قال المحرر السياسي لصحيفة "الجارديان" البريطانية بيتر ووكر إن هناك العديد من الملفات الساخنة بانتظار رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة ليز ترس والتي يجب أن تحظى بأولوية قصوى مع بداية ولايتها الجديدة خلفا لبوريس جونسون.
وأضاف الكاتب، في مقال نشرته "الجارديان"، أن على رأس أولويات الحكومة البريطانية الجديدة، تأتي أزمة الطاقة التي تهدد القارة الأوروبية بأسرها إلى جانب الحرب الروسية الأوكرانية، الوعود التي قطعتها ترس على نفسها أثناء حملتها الانتخابية بتخفيض الضرائب في ظل الارتفاع الكبير في أسعار المعيشة، بالإضافة إلى مشاكل قطاع الصحة التي تواجه المملكة المتحدة.
وأردف الكاتب يقول إن ترس تواجه حقا تحديات مصيرية وعلى نطاق واسع لم يسبق لها مثيل في تاريخ بريطانيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، معبرا عن اعتقاده أن رئيسة الوزراء الجديدة يجب أن تكون مدركة لكل هذه التحديات وكيفية التعامل معها.
ويرى الكاتب أن الارتفاع الكبير في أسعار الطاقة وتكلفة المعيشة بصفة عامة يمثل أحد أهم تلك التحديات في وقت ينتظر فيه الشعب البريطاني حلولا عملية وعاجلة للأزمة التي يعاني من وطأتها ولاسيما أن وعودها الانتخابية ركزت على تخفيض الضرائب وتقديم مساعدات مالية مباشرة للتخفيف من الأعباء الطاحنة التي تهدد الملايين من الأسر في المجتمع البريطاني.
ويرى المحللون، كما يقول الكاتب، أنه ليس من السهولة بمكان إيجاد حلول سريعة وعملية لأزمات بذلك الحجم، حيث تهدد الأزمة الاقتصادية في بريطانيا بإغلاق العديد من المنشآت الاقتصادية؛ ما ينذر بأزمات أخرى إنسانية واجتماعية وانتشار حالة من الفقر تهدد حياة آلاف من البريطانيين خاصة مع قدوم فصل الشتاء.
وقال إن تلك الأحوال دفعت الحكومة البريطانية إلى فرض حالة من التأهب بين أفراد الشرطة وإعداد خطط طوارئ تحسبا لاحتمالات اندلاع حالة من الفوضي وعدم الاستقرار في حالة تنظيم مظاهرات من جانب الشعب البريطاني الثائر على الأوضاع الحالية التي تعصف بالبلاد.
وأضاف أن حالة قطاع الخدمات الصحية المتدنية والمتهالكة يعد من أهم الملفات التي تنتظر حلول سريعة من جانب الحكومة الجديدة، والذي يعد أحد ملامح أزمة ارتفاع المعيشة في ظل اضطرار العديد من أبناء الشعب البريطاني إلى الإقامة في منازل محرومة من التدفئة، وعدم الحصول على القدر الكافي من الطعام؛ ما يزيد من تفاقم الأزمة الاقتصادية وزيادة الضغوط على قطاع الخدمات الصحية.
ويقول الكاتب إن الحرب الروسية في أوكرانيا تشكل أحد أهم التحديات بالنسبة للحكومة البريطانية الجديدة، حيث بات من الواضح أن ليز ترس سوف تتبنى نهج رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون في دعم أوكرانيا في مواجهة القوات الروسية، موضحا أنها مثلها في ذلك مثل كل زعماء الدول التي تساند أوكرانيا، سوف تواجه صعوبات كبيرة في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا وعدم ظهور أي مؤشرات تلوح في الأفق بقرب انتهاء الصراع المسلح هناك، بينما تتزايد الأزمات الطاحنة التي سببتها تلك الحرب مثل أزمة الطاقة وارتفاع تكلفة المعيشة.
واختتم الكاتب مقاله معبرا عن اعتقاده أن ليز ترس سوف تظل ملتزمة بدعم بريطانيا لأوكرانيا على الرغم من كل هذه الصعوبات والتحديات، وعلى الرغم من ارتفاع العديد من الأصوات داخل حزب المحافظين التي تطالب بتبني نهج مختلف تجاه أوكرانيا لتجنب استمرار الأزمات الحادة التي يعاني الشعب البريطاني من وطأتها.