يوافق اليوم ذكرى رحيل نجيب محفوظ والذي رحل عن عالمنا في 30 أغسطس عام 2006 عن عمر يناهز الـ94 عامًا.
لكن رغم الحياة الطويلة التي عاشها محفوظ إلا أنه لم ينتج عنه أي عمل درامي أو سينمائي، فقد ظلت هناك تساؤلات دائمًا ما تطرح عن غياب أنواع كثيرة من الدراما مثل السير الذاتية التي كانت تقدم بشكل كبير في السابق، وبات الجميع يتساءل مرة أخرى لماذا لا نستدعى سير المبدعين في مصرة هنا بالتحديد يبرز اسم نجيب محفوظ الذي رأى البعض أنه الأحق بأن يشاهد المصريون سيرته مقدمة في عمل درامي أو سينمائي باعتباره رمزا من رموز الأدب العربي المعاصر والذي من خلاله نستطيع أن نستدعى الروح المصرية مرة أخرى في وقت حرج .
والسؤال هو هل حياة محفوظ تصلح لكى تخرج في عمل درامي؟ كان بالطبع هذا سؤالا شائكًا خاصة وأن هناك اختلافاً كبيراً حول محفوظ، حيث يراه البعض شخصية ملتزمة ولم يعرف الانحرافات التي تخلق الدراما، في حين يرى آخرون أن حياته كانت ثرية بالفعل فقد عاش قرابة المائة عام وعاصر ملوك ورؤساء مصر، وبالتالي كان شاهدا على ما حدث للمجتمع المصرى من تغيرات فكرية واجتماعية لقراية القرن من الزمان.
وفي هذا السياق كان للفنان الراحل عزت العلايلي رأي حول فكرة تقديم نجيب محفوظ في عمل سينمائي أو درامي، فخلال حديث سابق له قبل رحيله صرح لجريدة أخبار الأدب وقال: عدم إنتاج عمل درامي عن نجيب محفوظ هو قصور بالطبع، فهو علامة من علامات الفكر والأدب في مصر بشكل لا ينكر ويتساوى في قيمته مع تولستوي ودوستويفسكي وشكسبير، والمطلوب منا أن نخلده في أعمال درامية أو أفلام، فهذا واجبنا نحن تجاه هذا الرجل العظيم.
عزت العلايلي: المناخ العام مهيأ لأن يستقبل عمل عن نجيب محفوظ
وأضاف عزت العلايلي: أتساءل دائمًا لماذا يخلد الغرب أدباءهم من خلال أعمال درامية ولا نخلدهم نحن في أعمال درامية؟ كذلك فهو يعبر عن ملايين المصريين، وحتى عندما نقترب من حياته نجد أنه كان شخصية منضبطة بصورة بحتة ولم تكن حياته بها أي انحرافات أو مبالغات تذكر، وأعتقد المناخ العام الآن مهيأ لأن يستقبل عمل عن محفوظ.
مجدي صابر: نجيب محفوظ شخصية عبقرية
وقد اتفق الرأي معه الكاتب والسيناريست مجدي صابر الذي قال: إن نجيب محفوظ شخصية مصرية عبقرية وهو يمثل سمات المصريين من الهدوء والرقي والإبداع، وسيكون إنتاج عمل درامي عنه هو بمثابة التكريم الكبير لهُ، وأعتقد أن الأنسب الآن هو إنتاج عمل درامي عنه، لأن السينما قد لا يتسع صدرها لإنتاج عمل مثل هذا، وقد تغيرت اتجاهات السينما بالطبع في الفترة الأخيرة، لكني أعتقد أنه في ظل ظروف السوق الحالية صعب أن ينتج عمل عن محفوظ، وخاصةً في ظل توقف قطاعات الإنتاج الحكومية مثل صوت القاهرة وقطاع الإنتاج، فهذه هي الجهات التي كان من الممكن أن يكون لها حماسة لإنتاج عمل فني يتناول حياته.