الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد الحر والجفاف.. كارثة جديدة تطرق أبواب الصين

الطقس في الصين
الطقس في الصين

 

تشهد الصين، خلال الفترة الحالية أقوى موجة حرارة منذ بدء تسجيل الأرقام القياسية عام 1961، حيث تجاوزت درجات الحرارة الـ40 درجة مئوية.

ووسط موجات الحر والجفاف التي ضربت جنوب غرب البلاد، قامت السلطات اليوم الإثنين، بنقل أكثر من 100000 شخص إلى مناطق أكثر أمانًا حيث أدت الأمطار الغزيرة إلى مخاطر حدوث فيضانات.

فمن المتوقع هطول أمطار غزيرة على أجزاء من مقاطعة سيتشوان ومدينة تشونجتشينج حتى يوم الثلاثاء على الأقل.

تحذير من فيضانات مفاجئة

وأصدرت تشونجتشينج، وهي مدينة ضخمة تم بناؤها في منطقة جبلية، تحذيرا من حدوث فيضانات مفاجئة خلال اليومين.

كما أعلنت إدارة الطوارئ في سيتشوان يوم الاثنين إنه تم إجلاء 119 ألف شخص، وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية (سي سي تي في) إن إحدى القرى الواقعة في ولاية مدينة قوانجيوان سجلت 18.8 سنتيمترا من الأمطار. وكانت المدينة واحدة من اثنتين في سيتشوان الأكثر تضررا من الجفاف.

وأعلنت السلطات حالة طوارئ وطنية من المستوى الرابع للفيضانات، وهي الأدنى في نظام من أربع مستويات، في مقاطعات سيتشوان وتشونجتشينج وقانسو وشانشي المجاورة في الشمال.

 

مخاوف من كوارث طبيعية جديدة عند هطول الأمطار

وقالت وكالة أنباء الصين (شينخوا) الرسمية إن التربة الصلبة المشمسة التي خلفتها موجة الحر تزيد من مخاطر الكوارث الطبيعية عند هطول الأمطار.

وأدى التغير في الطقس إلى انخفاض طفيف في الحرارة، وأعيدت الطاقة الكاملة للمصانع في سيتشوان بعد أسبوعين من القيود الناجمة عن انخفاض إنتاج الطاقة الكهرومائية.

ومن المنتظر أن تساعد الأمطار أصحاب مزارع الأرز وفلفل سيتشوان الحار ومحاصيل أخرى كانت قد ذبلت خلال فترة جفاف طويلة أدت إلى تقليص الخزانات المجتمعية إلى تربة متشققة، حيث تشكل الأحوال الجوية تحديًا للزراعة، في بلد يعاني في الأوقات العادية من نقص في الأراضي الصالحة للزراعة. ويسبب الجفاف مشكلة للمزارعين، خصوصا لزراعات الأرز وفول الصويا التي تستهلك كميات كبيرة من المياه.


عودة الطاقة للاستخدام التجاري والصناعي

وقالت "سي سي تي في" على موقعها على الإنترنت إن الطاقة في سيتشوان "تمت استعادتها بالكامل" للاستخدام التجاري والصناعي. وانخفض الطلب المنزلي على أجهزة تكييف الهواء مع انخفاض درجات الحرارة وبدأ هطول الأمطار في تجديد الخزانات الكهرومائية.

وذكرت هيئة الإذاعة الحكومية أن توليد الطاقة الكهرومائية في المقاطعة ارتفع بنسبة 9.5٪ عن أدنى مستوى له.

وقال التقرير نقلاً عن تشاو هونج، مدير التسويق في فرع سيتشوان التابع لشركة "ستت جريد"، إن الاستخدام اليومي للطاقة من قبل الأسر انخفض بنسبة 28٪ من ذروة بلغت 473 مليونا إلى 340 مليون كيلوواط / ساعة.

ونقل عن تشاو قوله "التناقض بين امدادات الطاقة والطلب في سيتشوان سيحل بشكل اساسي في الايام الثلاثة القادمة".

وكان انخفاض إنتاج الطاقة الكهرومائية قد دفع مرافق سيتشوان إلى تكثيف استخدام محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، مما أدى إلى تراجع مؤقت في الجهود المبذولة للحد من الكربون والانبعاثات الأخرى.

وقفزت حصة الطاقة في سيتشوان التي تأتي من الفحم إلى 25٪ من 10٪ مع تشغيل 67 محطة توليد بكامل طاقتها، وفقًا لمجلة "Caixin"، وهي مجلة إخبارية صينية.

وعادة ما ينظر إلى سيتشوان على أنها قصة نجاح للطاقة النظيفة في الصين، حيث تحصل على 80٪ من الكهرباء من الطاقة الكهرومائية.


اللجوء لـ "قصف السحاب"

وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام صينية أن بعض مناطق الصين تعاني من ضعف شديد في مصادر المياه مما دفع الدولة نحو الاستثمار في مشروعات مائية ضخمة لمواجهة هذه الأزمة؛ من أبرزها عملية الاستمطار من خلال تقنية "قصف السحاب"، إحدى المشروعات التي أقدمت الصين على التوسع فيها.

ونشرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصينية مقطع فيديو، قالت إنه يرصد جانبا من حملة لاستمطار السحاب أطلقتها الصين وتستمر لمدى 3 أشهر، عن طريق "قصف السحاب" بقذائف تحمل مواد كيميائية يتم توجيهها نحو السحب من على سطح الأرض.

ويتم إطلاق تلك القذائف باستخدام مركبات تحمل منصات الإطلاق، وهي منصات تشبه راجمات الصواريخ، التي يتم استخدامها في الحروب لكن بتصميم بسيط.


تحذير من الجفاف لأول مرة من 9 سنوات

وكانت السلطات الصينية قد أصدرت تحذيرا من الجفاف على مستوى البلاد لأول مرة منذ تسع سنوات، حيث تتأقلم البلاد مع هطول الأمطار دون المتوسط ​​وإحدى أقوى موجات الحرارة التي شهدتها ستة عقود.

الإنذار "الأصفر"، هو ثالث أعلى مستوى على مقياس من أربع درجات في الصين، ويشير إلى أن مقاطعتين على الأقل تواجهان ظروفاً شبيهة بالجفاف، ومن المتوقع حدوث المزيد من الجفاف.

ونصح المسؤولون المحليون بالحفاظ على إمدادات المياه للأغراض المنزلية وتقليل الاستخدام الزراعي والتجاري والصناعي.