حرصاً منهما على ما تزخر به محافظة قنا أعرق المحافظات الأثرية والتاريخية بين محافظات مصر ، بالمعابد والمعالم السياحية الفرعونية والإسلامية والقبطية، وما تنعم به أيضا بالعديد من الصناعات والحرف اليدوية، ولما لها من دور بارز فى تاريخ مصر قديما وحديثا، تقدم كلا من البرلماني والإعلامي مصطفى بكرى عضو مجلس النواب، والدكتور محمود بكرى عضو مجلس الشيوخ بمذكرة مبادرة إنشاء "متحف قنا القومى"، وتم رفعها للدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، مؤخراً.
وبناءاً عليه جاء كتاب وارد من اللواء عاطف عبد الفتاح عبد الرحمن أمين عام مجلس الوزراء ، للسيد وزير السياحة والآثار، بتاريخ 10/8/2022 يفيد بشأن ما تقدم من إقتراح إنشاء المتحف بمبنى كلية الهندسة والكائن بالمبنى القديم لجامعة جنوب الوادى، لكونه يتوسط مدينة قنا من جهة،ولايستخدم في ظل إنشاء مبني خاص لكلية الهندسة في المقر الجديد للجامعة،وهو المكان الذى تم إقتراحه وتحديده خلال المذكرة، بتوجيهات إتخاذ عمل اللازم من دراسة وإفادة بالرأى لرفعها وعرضها على رئيس مجلس الوزراء، كما شمل الكتاب الوارد بأن تلك المذكرة تم عرضها على وزير التعليم العالى والبحث العلمي، ومحافظ قنا اللواء أشرف الداودى، لاتخاذ ما يلزم تجاه ذلك، للمضى قدماً على تنفيذ تلك المبادرة .
وتجدر الإشارة إلى أن المذكرة المرفوعة والمقدمة لمجلس الوزراء من قبل النائبين مصطفى بكرى ، ومحمود بكرى ، أشارت إلى ما تزخر به "قنا" من آثار ومعالم،وما حوته جدران معابدها،وبطون أرضها من كنوز العلم والمعرفة، ورغم ذلك حرمت " قنا " من أن يكون لها متحفا خاصا بها ، يضم الكثير والكثير من مقتنيات،باتت ملء السمع والبصر، داخل البلاد ،وخارجها، موضحين أيضاً بأن تلك المحافظة، التي تقع علي بعد 600 كيلو متر إلي الجنوب من القاهرة،هي من أعرق المحافظات الأثرية والتاريخية، والتى خرج منها المئات من العلماء والفقهاء والأدباء والمثقفين والإعلاميين،وغيرهم ممن شغلوا ويشغلون مواقع بارزة في الواقع السياسي والمجتمعي المصري .
هذا وقد عرضت المبادرة ما تفيض به قنا من"ثروات حضارية وعلمية وصناعية"تستوجب العمل علي تأسيس"متحف قنا القومي" ، مشيرين إلى أنهما يضعان فى عين الإعتبار عدم تحميل الحكومة بأية موارد كبيرة، نظراً لإرتكاز المبادرة على توظيف مبني قائم بالفعل ،علاوة على تعاونهما مع الجهات المختصة كرؤية شاملة لتوفير تمويل ذاتي للمتحف.
كما ورد فى المبادرة ذكر أهم المعالم السياحية الفرعونية في قنا، و منها على سبيل المثال وليس الحصر، معبد "دندرة" والواقع علي مسافة 5 كم من مدينة قنا،بالمنطقة الغربية من نهر النيل، والمنشأ في عام 116قبل الميلاد علي يد الملك بطليموس الحادي عشر،والذي عرف بمعبد الآلهة "حتحور" آلهة الحب والجمال والأمومة عند قدماء المصريين، وأيضا تمثال الآلهة(بس)في معبد دندرة،والذي يعرف بإسم(إله الفاكهة والمرض)، وغيرهما من المعابد.
كما ذكر بعض آثار نجع حمادي والتى تقع شمال غرب قنا بنحو 55 كم، والتى توجد بها منطقة "هو-HO" الإسم الذي أطلق عليها في العصر القبطي،وظلت تحتفظ به في العصر الإسلامي، ومعبد"القلعة"بقفط ويرجع للعصر الروماني،ويقع أقصي شمال قفط بحوالي1كم تقريبا،وقد كرس لعبادة الآلهة"إيزيس"، وأيضاً منها الهرم"المسخوط"بنقادة ،والذي عرفه علماء المصريات بإسم(هرم نقادة)وينسبه البعض للملك(حوني)من الأسرة الثالثة،ويقع بقرية طوخ شمالي نقادة، وكذلك "طواقي فرعون بنقادة"وهي عبارة عن مغارات جبلية وكهوف قديمة محفورة في باطن الجبل وتوجد بقرية طوخ شمالي نقادة، وكذلك منطقة"الترامسة"ويوجد بها أقدم هيكل عظمي قبل 50 ألف سنة،وموجود بالمتحف المصري بالتحرير ، و"عصر الأسرة العلوية"،حيث يوجد الآلاف من آثار أسرة محمد علي، و "خبيئة تماسيح"،محنطة في منطقة"حمرادوم"شمال قنا.
وشملت المبادرة ذكر وعرض المعالم السياحية الإسلامية في قنا ومنها ، مسجد سيدي عبدالرحيم القنائي بمدينة قنا،أحد المساجد التي أنشئت في عصر الدولة الأيوبية، ومسجد العمري في قوص،ويعد في مقدمة الآثار ، ومن المعالم السياحية القبطية في قنا، على سبيل المثال ، دير رئيس الملائكة ميخائيل بنقادة(يقع علي مسافة 2كم من مدينة نقادة إلي الجنوب الغربي وحوله مقابر المسيحيين، ودير الصليب والأنبا شنودة، ويقع في قرية حاجر دنفيق علي بعد 3 كم من نقادة، وغيرهم من المعالم القبطية.
كما أشارت المباراة إلى ما تحفل به المحافظة من الصناعات اليدوية والسجاد اليدوى في قنا، وصناعة سعف النخيل(الجريد)في العديد من قري قنا، وصناعة الفخار اليدوي، ومصانع الزيوت،علاوة على أعمال النحت والنجارة، وصناعة الخزف اليدوي في قرية(جراجوس)بقوص،والتي تقع علي الضفة الشرقية للنيل، كما يوجد بها أقدم مصنع ينافس العالم في صناعة الخزف اليدوي المميز، وصناعة الفركة في مركز نقادة،وهي عبارة عن شال من الحرير يصنع يدويا، وصناعة الملاءة الإسناوي(الحبرة)في نقادة.
وبناءا على تلك المعالم والصناعات التى تختفى بها محافظة قنا بامتداد مدنها وقراها تم طرح فكرة مبادرة إنشاء "متحف قومى" بها بالمكان المقترح والسابق ذكره والذى يحتاج لبعض أعمال الصيانة المحدودة.