فازت ليز تراس، وزيرة خارجية بريطانيا، بزعامة حزب المحافظين الحاكم، لتصبح رئيسة الحكومة، خلفا لرئيس الوزراء بوريس جونسون، والذي أجبر على الاستقالة يوم 7 يوليو الماضي، بعد ضغط سياسي كبير، نتيجة الفضائح، وسوء الأحوال المعيشية للشعب الإنجليزي، بسبب تداعيات حرب روسيا وأوكرانيا.
وبمجرد إعلان استقالة جونسون، على الفور أعلن بعض نواب حزب المحافظين عن ترشحهم لقيادة الحزب، في نفس يوم استقالة بوريس جونسون، وبدأت الانتخابات الداخلية للحزب بترشح ثمانية أعضاء، وخلال عدة جولات من التصويت، استُبعد ستة من المرشحين حتى بقي اثنان فقط، هما ريشي سوناك وليز تراس، وقد أعلن فوز الأخيرة اليوم لتتولى رئاسة الوزراء، ونالت ليز تراس 81326 صوتا مقارنة بحصة ريشي سوناك البالغة 60399 صوتا.
تراس تشكر بوريس جونسون
وبعدما تم الإعلان عن فوز ليز تراس، ألقت خطابا أعربت فيه عن شكرها لرئيس الوزراء السابق بوريس جونسون، لانه تصدى للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإنجازه عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بركسيت"، رغم أنها كانت تعارض خروج بريطانيا من مظلة الاتحاد الأوروبي.
وتعهدت ليز تراس في خطابها بالوفاء بوعودها الانتخابية، عبر خطتها الجرئية لخفض الضرائب ودعم نمو الاقتصاد الإنجليزي،وهذا يدل على أنها لن تقدم منح وإعانات للأسر الإنجليزية وإنما سوف تخفض الضرائب فقط، مما قد يتسبب في عجز بالموازنة.
في هذا التقرير نستعرض أبرز المعلومات عن ليز تراس، رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة، خلال السطور التالية.
تراس تغير آراءها بسرعة
اتصفت تراس بأنها تغير اتجاهاتها بشكل غريب، فعندما كانت في الجامعة كانت رئيسة حزب الليبراليين الديمقراطيين، وكانت تريد إلغاء الملكية في بريطانيا، ولكن بعد تخرجها غيرت انتمائها وتحولت إلى حزب المحافظين.
كما أنها كانت من المعارضين لفكرة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وخلال التصويت وقفت تراس إلى جانب دعاة البقاء في الاتحاد الأوروبي وكتبت مقالا في صحيفة صن تؤكد فيه أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون مأساة ثلاثية ويفرض المزيد من القواعد والإجراءات الورقية والتأخير عند الاتجار مع الاتحاد الأوروبي، لكن بعد فوز دعاة الخروج من الاتحاد الاوروبي غيرت رأيها وقالت إن هذه الخطوة توفر فرصة "لتغيير طريقة عملنا" في المملكة المتحدة.
من هي ليز تراس؟
ولدت ليز تراس في أكسفورد 26 يوليو 1975، ووالدها هو اليساري جون كينيث تراس، كان أستاذا في مادة الرياضيات البحتة، في جامعة ليدز، أما والدتها فهي بريسيلا ماري، ممرضة ومعلمة وعضوة في حملة نزع السلاح النووي، انتقلت تراس، مع عائلتها وقت أن كان عمرها 4 سنوات، إلى اسكتلندا، وفي سن الـ 18 درست السياسة والاقتصاد في أكسفورد، حيث كانت رئيسة حزب الليبراليين الديمقراطيين في الجامعة.
ليز تراس تهاجم الملكية ثم تغير ولاءها
غيرت تراس ولاءها وانضمت إلى حزب المحافظين عام 1996، وهو نفس العام الذي تخرجت فيه، رغم أنها كانت تعارض المحافظين، وكانت منظمة لحزب الديمقراطيين، وفي أحد المؤتمرات للجزب عام 1994 تحدثت لصالح إلغاء الملكية وقالت للمندوبين في برايتون: "نحن الديمقراطيون الأحرار نؤمن بتساوي الفرص للجميع، لا نؤمن بأن هناك أشخاص ولدوا ليحكموا".
كان دخولها مجال السياسة بشكل احترافي، عندما قدمت ترشيحها عن حزب المحافظين في جنوب غربي نورفولك في الانتخابات العامة عام 2010، وفازت بالمقعد وشغلته منذ ذلك الحين، في وستمنستر، وهي مقر البرلمان والحكومة، شغلت تراس عدة وظائف، منها: وكيلة وزارة الخارجية البرلمانية لرعاية الأطفال والتعليم، ووزيرة الدولة للبيئة والغذاء والشؤون الريفية، وزيرة الدولة للعدل، والمستشارة اللورد، ثم السكرتير الأول للخزانة، وهو المنصب الذي خلفها فيه سوناك، ووزيرة الدولة للتجارة الدولية ورئيسة مجلس التجارة.
خطة ليز تراس لقيادة بريطانيا
تدعو ليز تراس لتقليص دور الحكومة في الأسواق، ووضعت خططًا لإلغاء الزيادات الضريبية التي فرضها وزير الخزانة السابق ريشي سوناك، والذي كان ينافسها على رئاسة حزب المحافظين، كما وتعهدت بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول نهاية العقد وأيدت خطة وزيرة الداخلية بريتي باتيل المكروهة على نطاق واسع بترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا.
وكانت تراس قد كتب مقالا في صحيفة "صنداي تليجراف" عشية اليوم الذي سيتم الإعلان فيه عن بديل بوريس جونسون، جددت خلاله، تعهدها بالتالي:
- الجرأة في معالجة الاقتصاد البريطاني الذي يعاني من تضخم يتجاوز عشرة بالمئة ويواجه ركودا.
- إدراكها مدى صعوبة أزمة تكلفة المعيشة بالنسبة للجميع.
- سوف تتخذ إجراءات حاسمة لضمان تمكن الأسر والشركات من اجتياز هذا الشتاء والشتاء التالي.
- التخطيط خلال الأسبوع الأول من إدارتها الجديدة لتحديد الإجراءات الفورية بشأن فواتير الطاقة وإمدادات.
- سيعتمد نهجها على شقين، هما إجراء فوري لمعالجة أزمة تكلفة المعيشة وخطة لتحقيق النمو الاقتصادي.
- سوف تعين مجلسا من المستشارين الاقتصاديين للحصول على “أفضل الأفكار” حول كيفية تعزيز الاقتصاد.
تقليدها لمارجريت تاتشر
في سن السابعة لعبت ليز تراس دور رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارجريت تاتشر في مسرحية مدرسية، كما أنها خلال زيارتها لروسيا في فبرايرالماضي قبل بدء الحرب كانت تراس ترتدي قبعة مستديرة من الفرو شبهها البعض بأخرى كانت ترتديها تاتشر خلال رحلة لها لمعسكر تدريب لحلف الناتو في عام 1986.
كما أنها وبعد انضمامها إلى سباق قيادة حزب المحافظين ارتدت قميصا أبيضا له عقدة كبيرة خلال إحدى المناظرات التلفزيونية، وهو شبيه بذلك الذي كانت ترتديه تاتشر.