استمرت مسيرة الفنان التشكيلي د. محمد مكاوي عميد كلية الفنون الجميلة الأسبق، في تصميم محطات الخط الثالث بمترو الأنفاق، على مدار ما يزيد عن 22 عاما، ليشهد المصريون خلال أيام افتتاح محطات مترو جديدة بالخط الثالث لمترو الأنفاق، والتي تحمل تصميمه وتوقيعه.
تصميم محطات الخط الثالث بمترو الأنفاق
تستعد وزارة النقل لافتتاح المرحلة الأولى من مشروع المرحلة الثالثة للخط الثالث للمترو، وقبل افتتاحها رسميا، ينفرد«صدى البلد» بنشر تصميمات محطات المترو المقرر افتتاحها والحديث مع الفنان التشكيلي د. محمد مكاوي عميد كلية الفنون الجميلة الأسبق، وصاحب تصميمات محطات المترو بالخط الثالث.
المحطات الأربعة المرتقب افتتاحها هي "ناصر، ماسبيرو، صفاء حجازي، الكيت كات"، وتُعرف هذه المحطات بأنها ضمن خط «مترو ماسبيرو»، الذي استغرق 24 عاما في تصميم محطاته إذ بدأت رحلته مع جداريات مترو الخط الثالث أواخر التسعينات.
يصف مكاوي تصميم محطات المترو بالخط الثالث، أنها من أهم أعماله، باعتبارها عمل عظيم وقومي، موضحا: "صممت محطات المترو الخط الثالث كاملة والتي تبدأ من المطار مرورا بجامعة الدول العربية انطلاقا لجامعة القاهرة فهو عابرا للقاهرة بأكملها".
افتتاح 4 محطات جديدة في مترو الأنفاق
وعن المحطات المرتقب افتتاحها يقول: "الدراس والبحث لفترة طويلة على الإنترنت لإيجاد علامة لكل منطقة، واعتمدت في تصميم محطة ماسبيرو جمع الرموز الموجودة بها مثل مبنى ماسبيرو ولكن عند التصميم كان نهرالنيل هو البطل وموكب الشمس واحتفالية للسيدات المصريات على الدف بالشكل المصري القديم".
ويستكمل أن تصميم محطة الزمالك التي أبرز رموزها كلية فنون جميلة وتربية موسيقية، استغرقت المجهود الأكبر لتوافر عناصر الموسيقى والفنون التشكيلية وفي نفس الوقت مع الحفاظ على القيم والتبسيط وعدم زحام التكوينات وهي الفلسفة العامة المتبعة في تصميم الخط الثالث بالمترو".
أما محطة الكيت كات يوضح أن البطل في تصميمها كانت العوامات والمراكب النيلية والشكل الجميل الذي يعيد إلى الأذهان مصر في القرن العشرين، بالإضافة إلى تصميم محطة جامعة الدول العربية ومصر والسودان عبر استخدام وادي النيل تم تصميمه كأنه مرآة للبلدين وتأكيد على وحدة البلدين، لكن شارع السودان استغرق الكثير من الوقت على حد وصفه لتنفيذ بعض الشخصيات بتكوينات متعددة.
محمد مكاوي مصمم محطات الخط الثالث بالمترو
يروي الفنان التشكيلي بداية مسيرته مع تصميمات محطات المترو، ويقول: "بدأت منذ عام 1998 عبر اشتراكي في مسابقة لتصميم محطة مترو العتبة وتفاجئت بفوزي على 1800 مشترك وتم اختيار تصميمي".
توالت اشتراكاته في كل مسابقة لتصميم محطة بالمترو، حتى تعاقدت معه الهيئة القومية للنقل مصمما لمحطات الخط الثالث.
ويستكمل لـ «صدى البلد»: "كل محطة استغرقت مني الكثير من الوقت لتصميمها، لم يأت تصميما بشكل عشوائي أو غير مدروس، ولكي أتوصل إلى فكرة التصميم أقوم بالكثير من الجولات في المنطقة لمعرفة رمز مميز لها أو أهتدي إلى طريقة تقديمها والتعبير عنها".
فلسفة تصميم محطات مترو الأنفاق
يرى أن فلسفة تصميم المترو يجب ألا يظهر بها روح الفنان أو رأيه الشخصي، وعلى حد وصفه فإن تصميم محطة مترو باعتبارها مكان يرتاده الآلاف يوميا يجب أن يكون ذو فكرة عامة يتم التعبير عنها بشكل مبسط.
في محطة المترو يخاطب تصميم الجدران الجميع، كل الفئات وكل الأعمار، ويقول: "تصميم المترو عمل فني لكل من يزور المحطة يوميا، يخرج التصميم في صورته النهائية دون تمييز للون أو شكل، اي عدم الاعتماد على ألوان تبدو أنها نسائية".
وحرص خلال تصميم المحطات تمييز كل محطة بفكرة وألوان محددة يستطيع الزائر تمييزها بمجرد النظر إليها دون قراءة اسم المحطة.
رموز وتاريخ في المترو
"يرجح البعض أنه من الممكن تصميم محطة المترو تحمل اسم شخص تاريخي أو تعبر عن عصر ما، فهل تنفيذ ذلك ملائما ؟"، أجاب عميد كلية الفنون الجميلة الأسبق قائلا: "هذا ليس الهدف من تصميم محطة مترو، المتاحف تقدم هذا الدور بالإضافة إلى أن مصر تعد متحف مفتوح فليس هناك حاجة لإعادة رسم وتصميم آثارها في محطة غير منسوبة لها".
ويستكمل: "لا أفضل فكرة نقل الأثر للمترو، من المفترض أننا نقدم فن يتلقاه كل المستويات وفئات الشعب والغالب العام من فئة بسيطة".
خامات مصرية في المترو
وعقد مقارنة بين تصميم محطت المترو في مصر ودول العالم بأن المترو في دول العالم يكون من الجرانيت أو السيراميك وبعض المحطات تحمل تشكيل بسيط والبعض الآخر سادة.
ووصف تصميمات المترو بأنها "فن الشعب" أو "فن الجماهير" أي فن يصل للجميع وتدور المسألة في طريقة تنفيذها بأبسط التكاليف وأفضل الخامات، متطرقا للحديث عن الخامات التي تم استخدامها.
وكشف لـ «صدى البلد» أنه نجح في تنفيذ تصميمات مترو الخط الثالث باستخدام خامات محلية وهي سيراميك مصنع في مصر، ويقول: "طوعت تصميماتي لتنفيذها بمحطات الخط الثالث بالمترو بخامة محلية "موزايك" مصري يستطيع تحمل الظروف الجوية تحت الأرض ومرور الزمن".
أزمة سابقة
د. محمد مكاوي هو صاحب التصميم الأصلي لمحطة مترو "كلية البنات" التي أثارت الجدل قبل أسابيع، لكن رفض التعليق على هذه الأزمة، موضحا أنه صمم المحطة تحمل رموز لفتيات يسيرن للأمام حاملات شعلة العلم.
وحين صمم هذه محطة مترو كلية البنات كغيرها من المحطات اعتمد على وجود جداريات صامتة بدون نقوش، بهدف راحة العين وحتى لا تصيب الشخص الذي يسير بالارتباك، وهي المساحات نفسها التي أساءت المصممة استخدامها لاحقا.