يعد مرض الكوليرا من الوبائيات القديمة التي تظهر علي فترات في الدول التي تعاني من التلوث في الماء أو الغذاء؛ لذا يتطلب علي مسؤولي الصحة إصدار توصيات للتوعية الأشخاص وهذا مافعلته وزارة الصحة العراقية.
كم عدد إصابات الكوليرا؟
وبعد أن سجلت العراق إصابة أكثر من 1000 شخص بالوفاء فقد اصدرت وزارة الصحة العراقية ، توصيات جديدة بشأن الكوليرا.
وفي تصريحات للوكالة الرسمية صرح المتحدث باسم الوزارة العراقية ، سيف البدر إن "عدد الإصابات المؤكدة بمرض الكوليرا التي سجلت في أغلب المحافظات تجاوزت الألف ".
كيف تنتقل الكوليرا؟
واضاف قائلا : هذا المرض ينتقل عن طريق الطعام، ما يعني أن مفتاح الوقاية هو الاهتمام بالنظافة، وأيضاً هنا يأتي دور أمانة بغداد والبلدية بالدرجة الأولى لمتابعة المطاعم".
كيف نواجه المرض؟
وشدد المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية " البدر" علي الجميع ضرورة الالتزام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين.
ووجه البدر نصيحة للجميع وخاصة كبار السن، قائلا : " علي الجميع ضرورة مراجعة المراكز الصحية بأقرب وقت ممكن في حال ظهور الأعراض وخاصة كبار السن"، مشيراً إلى أن "دور وزارة الصحة بالنسبة للكوليرا والحمى النزفية هو تشخيص الحالات وتقديم الرعاية الطبية والتثقيفية.
وختم تصريحاته قائلا :أما سلامة شبكات الإسالة والصرف الصحي ومكافحة الحشرات فهو دور الجهات المعنية الأخرى".
اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية
كانت وزارة الصحة العراقية في وقت سابق قد عقدت اجتماعآ لمناقشة الاجراءات العاجلة للسيطرة على ( الكوليرا )
بتوجيه من وزير الصحة الدكتور هاني موسى العقابي وبرئاسة مدير عام دائرة الصحة العامة الدكتور رياض الحلفي وذلك لمتابعة الاجراءات الخاصة بالسيطرة على الاسهال الوبائي (الكوليرا ) حيث عقد اجتماع بالاشتراك مع منظمة اليونسيف ومنظمة الصحة العالمية ووزارة البلديات مديرية الماء.
ماسبب تلوث انهار العراق؟
وتعد المؤسسات الحكومية - وفي مقدمتها مدينة الطب - هي اولي الجهات الملوثة للانهار والمسطحات المائية في العراق بحسب ما صرحت به وزارة البيئة العراقية.
وأشارت وزارة البيئة العراقية إلى وجود وحدات معالجة قديمة فــي دائــرة مدينــة الطــب، أصبحــت لا تســتوعب نوعيــة المخلفــات الطبيــة للأمــراض الجديدة، فضــلا عن زيادة أعداد المرضى بشكل يفوق بكثير طاقتها الاســتيعابية وما تصدره مــن مخلفات، وبالتالــي أصبحــت تلك الوحــدات غير مجدية في عملها".
وأضافت الوزارة " علي الرغم من وجود شــبكة مجــار داخــل المدينــة مربوطــة بشــبكة مجاري بغــداد، إلا أنه يتم رمي المخلفــات فــي ميــاه النهر بســبب عدم تحمل خطوط الشــبكات كمية المخلفات التي تطــرح وعــدم وجود توســعة لتلك الخطوط".
وتابــعت : أن الدائــرة تقــوم بعــدد مــن الإجــراءات ضــد المؤسســات المخالفــة منهــا فــرض غرامــات ماليــة وبعدها إيقــاف النشــاط، إلا أنها ليســت لديها القــدرة علــى غلــق مؤسســة حكومية، وبالتالي تتخلف تلك المؤسسات عن دفع الغرامات وإيقاف نشاطها".
وهناك ثلاثة مصادر لتلوث المياه؛ الأول صناعــي والثانــي ميــاه الصرف الصحي (ميــاه المجاري) والأخير الذي يعد الأخطر، هــو المخلفات الطبية التي تطرحها المؤسســات الصحيــة في مياه نهر دجلة".
من جهته، قال المتحدث الرسمي لوزارة المــوارد المائيــة عــون ذيــاب عبــد الله للصحيفة الرسمية: إن "توجيه مياه المجاري نحو الأنهار يمثل كارثــة وجريمة بيئية كبرى ومقلقة جدا يحاسب عليها القانون".
وأضاف أن "اللجنة العليا للمياه أصدرت منذ العام 2012 قــرارات إلى الوزارات والجهــات المســببة للتلــوث فــي جميــع المحافظات، تدعوها لاتخــاذ إجراءات لمعالجة ميــاه المجاري قبــل طرحها إلى الأنهــر، ولكن أغلــب الحكومات المحلية أهملت تلك القــرارات، على الرغم من التخصيصــات الكبيــرة المرصــودة لها ضمن الموازنة في تلك الفترة".
وأوضــح أن "محافظــة كربلاء كانــت الأولــى بإنشــاء محطــات تنقية مياه المجــاري، ومــا زالت تعمــل بأعلى طاقتهــا وأصبحــت نســبة التلــوث فــي الأنهــار والمبــازل قليلــة جــدا، بينما لم تعط المحافظات الأخرى أهمية لإنشــاء المحطات سواء من خلال أمانة بغداد أو وزارة الإسكان والبلديات".
وبين عبــد اللــه أن "الــوزارة أصدرت تعليمات جديدة تقضي بإنشاء محطات لتنقية مياه المجاري عند إنشاء المجمعات السكنية الاســتثمارية والاستفادة منها لسقي الحدائق والمزروعات، لكن أغلب المجمعات لا تلتزم بالتعليمات الصادرة، وأمانة بغداد مــا زالت تعمل على توجيه ميــاه محطــة مجــاري الرســتمية إلــى نهر ديالــى، بينما تقوم مجــاري الكرخ بتحويل مياه محطة الكاظمية الرئيســة إلــى نهــر دجلــة، وكذلــك أغلــب المدن الواقعة على النهر".
وأكد أن "العراق يمر حاليا بأزمة انتشار الكوليرا، وفي الحقيقة يقف تلوث الأنهر كمسبب رئيس لنقل البكتيريا"، موضحا أن "مدينة الطب ترمي في بعض الأحيان أخطر المخلفات البيئية من المستشفيات والدوائر الصحية في النهر، إذ تســبب أمراضــا جلديــة والكوليــرا نتيجــة استخدامها من قبل المواطنين".