يعتبر الفنان محيي الدين اللباد، الذي تحل اليوم ذكرى رحيله، فنان من جيل العباقرة الذين ظهروا في الخمسينات والستينات بالقاهرة والذين تميزوا بتعدد مواهبهم وإثرائهم لمسيرة الفن البصري العربي بأنواعه، قدم محيي الدين اللباد، إنجازا مدهشا في مجال الكاريكاتير السياسي والاجتماعي ورسوم وكتب الأطفال والكتابات النقدية.
وضع محيي الدين اللباد، بصمة خاصة في فن تصميم أغلفة الكتب في العالم العربي وأصبح أحد رواد هذا الفن وواحدا من المتميزين به على مستوى العالم .
ولد محيى الدين اللباد، في 25 مارس 1940م في حي المغربلين، لأسرة تعود أصولها إلى شباس الشهداء بمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، والده أستاذ فقه بجامعة الأزهر، بدء حسه الفني في طفولته المبكرة أخرجه في فن الرسم الذي برع فيه واحترافه في المرحلة الثانوية، أثقل موهبته بالتحاقه بكلية الفنون الجميلة عام 1957م على عكس رغبة الأسرة للالتحاق بكلية الطب، وتخرج في قسم التصوير عام 1962م.
وعُين رساما للكاريكاتير بمجلتي "روز اليوسف" و"صباح الخير" قبل تخرجه بأشهر قليلة، وأصبح المسئول عن تصميم الأساسي لهما وللعديد من الصحف اليومية المجلات الأسبوعية والشهرية، وسلاسل الكتب العربية والأوروبية، منها الطبعة العربية للصحيفة الفرنسية "لوموند ديبلوماتيك" بالإضافة إلى الكاريكاتير السياسي والاجتماعي ورسوم كتب الأطفال.
وعمل مديرا ومصمما للجرافيك، شارك في تأسيس مجلة "كروان" للأطفال عام 1964م وعمل مديرًا لتحريرها، كما شارك في تأسيس دار الفتى العربي عام 1974م الخاصة بأدب الطفل، وشارك في إصدارات دار المعارف للأطفال، وترجمت أغلب أعماله إلى لغات أجنبية كثيرة كالإنجليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية والألمانية واليابانية والفارسية، ومنها كشكول الرسام عام 1988، ملاحظات عام 2005م، مائة رسم وأكثر، وسلسلة نظر، حواديت الخطاطين الذي صدر في عام 2013 بعد وفاته.
وصدر له عدد من الكتب في مصر والعالم العربي، ونالت أعماله العديد من الجوائز المحلية والعربية والدولية، ونشر بعضها مترجماً بعدة لغات أجنبية، كما قدم سلسلة من الكتب التى قام بتأليفها وتصميمها "المراهقون فوق سن الحادية عشر"، وأيضًا "الرسم والتلوين الزيتى"، و"كشكول الرسام" والذى حاز جائزة الأكتوجون الفرنسية، وصدرت منه طبعات باللغات الفرنسية والألمانية والهولندية، وهو عبارة عن بعض ذكريات بصرية من طفولة الرسام بوجهها إلى الكبار، وبعض اكتشافاته عندما كبر وصار رساماً محترفاً وصانعاً للكتب، يعود فيوجهها للصغار.
وتحدث محيي الدين اللباد في تدخله عن تجربته الفنية، فذكر في البداية أنّ العرب كان لهم دور كبير في نشر الكتاب بفضل اكتشافهم للورق، و قد تم تصديره إلى أوربا بعد تصنيعه، و ذكر أن القرآن قد طبع في البداية في أوربا ثم خلص إلى الحديث عن القراءة الرشيدة ، وذكر فيما ذكر أن كتب الأطفال هي التي جعلت من نجيب محفوظ كاتبا كبيرا.
وتحدث عن نفسه فقال: "وقعت أسيرا لكتب كامل الكيلاني في طفولتي، وذات مرة اقتنيت قصة" علي بابا "بخمسة قروش، هذا الكتاب وغيره من كتب كامل الكيلاني جعلتني أختار هذه المهنة".
ركز الضيف على تجربته وأطنب في الحديث عنها و لكنه غيب تجربته الصحفية والإبداعية في الكتابة وفي إجابته عن سؤال طرحته "الصباح" بخصوص هذه المسألة ، علل ذلك بأنه لم يشأ أن يثقل كاهل المتلقي بكلام قيل في مناسبات عديدة، لهذا السبب أعفاه من ذلك، كما أكد على أن كتبه التي تمت ترجمتها إلى عدة لغات لا يعني البتة أن قيمتها الفنية رفيعة المستوى .