قال الشيخ خالد الجمل، الداعية الإسلامي، إن الزوج لا يستطيع أن يضرب زوجته في الدين الإسلامي، حيث يقول الله تعالى: "وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ"، فلا يجب توجيه العنف البدني للزوجة على وجه الإطلاق.
وأضاف "الجمل"، خلال لقائه على قناة "الحدث اليوم"، أنه لا يجوز أن تضرب زوجتك التي أخذتها بعزة وكرامة من بيت أهلها والضرب ليس من شيم الرجال، في حال كان هناك خلاف بين الزوج والزوجة "فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا"، ولا بد من اختيار الشخص العاقل والحكيم الذي لديه بُعد نظر في مسألة الحياة الزوجية ليتدخل للصلح والوفاق لا بالتخريب والحث على الانفصال وتكبير الأمور، ولاستمرار الحياة الزوجية لا بد على الزوجة احترام الزوج وعلى الزوح إشعار زوجته بالأمان والاهتمام.
وتابع: "نُريد من شبابنا المقبلين على الزواج أن يعلموا أن الزواج يعني تغيرا كليا في نمط الحياة وبأن هناك زوجة تنتظرك في المنزل فلا بد أن يقدرها وأن يخصص وقتا لها ولبيته وألا يواصل عيش حياته وسهره مع أصدقائه مثلما كان وهو أعزب وأن يعاملها بالحسنى ولا مانع في مساعدتها قتضاء برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكشف الشيخ خالد الجمل، الداعية الإسلامي، عن أسباب تزايد حالات الطلاق مؤخرا، مشيرًا إلى أن الطلاق هو حديث عن استحالة الأمور، واستنفاد كل الطرق للإصلاح، وطلب الزوجة للطلاق بشكل حقيقي، وهنا القرآن في سورة البقرة قال إن الحياة لن يكون لها غير طريقين (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان).
وأوضح"الجمل"، أن الحياة الزوجية ليس لها سوى التراضي على الحياة بين الزوجين مع بعض أو الطلاق بكل احترام، حيث قال تعالى (تلك حدود الله فلا تعتدوها، ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون).
وتابع: "أغلب الخلافات الزوجية التي تفضي إلى الطلاق ترجع إلى غياب الوعي لدى الطرفين بكيفية التعامل مع المشكلات أو التحديات، وفي حال كانوا على علم بهذه الطرق من البداية كان من الممكن ألا يقع الطلاق، ولذلك نوصي ونشدد على أهمية تطبيق برامج التأهيل الزواجي الإلزامية للمقبلين على الزواج.
مشيرا إلى إن هناك مفاهيم كثيرة يجب أن تتحقق في بداية الزواج حتى نضمن توفر جميع مقومات نجاح الزواج وهي الكفاءة في جميع الجوانب الاجتماعية والمالية وغيرها والاختيار الصحيح لشريك الحياة، ثم بعد ذلك يجب أن نفهم أن الحياة الزوجية عبارة عن واجبات وحقوق متبادلة بين الطرفين حتى تكون الحياة سعيدة للزوجين.
وأضاف أنه يجب أن يكون هناك حوارا بين الزوجين عند وجود مشاكل وخلافات ومن الأخطاء الشائعة التي تؤدي إلى الطلاق في بعض الأحيان هو إدخال الأهل في المشاكل الزوجية وخاصة من قبل الزوجة التي تنقل لأمها جميع تصرفات زوجها وهذا ما يؤدي إلى فشل الزواج؛ لهذا نُشدد على ضرورة أن يكون هناك خصوصية بين الزوجين وألا يطلع الأهل على خلافاتهم إلا إذا كان هناك مشكلة كبيرة تستدعي تدخل الأهل.
وتابع: "أغلبية حالات الطلاق تحدث خلال أول 5 سنوات من الزواج، وهو ما دفعنا للتأكيد على أهمية فرض إلزامية برامج التأهيل للمقبلين على الزواج، فقد اتجهت الكثير من البلدان إلى دعم استقرار الأسر من خلال إنشاء هذه البرامج التي تهدف إلى تقوية العلاقات الزوجية وتقليل نسبة الطلاق، وتزويد "المقبلين على الزواج" بالمعرفة والمهارات المطلوبة التي تمكنهم من إقامة زيجات مستقرة ومستدامة، قادرين على مواجهة مختلف التحديات".