قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

معادية لروسيا وتتوعد المهاجرين.. تخوف من سياسات ليز تراس المستقبلية|كيف ترى العرب؟

رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس
رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس
×

انتهى صراع الانتخابات على مقعد رئيس وزراء بريطانيا بفوز ليز تراس لكي تصبح ثالث امرأة تحتل منصب رئيسة وزراء بريطانيا، وذلك خلفا لـ بوريس جونسون الذي أجبر على الاستقالة يوم 7 يوليو الماضي، بعد ضغط سياسي كبير، نتيجة الفضائح، وسوء الأحوال المعيشية للشعب الإنجليزي، بسبب تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية.

الدعوة لانتخابات عامة

وفور إعلان فوز ليز تراس برئاسة الحكومة البريطانية، ضرب التوتر العالم ككل وبريطانيا بشكل خاص، حيث تعرف تراس بمواقفها الجريئة التي كانت مصدرا للعديد من المشكلات في بريطانيا، ووصل الأمر إلى أنه فور إعلان فوزها بانتخابات حزب المحافظين بدأت المعارضة البريطانية في الدعوة إلى إجراء انتخابات برلمانية.

وقال وزير الصحة في حكومة الظل، النائب العمالي، ويس ستريتينج، في تصريحات إعلامية: "يجب أن تدعو تراس إلى انتخابات عامة".

وقال زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي، إد ديفي، إنه في ظل حكم تراس ستكون هناك نفس الفوضى في بريطانيا كما كانت في عهد بوريس جونسون.

وكتب ديفي على تويتر: "من تكلفة المعيشة الطارئة إلى أزمة وكالة الصحة العامة، أظهر المحافظون أنهم لا يهتمون بأن ليس لديهم خطة، حان الوقت لمحاربة ارتفاع أسعار الطاقة ثم الدعوة إلى انتخابات عامة".

عداؤها الشديد لروسيا

ولم تكن المعارضة فقط التي تتخوف فقط من مجيء ليز تراس لرئاسة الحكومة البريطانية، بل أيضا روسيا هي الأخرى كانت تتابع الانتخابات عن قرب ومن الواضح أن مجيء تراس لم يعجب الروس، وذلك نظرا لعدائها الشديد لموسكو وتأييدها لأوكرانيا بشكل كبير، وهذا اتضح من تصريحاتها الأخيرة عقب إعلان فوزها في الانتخابات.

كشفت رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة، عن النهج الذي ستتعين الإقدام عليه مع روسيا في ظل مواصلتها الحرب على أوكرانيا.

وفي كلمتها عقب الفوز برئاسة حزب المحافظين ورئاسة الحكومة البريطانية، وجهت ليز تراس، الشكر لسلفها المنتهية ولايته بوريس جونسون، على قيادته حزب المحافظين والحكومة في ظل ظروف صعبة.

وحسب صحيفة "جارديان" البريطانية، قالت تراس: "صديقي بوريس جونسون شكرا، لقد أنهيت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وسحقت جيريمي كوربين، وطردت اللقاح، ووقفت في وجه فلاديمير بوتين، لقد حزت على الإعجاب من كييف إلى كارلايل".

ويبدو أن خطتها في دعم أوكرانيا مثلما فعل سلفها السابق ستتواصل، خاصة مع تحذير روسيا مرارًا من تدهور العلاقات مع المملكة المتحدة مع انتخاب خليفة جونسون.

تعليق روسيا على انتخاب تراس

ومن جانبه، علق مدير الدائرة الأوروبية الثانية بوزارة الخارجية الروسية، سيرجي بيلييف، على تولي ليز تراس منصب رئاسة الحكومة الجديدة لبريطانيا، خلفا لبوريس جونسون.

وحسب "روسيا اليوم"، قال بيلييف إن موسكو تتوقع أن تواصل ليز تراس المسار المدمر في نهج علاقاتها مع روسيا، لافتًا إلى أن موسكو "لم تتصرف قط كمبادر لوقف الحوار مع لندن".

