كشف الدكتور محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، عن أهمية التعليم الفني واهتمام القيادة السياسية بالتعليم الفني والتكنولوجي، والتوسع فى إنشاء الجامعات التكنولوجية والكليات المتخصصة لتخريج طالب مدرب وعلى درجة كفاءة عالية لمواكبة سوق العمل والمساهمة فى المشروعات القومية التنموية.
أكد الدكتور محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن العقود السابقة شهدت وجود فجوة كبيرة بين التعليم وسوق العمل، موضحًا أن من بين الأسباب التي أدت إلى ذلك عدم إشراك المتخصصين في الزراعة والصناعة والتجارة والتكنولوجيا في صياغة أهداف ونواتج التعليم الفني، فظل لسنوات طويلة يعكس الجوانب النظرية دون العملية، ولم يمتلك خريجي التعليم الفني في معظم تخصصاته المهارات التي تمكنهم من مواكبة سوق العمل، مما اتبعه في الغالب صعوبة توفير الأيدي العاملة ذات المهارة والدراية بطبيعة الأعمال ومستحدثاتها على مختلف أنواعها، وبالتالي أثر ذلك سلبًا على إمكانية توطن بعض الصناعات والأنشطة الاقتصادية، واتجه خريجو هذا النظام إلى ممارسة الأعمال الحرفية البسيطة المعتادة، سواء داخل أو خارج مصر، ويعد ذلك إهدارًا للموارد البشرية المصرية.
وأوضح الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن هناك أهمية كبري للجامعات التكنولوجية الحديثة التي تنشئها الدولة المصرية، وهو رفع قدرات الخريجين، بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل المحلية والدولية، واستحداث برامج وتخصصات جديدة، مشيدا بالخبرة الصينية في مجال الجامعات التكنولوجية، لما تتمتع به من كفاءة عالية، وتكنولوجيا حديثة عالمية، وربط التعليم مع الصناعة.
ولفت أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، إلى أن الجامعات التكنولوجية مؤسسات تعليمية تنتهج أسلوب التعليم والتدريب للطلاب فى مختلف التخصصات التى يحتاجها سوق العمل وفق أفضل الممارسات من الناحيتين الأكاديمية والعملية، مع التركيز على بناء وتطوير المهارات الفنية اللازمة لإلحاق الخريج بالتعليم التكنولوجي وسوق العمل مباشرة.
وأعلن الخبير التربوي، أن الجامعات التكنولوجية تعمل على إعداد تكنولوجيين تتوافر لديهم المقدرة على الاستمرار في التعليم والتحول المرن بين التخصصات الفرعية بالإضافة إلى إمكانية الالتحاق بسوق العمل وتكون الدراسة بعد تلقي التدريب والممارسة العلمية المناسبة بما يتفق مع المستويات المناظرة للإطار القومي للمؤهلات.
وأشار الدكتور محمد فتح الله، إلى أن الجامعات التكنولوجية تقوم على تطبيق واستغلال التكنولوجيا بما فيه صالح المجتمع وتأهيل الخريجين من التعليم الثانوي العام والفني لتلبية احتياجات سوق العمل من الموارد البشرية والتكنولوجية اللازمة لمتطلبات خطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية للدولة وبما يساعد على تحسين الصورة المجتمعية لهذا النوع من التعليم.
وأوضح أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن الدولة المصرية تسعى لتحقيق مستقبل أفضل لأبنائنا الطلاب وذلك من خلال تحويل نظام التعليم الفني والتدريب المهني لتعليم شامل عالي الجودة، وتوفير فرص تعلم طوال الحياة وفقًا لمعايير الجودة العالمية، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي من خلال تطوير مناهج التعليم الفني بنظام الجدارات، والاهتمام بالتدريب العملي بجودة عالية منافسة لسوق العمل، بالإضافة لتوفير منح دراسية للطلاب المتفوقين للتدريب العملي بالخارج.
وأشار الدكتور محمد فتح الله، إلى أن وزارة التربية والتعليم بدأت في تغيير فكرة التعليم الفني عند أولياء الأمور من خلال العديد من الإجراءات، حيث أصبح التعليم الفني له دور فعال في دعم الصناعة والنهوض بالاقتصاد، مشيرًا إلى أن المدارس التكنولوجية هدفها تلبية احتياجات سوق العمل وتساعد الطالب على دراسة المجال الذي يرغب فيه.