يا أرض الرافدين ومهد الحضارات ومابين النهرين ، فكرتُ كثيراً العراق إلي أين ؟ ، في صدرالعراقيين ،وربما ذلك الذى جعل إراقة الدماء أمر هين ومباح ، فتنزف الصدور ، بالأسلحة وتعدد وسائل القتل ، وربما في الصدر ، في قلب العروبة ، فمن ينسي تاريخ العراق ؟ ، وكيف كانت ؟ ، وكيف أصبحت ؟ .
أم هي في صدر مقتدى الصدر ، الذى أبتلع العراق في صدره ، فبتغريدة ، يحدث الهرج والشتات والتظاهر والتشابك حتي القتل ، وبإشارة يوقف كل ما سبق ، العراق إلي أين ؟ يا بلاد الرافدين والنهرين ،يا الهلال الخصيب ، يا من يجاورك سوريا وتركيا وإيران ، وكل منهم في شتات مهيب ، من تمزق ومن يلهث خلف أوروبا ومن يجمع النووى لإتفاق مريب ، يا أرض الحضارات والثقافات واللغات ، من أين أتي هذا السواد ، وأنت أرض المياه والزرع والثبات ، يا الله يامن وهبت لنا دجلة والفرات ، أهب لنا السكينة في الأمر ولم الشتات .
منذ عام 2003 ، وغزو العراق من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ، بحجة تجريد العراق ، من أسلحة الدمار الشامل ، ووضع حد لدعم الإرهاب وتحرير العراق ، رغم تصريح كبير مفتشي الأسلحة في العراق ، هانز بليكس أن فريقة ، لم يعثر علي أسلحة نووية ، أو كيماوية ، أو بايولوجية ، بل عثر علي صواريخ ، تفوق مداها عن المدى المقرر في قرار الأمم المتحدة ، 150 كم ، صواريخ الصمود ، ووافق وقتها صدام حسين رئيس العراق ، علي تدميرها ، من قبل فريق هانز بليكس ، لتفادى الصراع ، ولكن دخلت قوات أمريكا في قلب العراق ، ومع أستمرار المعارضة في صراع مع قوات الأحتلال ، وحكومة ما بعد غزو العراق ، وقتل أكثر من 600000 ستمائة ألف عراقي ، أعلنت الولايات المتحدة أنسحابها من العراق عام 2011 ، ولكن كان الأنسحاب مسرحية دبلوماسية ، إلي الأن ، مسستمرة في العرض الدموى وأستنزاف العراق شعباً ومورداً وحضارةً ، ومن النزيف العسكرى إلي النزيف المجتمعي ، فالعراق منقسم ويعيش حالة تنافر ، تصل للإنسداد السياسي ، فماذا بعد مرور 10 أشهر علي الأنتخابات النيابية العراقية،
واستمرار رفض قوى سياسية وفصائل شيعية ، لنتائج الأنتخابات البرلمانية ، وأصدر ما يعرف بالأطار التنسيقي ، الذى يضم تحالف الفتح ودولة القانون وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله وتيارات أخرى ، وكان تقدم التيار الصدرى في الأنتخابات العراقية وتحالف الفتح يندد بالتلاعب ، وجاء تحالف سائرون بقيادة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في المركز الأول ، ورغم أن أجريت الأنتخابات قبل ستة أشهر من تاريخها الأصلي ، في تنازل لحركة الأحتجاج التي يقودها الشباب والتي أندلعت في عام 2019 ضد طبقة سياسية يلقي عليها باللوم علي نطاق واسع في أنتشار ممارسات الكسب غير المشروع والبطالة وأنهيار الخدمات العامة ، وقتل المئات خلال تلك الأحتجاجات ، كما قتل عشرات النشطاء المناهضين للحكومة أو أختطفوا أو تعرضوا للترهيب ، مع أتهامات للجماعات المسلحة الموالية لإيران بالوقوف وراء أعمال العنف ، مع رفض تدخل إيران من مقتدى الصدر والكتلة الصدرية ، مما أدى إلي الأنقسام الشيعي ، وأصبح هناك خلاف شيعي شيعي ، وأستمرت الأوضاع متوترة بين الطوائف والأنتماءات المختلفة في العراق ، والقوى السياسية ، إلي أن وصل الأمر للأنسداد السياسي ، والعنف المسلح ، والمطالبة بإجراء أنتخابات مبكرة مرة أخرى في أقرب وقت ممكن ، وأندلعت نيران التصارع عندما غرد عبر تويتر مقتدى الصدر رجل الدين الشيعي النافذ في المشهد السياسي العراقي ، الذى يتمتع بشعبية الملايين ، قائلاً " إنني الأن أعلن الإعتزال النهائي.
كما أعلن إغلاق المؤسسات المرتبطة بالتيار الصدرى ، بإستثناء المرقد الشريف ، لوالده محمد الصدر ، والمتحف الشريف وهيئة تراث اَل الصدر ، مما جعل أنصاره يقتحموا مقر رئاسة الوزراء ، ففي هذا المشهد أعلن الصدر أنه قادر علي أحتلال الشارع ومن قبله أحتجاجات البرلمان ، وحينما طلب وقف العنف ، توقفت الفوضي وتراجع أنصاره وسلم الشارع العراقي من نزيف الدم ، بعد وقوع ضحايا لا تقل عن 30 مواطن عراقي ، وعلي الجانب الأخر يلوح الكاظمي رئيس الوزراء العراقي ، بالأستقالة وهو يدعو دائماً إلي إقامة حوار بين القوى السياسية من أجل أستقرار الأوضاع في العراق ، لا تكفي الكلمات لوصف حالة العراق السياسية ، ولكن دائماً تدعو الدول العربية ، بضبط النفس ومحاولة خلق حوار بناء بين القوى ، وتربط مصر دائماً بالعراق مصير مشترك فهي دائمة داعمة للسلام ولمؤسسات الدولة في العراق الشقيق ، "فخورة بمصريتي ، عريقة العروبة "