الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العراق في الصدر

د. غادة جابر
د. غادة جابر

يا أرض الرافدين ومهد الحضارات ومابين النهرين ، فكرتُ كثيراً العراق إلي أين ؟ ، في صدرالعراقيين ،وربما ذلك الذى جعل إراقة الدماء أمر هين ومباح ، فتنزف الصدور ، بالأسلحة وتعدد وسائل القتل ، وربما في الصدر ،  في قلب العروبة ، فمن ينسي تاريخ العراق ؟ ، وكيف كانت ؟ ، وكيف أصبحت ؟ .

أم هي في صدر مقتدى الصدر ، الذى أبتلع العراق في صدره ، فبتغريدة ، يحدث الهرج والشتات والتظاهر والتشابك حتي القتل ، وبإشارة يوقف كل ما سبق ، العراق إلي أين ؟ يا بلاد الرافدين  والنهرين ،يا  الهلال الخصيب ،  يا من يجاورك سوريا وتركيا وإيران ، وكل منهم في شتات مهيب ، من تمزق ومن يلهث خلف أوروبا ومن يجمع النووى لإتفاق مريب ، يا أرض الحضارات والثقافات واللغات ، من أين أتي هذا السواد ، وأنت أرض المياه والزرع والثبات ، يا الله يامن وهبت لنا دجلة والفرات ، أهب لنا السكينة في الأمر ولم الشتات .

منذ عام 2003 ، وغزو العراق من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ، بحجة تجريد العراق ، من أسلحة الدمار الشامل ، ووضع حد لدعم الإرهاب وتحرير العراق ، رغم تصريح كبير مفتشي الأسلحة في العراق ، هانز بليكس أن فريقة ، لم يعثر علي أسلحة نووية ، أو كيماوية ، أو بايولوجية ، بل عثر علي صواريخ ، تفوق مداها عن المدى المقرر في قرار الأمم المتحدة ، 150 كم ، صواريخ الصمود ، ووافق وقتها صدام حسين رئيس العراق ، علي تدميرها ، من قبل فريق هانز بليكس ، لتفادى الصراع ، ولكن دخلت قوات أمريكا في قلب العراق ، ومع أستمرار المعارضة في صراع مع قوات الأحتلال ، وحكومة ما بعد غزو العراق ، وقتل أكثر من 600000 ستمائة ألف عراقي ، أعلنت الولايات المتحدة أنسحابها من العراق عام 2011 ، ولكن كان الأنسحاب مسرحية دبلوماسية ، إلي الأن ، مسستمرة في العرض الدموى وأستنزاف العراق شعباً ومورداً وحضارةً ، ومن النزيف العسكرى إلي النزيف المجتمعي ، فالعراق منقسم ويعيش حالة تنافر ، تصل للإنسداد السياسي ، فماذا بعد مرور 10 أشهر علي الأنتخابات النيابية العراقية، 

واستمرار رفض قوى سياسية وفصائل شيعية ، لنتائج الأنتخابات البرلمانية  ، وأصدر ما يعرف بالأطار التنسيقي ، الذى يضم تحالف الفتح ودولة القانون وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله وتيارات أخرى ، وكان تقدم التيار الصدرى في الأنتخابات العراقية وتحالف الفتح يندد بالتلاعب ، وجاء تحالف سائرون بقيادة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في المركز الأول ، ورغم أن أجريت الأنتخابات قبل ستة أشهر من تاريخها الأصلي ، في تنازل لحركة الأحتجاج التي يقودها الشباب والتي أندلعت في عام 2019 ضد طبقة سياسية يلقي عليها باللوم علي نطاق واسع في أنتشار ممارسات الكسب غير المشروع والبطالة وأنهيار الخدمات العامة ، وقتل المئات خلال تلك الأحتجاجات ، كما قتل عشرات النشطاء المناهضين للحكومة أو أختطفوا أو تعرضوا للترهيب ، مع أتهامات للجماعات المسلحة الموالية لإيران بالوقوف وراء أعمال العنف ، مع رفض تدخل إيران من مقتدى الصدر والكتلة الصدرية ، مما أدى إلي الأنقسام الشيعي ، وأصبح هناك خلاف شيعي شيعي ، وأستمرت الأوضاع متوترة بين الطوائف والأنتماءات المختلفة في العراق ، والقوى السياسية ، إلي أن وصل الأمر للأنسداد السياسي ، والعنف المسلح ، والمطالبة بإجراء أنتخابات مبكرة مرة أخرى في أقرب وقت ممكن ، وأندلعت نيران التصارع عندما غرد عبر تويتر مقتدى الصدر رجل الدين الشيعي النافذ في المشهد السياسي العراقي ، الذى يتمتع بشعبية الملايين ، قائلاً " إنني الأن أعلن الإعتزال النهائي. 

كما أعلن إغلاق المؤسسات المرتبطة بالتيار الصدرى ، بإستثناء المرقد الشريف ، لوالده محمد الصدر ، والمتحف الشريف وهيئة تراث اَل الصدر ، مما جعل أنصاره يقتحموا مقر رئاسة الوزراء ، ففي هذا المشهد أعلن الصدر أنه قادر علي أحتلال الشارع ومن قبله أحتجاجات البرلمان ، وحينما طلب وقف العنف ، توقفت الفوضي وتراجع أنصاره وسلم الشارع العراقي من نزيف الدم ، بعد وقوع ضحايا لا تقل عن 30 مواطن عراقي ، وعلي الجانب الأخر يلوح  الكاظمي رئيس الوزراء العراقي ، بالأستقالة وهو يدعو دائماً إلي إقامة حوار بين القوى السياسية من أجل أستقرار الأوضاع في العراق ، لا تكفي الكلمات لوصف حالة العراق السياسية ، ولكن دائماً تدعو الدول العربية ، بضبط النفس ومحاولة خلق حوار بناء بين القوى ، وتربط مصر دائماً   بالعراق مصير مشترك فهي دائمة داعمة للسلام ولمؤسسات الدولة في العراق الشقيق ، "فخورة بمصريتي ، عريقة العروبة "