البوركيني.. من حين لآخر يتجدد الجدل حول ارتداء البوركيني، وهو أحد الملابس التي تقبل عليها السيدات عند النزول للبحر أو دخول شواطئ مفتوحة أو أماكن فندقية لحماية أنفسهن من الآخرين وإخفاء بعض المشكلات الجسدية، والذي تلا ظهوره أزمة كبيرة بين بعض الطبقات الاجتماعية.
أزمة وجدل بسبب ارتداء البوركيني
يمثل البوركيني أزمة لبعض المنشآت السياحية، فالبعض يقبل ظهور السيدات به، والآخر رفض الأمر، وأصر على وضع تعليمات أو اجراءات معينة لنزول بعض السيدات إلى البحر أو ظهورهن في المنشآت السياحية، خاصة الأماكن الكبرى، بالبوركيني.
وارتبط الوركيني ببعض السيدات اللواتي يرفضن الظهور بالبكيني أو بملابس شبه عارية، لالتزامهن الاجتماعي أو اللواتي لديهن بعض المشكلات الجسدية، وفي النهاية أثار البوركيني ضجة كبيرة، وهاجمه فريق من الناس، بينما رحب فريق رحب بوجوده.
وتشهد مصر في فترة الصيف من كل عام تقريبا جدلا بشأن "البوركيني"، الذي يغطي الجسم كاملا، نتيجة منع بعض المنشآت السياحية ارتداءه في المسابح، وكانت آخر أزمة تفجرت بشأنه في مصر خلال شهر يونيو الماضي، حينما صرحت الكاتبة لميس جابر، زوجة الفنان يحيى الفخراني بأنها ترفض هذا الزي، وأيدها زوجها، وهو في الوقت ذاته عضو بمجلس الشيوخ، ووقتها انتقل النقاش بشأن "البوركيني" إلى داخل لجنة السياحة في مجلس الشيوخ، بناءً على طلب أحد النواب.
ووجه رئيس الإدارة المركزية للمنشآت الفندقية والمحال والأنشطة السياحية بوزارة السياحة والآثار، محمد عامر، خطابا رسميا إلى لجنة تسيير أعمال غرفة المنشآت الفندقية، التابعة للاتحاد المصري للغرف السياحية.
خامة البوركيني الصحية للسيدات
ويلزم الخطاب جميع المنشآت الفندقية الحاصلة على ترخيص من الوزارة، بالسماح للسيدات بالنزول لـ حمامات السباحة الخاصة بأي من الفنادق المُرخصة دون منع، مع الحفاظ على الالتزام بمطابقة اشتراطات للخامة المصنوع منها البوركيني، حيث يكون من خامات لا تتفاعل مع مياه حمام السباحة، أو تغير في لون المياه حتى لا تتسبب بأضرار صحية للسابحين بالحمام.
ويقول علاء الغامري، الخبير السياحي، إن ارتداء أي فتاة للبوركيني يعتبر من أول مبادئ الحرية الشخصية لأي فتاة، ولا يجب على أي شخص التقليل من فتاة ترتدي البوركيني أو يمنعها من دخول مكان معين لمجرد ارتدائها له، والبوركيني لم يؤثر بالسلب على السياحة إطلاقا، معقبا: "مثلما لبعض السيدات الحرية أن يرتدين البكيني، فيكون للمحجبات الحرية في ارتداء البوركيني".
وأضاف الغامري، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن أي مجتمع في العالم لديه حرية في ارتداء الملابس، ولا تدخل في لبس المحجبات أو غيرهن، مؤكدا أن "البوركيني لا يمثل أي تأثير سلبي على شكل السياحة في مصر".
وأشار الغامري، إلى أن ارتداء البوركيني والتزام المصريين بحجابهم وملابسهم التي تليق بعاداتهم وهويتهم يجعل السائح يحترمه أكثر ويحترم عادات بلده، ولا يجب على المصريين أن يبتعدوا عن هويتهم لمجرد الموضة أو الشكل السيئ.
نص الدستور في الالتزام بالبوركيني
من جانبه، قالت الدكتورة انتصار السعيد، مدير مركز حقوق المرأة ومناهضة العنف، إنه لا يعتبر من حق أي شخص أو منشأة سياحية منع السيدات بالبوركيني من البداية، وذلك طبقا للدستور والاتفاقيات الدولية التي توقع عليها الدولة المصرية.
وأضافت "السعيد"، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه طبقا للدستور فإن كل المصريين سواء، ولا يجب أن يكون هناك أي تميز على أساس الجنس أو العقيدة، كما أن هناك نصا دستوريا ينص على إنشاء المفاوضية المستقلة لمناهضة جميع أنواع التميز.
وتابعت: "أشيد بقرار وزارة السياحة الخاصة بالتزام المنشآت السياحة بالسماح بارتداء السيدات البوركيني والنزول إلى البحر".
وسبق وأوصت لجنة السياحة في مجلس الشيوخ، بإصدار وتعميم منشور لجميع الجهات والقرى السياحية، فيما يتعلق بضوابط وقواعد ارتياد المسابح، بمراعاة الحريات الشخصية التي كفلها الدستور المصري.
تأثر التنمية السياحية بارتداء البوركيني
وأكدت اللجنة أنها مستعدة لتلقى جميع الشكاوى من المواطنين خلال موسم الصيف بهذا الشأن، والتحرك لحلها بالتنسيق والتعاون مع الجهات المعنية بـ وزارة السياحة وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وهيئة التنمية السياحية.
وشددت اللجنة كذلك على أن "القانون لا يمنع أن تتخذ بعض المنشآت لوائح داخلية خاصة، وأن بعض التعاقدات في بعض القرى السياحية، التي وقعت بين الملاك وشركات التنمية السياحية، تنص على ارتداء زي معين في أحواض السباحة".
جدير بالذكر أن هذا القرار بعد سنوات من المشاكل التي تتعرض لها السيدات المحجبات في مصر من نزول البحر أو حمامات السباحة في المنتجعات السياحية والفنادق الكبرى، وما بين المنع والطرد وكثير من الشكاوى على مواقع التواصل الاجتماعي، على مدار أكثر من 3 سنوات سابقة، جاء هذا البيان ليحسم الأمر تماما.