EN 
"شقى عمري راح قدام عيني ومقدرتش أعمل حاجة.. إنا لله وإنا إليه راجعون ما باليد حيلة أمر الله نافذ.. قلبي هيوقف من الزعل وكل ما افتكر شكل النيران وهي بتاكل رزقي ورزق عيالي بتقهر بس بيصبرني إن ربنا كريم.. كريم أوي وأن شاء الله هيعوضني أنا وكل اللي زيي"، بهذه الكلمات بدأ "م. أ. ع- 37 سنة- أحد أصحاب المحلات التجارية بمول العاصمة الذي احترق بمركز المنشاة جنوب محافظة سوهاج، حديثه مع موقع صدى البلد.
وأوضح أن عقارب الساعة كانت تقترب من الواحدة بعد منتصف الليل، عندما دق هاتفه المحمول بمكالمة هاتفية كانت الأثقل على مسمعه، لم يُقال بها سوى جُلمتين:" إلحق المول بيولع والنار أكلت كل حاجه.. إنت بتقول إيه أنا جاي حالاً".
هرول الشاب الثلاثيني الذي تغرب لأكثر من خمسة أعوام؛ ليفتتح مشروعًا يكن مصدرًا لرزقه ورزق أسرته ومن يعولهم من عائلته، إلى المول التجاري الذي يقع بشارع الحرية دائرة مركز شرطة المنشاة جنوب محافظة سوهاج، ليعيش مأساة لم يعيشها من قبل، حاول إطفاء النيران مع سكان المنطقة وأصحاب المحلات الأخرى إلا أن الأمر كان يفوق قُدراتهم.
“قدر ولطف.. الحمدلله”
لم يمر وقتًا طويلاً حتى جاءت سيارات الإطفاء، وتمكنت من السيطرة على نيران الحريق وإخماده، ليرى الأب الثلاثيني باب معيشته رمادًا أمام عينيه، ويجلس الأسفلت، لم تعد قداماه تستطع أن تحمله حتى يقف عليها، من هول ما رأت عيناه.
واستكمل حديثه رادفًا:" كان المنظر مُخيف أوي واللي صبرنا كلنا أن الوقت ده مكنش فيه حد في المول ولا ناس واتسترت.. الحمدلله لو ده لا قدر الله كان حصل بالنهار كان زمان الخسائر أرواح وأطفال ودنيا تاني خالص.. قدر ولطف الحمدلله".
تفاصيل الواقعة
وتعود أحداث الواقعة عندما سيطرت قوات الحماية المدنية بمديرية أمن سوهاج، قبيل فجر يوم الأربعاء الماضي، على حريق نشب بسنتر مول العاصمة التجاري، بعد امتداد النيران إلى عدد من المحال التجارية، بشارع الحرية بمركز المنشاة جنوب محافظة سوهاج، وينشر لكم موقع صدى البلد تفاصيل الواقعة في السطور التالية.
تبلغ لمركز شرطة المنشاة من غرفة عمليات النجدة بنشوب حريق بمول العاصمة التجاري دائرة بندر المنشاة، وعلى الفور انتقل مأمور المركز ورئيس المباحث وعدد من ضباط الشرطة بمركز شرطة المنشاة، إلى مقر الواقعة؛ لمباشرة التحقيقات.
وتبين من خلال الفحص الأول، نشوب حريق ب7 محلات تجارية (ملابس– أحذية– أدوات تجميل)، من إجمالي 18 محل بالطابق الأرضي، والذي يتم استغلاله كمول تجاري، جاري إتخاذ إجراءات ترخيصه، بعمارة سكنية تحت الإنشاء، على مساحة 400 متر تقريبًا، مِلك المدعو (أحمد. ع. س- 38 سنة- مدرس بجامعة الأزهر بأسيوط- ويقيم دائرة قسم ثانٍ سوهاج).
وعلى الفور تم الدفع 7 سيارات إطفاء، وتمت السيطرة على نيران الحريق وإخماده والتبريد، دون حدوث اية إصابات بشرية.
وبالانتقال والفحص وبسؤال المدعو (حماده. ع. ع- 44 سنة- حارس المول- ويقيم بندر المنشاة- شاهد واقعة)، قرر بمضمون ما تقدم، وأرجع سبب الحريق إلى حدوث ماس كهربائي من الوحدة الخارجية لجهاز التكييف الخاص بمحل مؤجر لإحدى شركات الاتصالات، مُضيفًا بإحتراق محتويات المحلات المُشار إليها.
حُرر المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات.
