رفض الناخبون في تشيلي بأغلبية ساحقة مشروع دستور جديد جرى الاستفتاء عليه يوم أمس /الأحد/ بهدف استبدال الدستور الموروث من عهد ديكتاتورية أوجستو بينوشيه (1973-1990).
وأعلنت هيئة الانتخابات الوطنية - في بيان، نقلته وكالة أنباء /أسوشيتيد برس/ الأمريكية اليوم /الإثنين/ - أنه تم فرز 99.9٪ من الأصوات، وحصل معسكر الرفض على 61.9٪ مقابل 38.1٪ للموافقة وسط إقبال كبير من الناخبين في جميع مراكز الاقتراع؛ حيث كان التصويت إلزاميا.
واعتبرت "أسوشيتيد برس"أن رفض الناخبين للدستور الجديد يمثل ضربة للرئيس الشاب جابرييل بوريك، 36 عامًا، والذي يتعين عليه الآن إبرام صفقات لإنشاء وثيقة أخرى أو تغيير الوثيقة الحالية، مضيفة أنه على الرغم من توقعات رفض الدستور المقترح، إلا أن انتصار معسكر الرفض بما يقرب من 24 نقطة كان بمثابة هزيمة مروعة لوثيقة استغرق إعدادها ثلاث سنوات وتم وصفها بأنها محاولة ديمقراطية لاستبدال الدستور القديم؛ حيث بدأ العمل عليها بعد انتفاضة شعبية كبيرة جرت عام 2019 للمطالبة بمزيد من العدالة.
وقال بوريك، الذي ضغط بشدة من أجل الموافقة على المشروع، إن النتائج أوضحت أن الشعب التشيلي "غير راضٍ عن الاقتراح الدستوري الذي قدمه البرلمان والمشرعون إلى المواطنين"، مضيفا أنه من المحتمل أن تكون هناك "تعديلات على بعض البنود"، فيما أكد محللون أنه رغم اعتقاد الغالبية العظمى بأن الدستور الحالي بحاجة إلى التغيير، إلا أنهم شعروا أن الدستور المقترح ليس بديلاً مناسبًا .
وأوضح بوريك أن عملية صياغة دستور جديد لبلاده لن تنتهي بتصويت الأمس، وقال إنه من الضروري أن يعمل القادة "بمزيد من التصميم والمزيد من الحوار والاحترام" للوصول إلى ميثاق مقترح جديد "يوحدنا كدولة".
وفي سانتياجو عاصمة تشيلي، انطلقت الأبواق الاحتفال حيث تجمعت مجموعات من المواطنين في العديد من التقاطعات للاحتفال بالنتائج، وقالت لورينا كورنيجو، 34 سنة، وهي تلوح بعلم تشيلي- في تصريح خاص لـ"أسوشيتيد برس": نحن سعداء لأننا، حقًا، نريد دستورًا جديدًا ، لكن هذا الدستور المُقترح لم يلب توقعات الأغلبية. والآن علينا العمل من أجل صياغة دستور آخر يوحدنا.
وكان الدستور الجديد يهدف إلى إدخال الحقوق الاجتماعية في مجال التعليم والصحة والإسكان والاعتراف بحقوق السكان الأصليين والحق بالإجهاض. وعلى الرغم من توقعات الهزيمة، لم يتوقع أي محلل أو خبير استطلاعات مثل هذا الهامش الكبير لمعسكر الرفض، مما يوضح كيف لم يكن التشيليون مستعدين لدعم ميثاق كان من الممكن أن يصبح أحد أكثر المواثيق تقدمًا في العالم على أمل إحداث تغييرات جذرية في البلد الواقعة بأمريكا الجنوبية.