وأوضح أنه في كل مرة هناك استفزاز بريطاني جديد مصحوب باتهامات لا أساس لها وعقوبات أحادية الجانب"، داعيًا الجانب البريطاني للتعقل والامتناع عن الأعمال التي تضر بالعلاقات بين البلدين والشعبين.

ولفت إلى أن رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون ساهم في تدمير أسس التعاون الروسي البريطاني.

ترحيب أوروبا بليز تراس

وأعربت المفوضية الأوروبية عن ترحيبها بوجود فرصة بداية جديدة مع رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة، ليز تراس، مشددة على ضرورة احترام اتفاقيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ما يتعلق بـ أيرلندا الشمالية، وتنفيذها بالكامل.

وقال المتحدث باسم المفوضية في المؤتمر الصحفي اليومي للمدير التنفيذي للاتحاد الأوروبي: "نحن نبحث دائما عن بدايات جديدة، ومن الواضح أن أي شيء يمكن أن يساعد في دفع علاقتنا مع المملكة المتحدة إلى الأمام سيكون موضع ترحيب كبير".

وقال المتحدث "فيما يتعلق بما نتوقعه، فمن الواضح للغاية أنه لم يغير ذرة واحدة"، مضيفا: "نتوقع التنفيذ الكامل لاتفاقية الانسحاب "البريكسيت" واتفاقية التجارة والتعاون التي وقعناها وبالطبع البروتوكول الأيرلندي وأيرلندا الشمالية".

سياسات ليز تراس المستقبلية

وفي هذا الصدد، قال رامي إبراهيم، الباحث في الشؤون الدولية، إن رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة، ليز تراس، أمامها تحديات كبيرة تمثل أولوية لها، وسبق أن أكدت أن هذه الأولويات تتمثل في معالجة الأثار الاقتصادية لأزمة وباء كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، وبعض المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تفاقمت وزادت من الأعباء على كاهل المواطنين، هذا بالإضافة إلى اتخاذ حزمة من الإجراءات العاجلة لمواجهة هذا الأمر.

وتوقع إبراهيم في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن تشهد فترة رئاسة ليز تراس للحكومة البريطانية، حربا اقتصادية شرسة بين المملكة المتحدة، والصين وروسيا، لأنها تخشى الهيمنة الاقتصادية الصينية، كما أنها تتحيز إلى المعسكر المناهض لموسكو وبكين، وقد تسعى لتعزيز أدوات المواجهة من خلال التكتلات الاقتصادية.

وأشار الباحث في الشؤون الدولية، إلى أن أوروبا مقبلة على أزمة كبيرة فيما يتعلق بالوقود أو الطاقة في مجملها وخاصة مع بدء فصل الشتاء ونقص الإمدادات الواردة من روسيا.

وتابع: "كما تعهدت تراس بوضع خطة لمعالجة ارتفاع فواتير الطاقة وتأمين إمدادات الوقود في المستقبل"، لافتا إلى أنه سبق وقالت إنها تريد تحويل مجموعة الدول السبع إلى "ناتو اقتصادي" يمكنه الدفاع عن نفسه بشكل أفضل ضد النفوذ الصيني الاقتصادي في جميع أنحاء العالم.

تخوف من سياسات تراس نحو العرب

وأضاف إبراهيم، أنه يصعب التكهن أو التوقع بشأن السياسات التي ستنتهجها رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة ليز تراس فيما يتعلق بالتعامل مع الشرق الأوسط وخاصة المنطقة العربية، لافتا إلى أن هناك تخوفا من موقفها المؤيد لإسرائيل في عدوانها على قطاع غزة الفلسطيني.

وأشار إلى أن هناك تخوفا من السياسات التي قد تنتهجها ليز تراس ضد المهاجرين، حيث أكدت أنها مستعدة بشكل جيد لمواجهة أي عقبات قانونية تقف أمام خطتها لترحيل المهاجرين الذين دخلوا البلاد بشكل غير شرعي.

رامي إبراهيم