تعد مقابر البجوات بالوادي الجديد أو كما يطلق عليها القبوات جمع قبو وهو الشكل الذي بنيت عليه مقابر البجوات في القرن الثاني الميلادي فوق هضبة عالية شمال مدينة الخارجة بالطوب اللبن على شكل قبوات وتعتبر تلك المنطقة أثرية قبطية أو مدينة مهجورة.
يقول الأثري حسن جابر، إن مقابر البجوات بناها المسيحيون الذين فروا من مختلف المحافظات إبان القرن الثالث الميلادي وذلك أثناء اضطهاد الرومانيين للمسيحية واتخذوا من تلك الربوة العالية في قلب الصحراء شمال الخارجة مقرًا لهم ليأمنوا ممارسة معتقداتهم الدينية بسلام بعيدا عن اباطرة الرومان ولكنها أصبحت الآن أشبه بالأطلال.
وأضاف خلاف أن أول من وصل إلى تلك المنطقة كبير القساوسة أثناسيوس تواضروس ، واختاروا هذه الربوة وشيدوا القباب والتي مازالت شاهدة علي تلك العصور لتظل أثر تاريخي يتوافد إليها العديد من السياح من مختلف الجنسيات .
وأكد أن جبانة البجوات تضم 263 مقبرة، تتوسطها مقبرة الخروج التي تحكي قصة خروج بني إسرائيل من مصر، يتبعهم فرعون بجنوده، ثم قصص بعض الأنبياء ومنهم سيدنا آدم و حواء عند خروجهم من الجنة، وقصة النبي دانيال ، ويونس في بطن الحوت، وأيوب يشفى من البلاء، وإبراهيم وابنه الذبيح، وسفينة نوح أثناء عبور الطوفان .
وأوضح الأثري صبري يوسف خبير في الآثار الإسلامية والقبطية أن المسيحيين الأوائل سجلوا علي جدران مقابر البجوات معاناتهم واضطهادهم أثناء حكم الرومان لمصر وإجبارهم على ترك منازلهم والفرار بجلدهم إلى الواحات حيث الهدوء والأمن والاستقرار، مشيرًا الي أن الرسومات التي نقشت باللغة القبطية على جدران المقابر تجسد تاريخ المسيحية في مصر ومناظر دينية من الكتاب المقدس والصليب الذي كانوا يرسمونها على شكل علامة عنخ المصرية القديمة والتي تعنى الحياة هربا من اضطهاد الرومان لهم.
اقرأ أيضا:
وأوضح يوسف أن مقابر البجوات تحوي العديد من المزارات القبطية ومن أشهر تلك المزارات بها "مزار السلام" ويرجع تاريخه إلى القرن الرابع الميلادي فهو يحمل رمز السلام في كل أرجاء المزار وفي داخل المزار عقود على الجدران وفي الوسط صينية كبيرة، كما أن الأجزاء السفلى من الجدران طليت بالون الأبيض الوردي، وتوجد في الأركان رسومات لطواويس وعبارات مزركشة ورموز تغطى جميع الجدران من القبة حتى أسفل الأرض وجميعها مأخوذة من الكتاب المقدس.
اقرا ايضا:
وأكد خالد شتيوي مدير هيئة تنشيط السياحة الإقليمية بالوادى الجديد أن مقابر البجوات شيدت بالطوب اللبن والطين وتعد منطقة أثرية قبطية يجب الحفاظ عليها , ولكن في الواقع معظم تلك المقابر معرض للسقوط نتيجة لعوامل الطقس والتعرية، فيجب علي مسؤولي الآثار التحرك بسرعة قبل فوات الأوان للحفاظ علي ما تبقي من تلك الآثار التي تسجل تاريخ الأقباط.
وطالب شتيوي مسئولي الآثار بالمحافظة بضرورة التحرك الفوري وإصدار قرار لعمل ترميمات فورية لتلك المقابر قبل أن يندثر تاريخ الاقباط تحت أطلال البجوات.