أشاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الوطن العربي، بتمكّن الدكتور المصري هاني عبد الجواد سليمان، استشاري جراحة العمود الفقري، من إعادة الأمل لـ فتاة إماراتية تبلغ من العمر 18 عامًا، أصيبت باعوجاج وتحدب شديد، بعد إجراء عملية نادرة لها، كما أجرى الجراح المصري المتميز، عمليات أخرى خطيرة، كانت نسب النجاح فيها مبهرة عالميا.
وفي لقائه المصور مع موقع صدى البلد، شرح الدكتور هاني مدى تقدم الطب وكوادره في مصر، كما سلَّط الضوء على نتائج مبهرة سجلها الطب المصري في مستشفيات عالمية.
وتفوق عبدالجواد، على الأماكن التي درس بها، فيوضح أن المستشفيات في مونتريال، تجري عمليات اعوجاج العمود الفقري الصعبة، مرتين سنويًّا، بينما يجري عبدالجواد 5 عمليات خطيرة لاعوجاج العمود الفقري في الأسبوع الواحد، موضحًا أن نسبة خطورتها في البلاد العربية، أعلى؛ لتأخر اكتشافها من قبل الأهالي.
“عندنا كوادر عظيمة في مجالات مختلفة.. والثقة في الطبيب المصري موجودة في كل بلدان العالم”.. كلمات قالها الدكتور هاني عبد الجود، الذي لقبه البعض بـ طبيب المعجزات.
وشرح الدكتور هاني عبد الجواد، تفاصيل عملية الفتاة الإماراتية هند، قائلا “ أي حالة اعوجاج في العمود الفقري عند درجة 50، بتحتاج عملية، لكن لما تكون 100 درجة؛ بنسميها محتاجة عملية خطيرة، اما هند، فكانت حالتها عند 150 درجة فوق، و150 درجة تحت، يعني معدل رهيب، وفي نفس الوقت، كان عندها تحدب أكثر من 100 درجة، ووزنها 37 كيلوجرام، بالإضافة إلى تأثير شديد على وظائف التنفس، كل العوامل دي اجتمعت في مريض واحد، وبالتالي كانت هي العملية الأخطر والأعقد”.
وأضاف عبدالجواد “ لم أكن مترددا أو خائفا من إجراء العملية لـ هند، رغم خطورتها، وذلك لاطمئناني وثقتي في أدواتي؛ لأني أجريت جيشا من العمليات الخطيرة المرتبطة باعوجاج العمود الفقري، بالإضافة إلى ثقتي الكاملة في كرم ربنا”.
التاريخ المرضي للحالة
وتسرّب شعور سيئ لدى أسرة هند؛ بعد أن أخبرها الأطباء خلال رحلة علاجية في ألمانيا قبل 7 سنوات، أن إجراء الجراحة لها يعني خيارين لا ثالث لهما، وهما إما أن تخرج متوفية من الجراحة أو مشلولة.
وخلال السبع سنوات الماضية، كانت المشكلة تزداد مع تقدّم الفتاة البالغة من العمر الآن 18 عاماً في النمو، الأمر الذي أضاف صعوبة لحالة مرضية كانت صعبة، لكن بارقة أمل لاحت قبل شهور للأسرة، عندما قرأت "هند" على أحد مواقع التواصل الاجتماعي عن مهارة جراح مصري في مثل هذه النوعية من التدخلات الجراحية الحرجة.
وفي حديثه لصدى البلد ذكر الدكتور هاني عبد الجواد، حالة خطيرة أخرى، لفتاة اسمها: هاجر، أجمع الأطباء في العالم أن حالتها من الاعوجاج يجب أن تخضع لما يسمى بجراحة تطويلية، وتعني جراحة أولية ثم جراحات متعددة أخرى كل 6 أشهر، بينما تمكن الدكتور هاني من إجراء بحث خاص عن مثل هذه الحالة، ونشر في كبرى مجلات البحث العلمي، يفيد بإجراء عملية واحدة فقط، شاملة للعمود الفقري في الحالات الخطيرة، وهذا ما تم تنفيذه في حالة هاجرة.
وقال: أجريت عملية جراحية واحدة، وليس 7 عمليات متتالية، والنتيجة كانت نجاحا مبهرا بنسبة مضاعفات 1.8%، بدلا من مضاعفات 88% في الجراحات المتعددة".
من هو الدكتور هاني عبدالجواد ؟
ولد عبدالجواد في قرية البساتين التابعة لمركز دمنهور بمحافظة البحيرة، ولكنه قرر أن يغادر قريته الصغيرة، ليدرس بكلية الطب ويتخصص في جراحة العظام، ثم يصبح أستاذًا في الجامعة، ويلحق بحلمه في الخارج، لأنه كان يعلم أن السبيل الوحيد للتفوق هو العلم.
يقول عبدالجواد: “درست أكثر في الخارج وحصلت على عدة زمالات، حتى أصبحت دراسة العمود الفقري هي كل حياتي، ولذلك قررت التخصص بها، والزمالة التي غيرت حياتي بالكامل كانت الزمالة التي حصلت عليها من أكبر مراكز العالم لجراحات العمود الفقري بجامعة مونتريال بكندا”.
لماذا اختار دكتور هاني هذا التخصص الدقيق؟
أشار عبدالجواد إلى أن التخصص في مجال جراحات العمود الفقري لم يكن قرارا سهلا، فإن ترك طبيب، جراحة العظام عامة، ويتخصص فقط في جراحة العمود الفقري؛ كان أمرًا جلل، ولكن شجعه آنذاك أساتذته ودراسته العلمية المتفوقة على ذلك، وبالفعل تخصص في هذه النوعية من الجراحات، وعاد إلى مصر، منذ 7 سنوات كشخص مختلف تمامًا.
وأثبت عبدالجواد نجاحه الكبير، فقد حصل على العديد من الجوائز العلمية المحلية والدولية، منها جائزة المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط من مجموعة العمود الفقري السويسرية عن أحد أبحاثه في تشوهات العمود الفقري للشباب، وجائزة من المنظمة الأمريكية لتشوهات العمود الفقري في عام 2018 عن جراحي العمود الفقري بإفريقيا.
كيف يمكن اكتشاف اعوجاج العمود الفقري؟
وذكر عبد الجواد أن اكتشاف اعوجاج العمود الفقري هو مسؤولية الأهل، ولذلك يجب عليهم متابعة أبنائهم من خلال عدة خطوات، أولها ملاحظة الخصر ورؤية ما إذا كان يوجد جهة من الخصر بارزة عن غيرها، بالإضافة إلى التدقيق في كتف الطفل فغالبًا سيكون كتف الطفل الأيمن أعلى من الأيسر إذا كان مصابًا بالاعوجاج.
وذكر عبدالجواد تمرينًا بسيطًا لكي يفعله الآباء للتأكد من إصابة أبنائهم بالاعوجاج من عدمه، وهو جعل الأبناء يلتقطون شيئًا من الأرض، وملاحظة إذا برز الظهر، فسيكون الاعوجاج واضحًا آنذاك، مشيرًا إلى أن الاعوجاج لا يسبب ألمًا في بدايته، ولذلك يكتشفه الآباء في أجساد أطفالهم لاحقًا، بعدما تكون الحالة أصبحت متأخرة.