية لحماية الأمن القومي المصري والليبي.

اللجنة القنصلية المصرية - الليبية 

وعقدت في مايو 2021 فعاليات الدورة الثالثة عشر للجنة القنصلية المصرية الليبية المشتركة بمقر وزارة الخارجية.

وأدانت مصر في يونيو 2021 بأشد العبارات الهجوم الإرهابي، الذي استهدف نقطة تفتيش تابعة لمديرية أمن مدينة سبها الليبية، وأسفر عن وفاة ضابطين ليبيين وإصابة أربعة آخرين، وتقدمت مصر بخالص تعازيها وصادق مواساتها لليبيا الشقيقة حينها.

والتقى السفير سامح شكري وزير الخارجية، منتصف يونيو 2021 - مع نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية والتعاون الدولي الليبية السابقة، خلال مشاركتهما في الاجتماع التشاوري العربي في الدوحة، حيث ناقشا التطورات على الساحة الليبية، واتفقا على أهمية الدفع قدماً بالخطوات والإجراءات المتفق عليها في إطار العملية السياسية، ومنها إجراء الانتخابات.

وشاركت مصر في يونيو 2021 بمؤتمر برلين 2، حيث كانت كلمة السفير سامح شكرى، تسير في خط التأكيد على أهمية المسار السياسي، وأهمية الاستحقاق السياسي، وضرورة خروج الميليشيات والقوات الأجنبية من الأراضى الليبية.

والتقي السفير تامر مصطفى، رئيس بعثة مصر في طرابلس بعدد من وزراء الحكومة الليبية، من بينهم: الخارجية، التخطيط، النفط والغاز، الإسكان، العمل، والاقتصاد، في أغسطس 2021، حيث تطرقت اللقاءات إلى مُجمل العلاقات الثنائية بين البلدين وسُبل مواصلة العمل نحو تعزيزها، كما تم التباحث كذلك حول عملية إعادة الإعمار.

وشارك وزير الخارجية المصري، باجتماع وزراء خارجية دول جوار ليبيا نهاية أغسطس 2021، والذي استضافته الجزائر، حيث أكد الوزير "موقف مصر الراسخ تجاه تعزيز بُنية الأمن والاستقرار في ليبيا".

وبحث الرئيس السيسي، ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، نهاية سبتمبر 2021، القضايا الإقليمية التي تهم البلدين، وعلى رأسها الاستحقاقات المنتظرة في ليبيا.

وانطلقت أعمال مؤتمر "دعم استقرار ليبيا" في العاصمة الليبية طرابلس أكتوبر 2021 بمشاركة مصر وممثلين رفيعي المستوى عن حكومات بالمنطقة العربية والعالم، حيث أكدت مصر حينها، "ضرورة إجراء الانتخابات فى موعدها وتنفيذ أجندة الإصلاح الاقتصادي".

وأكد السفير سامح شكري وزير الخارجية، خلال كلمته بالمؤتمر، بمشاركة 30 دولة، ضرورة تنفيذ خارطة الطريق التي أقرها الأشقاء الليبيون بعقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المقرر 24 ديسمبر2021.

وشهدت القاهرة نهاية أكتوبر الماضي، اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة "5+5" لبحث إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب من البلاد، وذلك بمشاركة يان كوبيش المبعوث الأممي لدى ليبيا السابق، وممثلي عن دول جوار ليبيا.

ولَم يتوقف الدعم المصري لليبيا على الجانب السياسي فقط، بل على الجانب الاقتصادي، فبعد توقف 12 عاما تم إعادة تفعيل التعاون الاقتصادى بينهما، حيث وصل عدد اتفاقيات التعاون المشترك بين مصر وليبيا إلى 51 اتفاقية ومذكرة تفاهم، في الصناعة والزراعة والعمالة والتجارة والخدمات وغيرها.

الطائرات الليبية في مطار القاهرة

وتبلغ قيمة هذه الاتفاقيات 19 مليار دولار أمريكي - وفقا لتصريحات رسمية ليبية متعددة في سبتمبر 2021.

كما سمحت مصر بهبوط الطائرات الليبية بمطار القاهرة الدولي، بعد حظر قارب 5 سنوات بعد أن "كانت الرحلات توجه حصريا إلى مطار برج العرب بالإسكندرية".