الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كاتب يكشف كواليس زيارة نجيب محفوظ لمنزله وحكاية تبرعه لعمال البوفيه

نجيب محفوظ في منزل
نجيب محفوظ في منزل نعيم صبري

لم يكن الكاتب الكبير نجيب محفوظ، الذي تحل غدا ذكرى رحيله، يزور أصدقاءه من الكتاب والأدباء في منازلهم إلا في أضيق الحدود، وكان من أبرز هؤلاء الذين نالوا شرف ذلك الكاتب نعيم صبري الذي رافق الراحل في العديد من الجلسات الأدبية التي كان يحضرها نجيب محفوظ.

 

ويكشف نعيم صبري في تصريحاته لموقع "صدى البلد"، عن سبب زيارة نجيب محفوظ له في منزله، وذكريات ذلك اليوم.

 

وقال صبري: "كانت مفاجأة بالنسبة لي وللجميع فعقب عودتي من الولايات المتحدة الأمريكية، بعد إجراء العملية الثالثة للقلب المفتوح، سنة 1996، فجأني الأستاذ بزيارة ليطمئن عليا، وأنا بفتح الباب وجدته، وكان معه في ذات الوقت يوسف القعيد، وجلس من 6 إلى 10 مساءًا، وبعدها حضر زكي سالم أستاذ الفلسفة، والشاعر شوقي حجاب، وكانت قعدة عائلية أخوية، وحضرت فيها زوجتي، وابنتي، وشعرنا كأنه أحد أفراد العائلة يزورنا أو كأنه خالك أو عمك يزورك في البيت".

 

وأضاف نعيم صبري أنه كان يذهب إلى الأستاذ في منزله ليتجها سويا إلى إحدى الجلسات المحدد لها حسب جدوله، لافتا إلى أن نجيب محفوظ كان ينتظره دائما خلف باب منزله، فحينما يترك الباب فيخرج الأستاذ على الفور، ويتحركا إلى المكان المتجهين إليه.

 

وأكد نعيم صبري، أن نجيب محفوظ كان يفضل ألا يعطل أحد، وكان في بعض الأوقات يفتح الباب مواربًا، لينظر خارجه هل في أحد قادم حسب معاد سابق ليتجها إلى الجلسة، وكان يغلق الباب إن لم يجد أحدًا، متابعا: "في يوم ذهبت إليه، وكان عنده وقتها رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان، فكان وقتها في القاهرة وطلب زيارة الأستاذ، وطب عليه في البيت مع سلماوي، والأستاذ دائما لا يحب أن يغير جدول مواعيده لكن للضرورة أحكام، وكنت أنا خارج المنزل في انتظار خروجه لنذهب إلى موعدنا، إلا أنني فؤجئت بأرسله أحد أفراد الأمن يطلب مني الدخول إلى منزل الأستاذ، لأنه معه رفيق الحريري، وسوف يتأخر دقائق، فدخلت وجلست معهم، نصف ساعة، وبعدها استأذن رفيق الحريري، وكانت هذه المرة التي أدخل فيها منزله، ومرة أخرى دعاني الأستاذ لحضور حفل في منزله وتكرميه من قبل السفارة الفرنسية، وكان في الاحتفالية المخرج توفيق صالح، أحد أصدقائهم من الحرافيش الأصليين".

 

وأشار إلى أن نجيب محفوظ كان كريمًا، وله العديد من المواقف التي توضح عطفه وحبه للجميع، من بينها حينما وقع الأستاذ عقد أعماله مع الشروق وحصل على شيك بمليون جنيه، أعطى العاملين "عمال البوفيه وغيرهم" ألفان جنيه كعطف عليهم، فكان يعمل الكثير من الأعمال الإنسانية، ولا أحد يعلم شيئًا عنها فلم تعلم يده اليمنى ما فعلته اليد اليسرى.