تشتهر محافظة الوادي الجديد بالعديد من المناطق الآثرية ومنها منطقة عين أم الدبادب والتي تقع على بعد 65 كيلومترا من مدينة الخارجة بـ الوادي الجديد في وسط الصحراء، وسميت بهذا الاسم نظرًا لكثرة مرور الدواب الكثيرة والجمال والبعير التى كانت تعبر خلال القوافل التجارية قادمة من شمال الخارجة ومنطقة اللبخة إلى الغرب وصولًا إلى عين آمور ثم الواحة الداخلة وهي حاليا عباره عن اطلال ..
يقول الاثري حسن جابر ، إن كلمة (عين) ترجع إلى انتشار العديد من خطوط المياه التى تجرى تحت الأرض بواسطة قنوات محفورة فى الصخر وكان يطلق عليها المناور ويصل عددهم حوالى 14 خطا والتى جفت الآن وأغلقت بفعل الأتربة والهواء والعوامل المناخية بالمنطقة.
وأضاف جابر أن فكرة المناور ترجع بدايتها إلى العصر الفارسى ثم ازدهرت بقوة فى العصر الرومانى نظرًا لاستغلال أراضى الصحراء الغربية كمصدر دخل وجلب للضرائب للإمبراطورية الرومانية وهى عبارة عن سراديب وأنفاق أسفل الأرض يتم نحتها فى الحجر أو الصخر الرملى أو الطفلى الصلب على أعماق متفاوتة، كما استطاع المصري القديم التحكم فى المياه وتدفقها من خلال إغلاق أو فتح الخطوط والتعرف من خلال كل منور عن حالة سريان المياه فى السراديب، كما استخدمها كسلالم للصعود والهبوط للسراديب المملوءة بالمياه وتنظيفها من أى شيء يعوق سريانها فى مجراها.
اقرا ايضا:
وأوضح أن قلعة عين أم الدبادب، تقع جنوب المدينة السكنية بسهل أم الدبادب وتعتبر القلعة شاهقة الارتفاع، وأحد الصروح الأثرية التى ترجع إلى العصر الروماني، حيث تم استيطان المنطقة لمئات السنين ومازالت بقايا الأوانى والسيراميك التى تعود إلى التاريخ المصرى القديم متناثرة حولها، تحتوى القلعة على أربعة أبراج كبرى ظاهرة من الخارج وبها أكثر من طابق ولكن طوابقها مهدمة الآن كانت تحتوى على غرف وأماكن للحراسات والجنود الرومان فى المنطقة وكذلك أماكن وغرف لحفظ المواد الغذائية وخلافه، إلى جانب وجود جبانة ومدينة سكنية وكذلك معبد رومانى وكنيسة ترجع إلى العصر القبطى.
وأشار إلى أنها تحتوى على مسار للجنود فى الأعلى وفتحات تستخدم كمزاغل لرمى السهام ولصب الماء المغلى والزيت على الأعداء فى حال حدث هجوم على القلعة، كذلك بها سلالم للصعود إلى حجرات الجنود وتنتشر حولها المنشآت التجارية والإدارية ومنازل الجنود وأهلهم والمخازن التى كانت تخدم القوافل التجارية المارة على الطريق عبر تذويدهم بالمؤن الكاملة والتى لا تزال بقاياها موجودة بجوار القلعة وهى بقايا من الطوب اللبن.
ولفت الى أن الوصول للمنطقة عن طريقين الاول عبارة عن شبه (مدقات أو مسارب ) يعلمها أهل الواحة، ويتم الوصول إليها باستخدام سيارات الدفع الرباعي، لتلك المناطق إحدى هذه الطرق عن طريق منطقة اللبخة وهو الأقرب ( درب عين آمور ) ولكنه غير متاح لعبور السيارات نظرًا لانتشار الغرود والتلال الرملية فأصبح شبه مغلق ولا يصلح سوى للمشي على الأقدام والتسلق على الهضاب الرملية، أما الطريق الثانى يبدأ من( الكيلو١٧) من طريق الخارجة الداخلة (درب الغبارى) ثم يتجه شمالًا إلى الشرق قليلا لمسافة حوالى ٤٠ كيلومترا في الجبل.
اقرا ايضا:
وأكد مدير منطقة الآثار الأسبق بمركز الخارجة بهجت ابو سديره ، أن المنطقة تتميز بظاهرة فلكية تحدث فى شهر فبراير من كل عام يأتي إليها الإيطاليون لمتابعتها بصفة خاصة، تتمثل فى ظهور قرص القمر مكتملا كالبدر بعد الغروب أعلى صرحين القلعة مباشرة فى وسطهما تقريبا ويتم ذلك فى ميعاد ثابت فى وقت محدد بالدقائق والثوانى يتم معرفته وحسابه بالحسابات الفلكية.