الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المهمة الصعبة

طارق اسماعيل
طارق اسماعيل

أسعدني للغاية اختيار الدكتور أحمد زايد مديرا لمكتبة الإسكندرية حيث المؤكد أنه يختلف بأفكاره وآرائه عن من سبقوه في كيفية إدارة المكتبة فهو أستاذ علم الاجتماع والمفكر والعالم المهتم بالثقافة والأدب والعلوم الإنسانية وهو البعيد عن دهاليز السياسة والدخول في عالمها عكس الدكتور إسماعيل سراج الذي دخل عالم السياسة من الباب الملكي بقربه الشديد من الرئاسة بل ليس سرا إنه رشح لكي يكون رئيس لوزراء مصر في فترة من الفترات بينما كان دكتور مصطفي الفقي سياسي من الطراز الأول واهتم بها ولم ينشغل بالقدر الكافي بعالم الفكر والثقافة.  

 

لذلك فإن اختيار دكتور زايد جاء موفقا فهو المثقف الرافض لعالم السياسة والحالم بخلق مجتمع ثقافي يعيد فيه الوعي الغائب والفكر المستنير  بتحديات صعبة وقضايا شائكة ،بتيارات متطرفة تريد العصف بالفكر وفي ظل رؤية غائبة  عن ساحة المواجهة وداخل حلبة الصراع وجد الرجل نفسه في تحدى ومطلوب منه أن يستعيد روح مكتبة الإسكندرية الحقيقية في نشر الوعي والفكر الصحيح في اكتشاف مواهب وعرض أفكار في فتح أبواب للمثقفين والمفكرين الجادين الحقيقيين الذين وجدوا أبواب المكتبة مغلقة أمامهم بعد أن اقتصرت على نخبة طامحة وصفوة متطلعة.

 

الدكتور أحمد زايد لديه فرصة ذهبية في تحقيق الكثير خاصة أن داخل المكتبة مجموعات عمل على مستوى عالي من الكفاءة حان الوقت أن تتحرك بقوة مع مفكر جاد لصناعة مستقبل مشرق للثقافة والأدب بمشاريع جادة وأفكار متطورة ورؤية ثاقبة، الدكتور أحمد زايد هو الأمل أن تنطلق مكتبة الإسكندرية في وضع مفهوم تجديد الخطاب الديني المستنير  وإيجاد صيغة لغة حوار مشترك بين رجال الدين والفكر وهي اللغة الغائبة حتى الآن، مرة ثانية مرحبا بالعالم والمفكر الدكتور أحمد زايد مدير لمكتبة الإسكندرية في مهمة صعبة أثق إنه سينجح فيها بامتياز.