الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الشتاء قادم.. هل تصبح إيران بديل روسيا لإمدادات الغاز الطبيعي في أوروبا؟

صدى البلد

مع استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا وعدم التوصل إلى حل بشأن إمدادات الغاز الطبيعي، تتفاقم أزمة الطاقة في أوروبا مع اقتراب الشتاء القارس، وبالتزامن مع المفاوضات النووية مع إيران  يدور الحديث كثيرا حول إمكانية استبدال أوروبا الغاز الروسي بالإيراني في حال نجاح المفاوضات بين الغرب والولايات المتحدة وطهران.

لكن هل تسطيع إيران سد الفراغ الروسي؟

وفي تقرير نشرته "العربية.نت"، جاء أنه يبدو أن طهران ستفشل في أخذ مكانة روسيا بدون إلغاء العقوبات الأميركية من جهة وحصولها على التقنية الغربية لتطوير المنشآت وحقول الغاز الطبيعي من جهة أخرى، والتي لم يتم صيانتها بشكل تجعلها فعالة على وجه السرعة.

وأشارت القناة إلى أنه بالإضافة إلى تعثر المفاوضات النووية المستمر، حتى الآن، لم تنجح جهود أوروبا لإيجاد بديل لمصادر الطاقة الروسية، في الوقت الذي تستعد فيه لخفض تدريجي لواردات النفط من روسيا اعتباراً من ديسمبر المقبل.

وفي أحدث جهود بذلتها ألمانيا لإيجاد مصادر جديدة للغاز الطبيعي، شد مستشارها، أولاف شولتز الرحال إلى كندا ليتفاوض مع مسؤولي الحكومة الكندية لاستيراد الطاقة، وفي ختام الرحلة وقع الجانبان على مذكرة تفاهم لاستيراد "500 ألف طن من "الهيدروجين الأخضر" سنويا من كندا، والهيدروجين الأخضر هو هيدروجين يتم الحصول عليه من مصادر متجددة مع نسبة منخفضة جدا من الكربون.

وفي الأسابيع الماضية، حذر وزير النفط الألماني وبعض المفاوضين النوويين، أوروبا مرارا من أن أوروبا تنتظر شتاء قاسيا وأن إيران يمكن أن تلعب دورا نشطا في توفير الطاقة لأوروبا من خلال رفع العقوبات واستبدال روسيا جزئيا في مجال الطاقة.

نقص الغاز الطبيعي يضرب إيران نفسها

يرى الباحث في شؤون الطاقة "أُميد شكري" في تقرير لـ"بي بي سي فارسي"، أنه يجب الأخذ في الاعتبار أن إيران نفسها، واجهت بسبب العديد من المشاكل في قطاع إنتاج الغاز الطبيعي، واجهت في السنوات الأخيرة نقصا في الغاز الطبيعي والكهرباء، وليس من الواضح إلى أي مدى يمكنها أن تلعب دورا مهما لتلبية حاجة أوروبا على الأقل في المديين القصير والمتوسط.

إلى ذلك فقد أعلن وزير النفط الإيراني، جواد أوجي، في سبتمبر من العام الماضي، على هامش اجتماع لجنة الطاقة في البرلمان الإيراني، عن نقص الغاز في الشبكة الوطنية، وأوضح آنذاك أن شبكة إمداد الغاز الإيرانية تواجه نقصا يوميا قدره 200 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي.

وفي خريف العام الماضي، أعلن جواد أوجي نفسه عن حاجة صناعة النفط والغاز في البلاد إلى 160 مليار دولار، ووفقا لأوجي، إذا لم يتم تأمين هذا الحجم من الاستثمار، فستصبح إيران مستورا للنفط والغاز.

وبحسب "النشرة الإحصائية السنوية" لمنظمة أوبك، التي نُشرت في يونيو / حزيران الماضي، فقد زادت صادرات إيران من الغاز الطبيعي بنسبة 60% في عام 2021، ولكن في الوقت نفسه، زاد إنتاج إيران من الغاز الطبيعي بنسبة 3% فقط، في حين تعد إيران ثالث أكبر منتج للغاز في العالم بعد الولايات المتحدة وروسيا.

وتمتلك إيران ثاني أكبر احتياطي غاز مؤكد في العالم، وظلت احتياطيات البلاد من الغاز في عام 2021 دون تغيير مقارنة بالعام السابق عند مستوى 98.33 تريليون متر مكعب، بينما نما إجمالي إنتاج الغاز في العالم في عام 2021 بنسبة 8.5% مقارنة بالعام السابق.

وأنتجت إيران في عام 2020، ما مجموعه 250 مليار متر مكعب من الغاز، أي ما يعادل 6% من الغاز المنتج في العالم، وتم استهلاك 233 مليار متر مكعب منه في الداخل، ويستشف من مقارنة إحصاءات إنتاج واستهلاك الغاز الطبيعي في إيران مقارنة بدول المنطقة، أنه بالرغم من إنتاج إيران لـ36% من الغاز في الشرق الأوسط، فإنها تستهلك 42% من الغاز الطبيعي في هذه المنطقة.

ووفقا لإحصاءات شركة بريتيش بتروليوم، فقد أنتجت إيران في عام 2021 أكثر من 256 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، أي بمعدل 701 مليون متر مكعب يوميا، بالطبع لا يتم حقن كل هذه الكمية في الشبكة الوطنية للغاز.

وفي شتاء العام الماضي وربيع وصيف هذا العام، اتخذت وزارة الطاقة الإيرانية إجراءات لتعويض نقص الغاز الطبيعي والكهرباء في الشبكة الوطنية، فقامت بتسليم المازوت لمحطات توليد الكهرباء وقطعت الكهرباء عن وحدات الإنتاج الكبيرة مثل مصانع الأسمنت ومنشآت البتروكيماوية بغية توفير الكهرباء للمنازل، للحؤول دون انقطاع كهرباء المنازل.

وفي الأسبوع الماضي، حذر وزير النفط الإيراني مرة أخرى في مقابلة تلفزيونية، حذر من نقص الغاز الطبيعي في الشتاء القادم واحتمال انقطاع الكهرباء والغاز الطبيعي، ونظرا لتأثير العقوبات على الانخفاض التدريجي لقدرة إيران على إنتاج النفط والغاز، قال: "في السنوات الأخيرة، على الرغم من الاتفاق النووي، وفي الوقت الذي تحتاج صناعة النفط استثمارات كبيرة، إلا أن هذا الأمر لم يتم تحقيقه، فإذا قلنا الآن إن لدينا عجزا في الغاز أو نقصا في طاقة التكرير في البلاد، فالمسألة تعود إلى قلة الاستثمار في هذه القطاعات".