هل الميت يشعر بدود القبر وهو يأكله ، وهل يشعر بظلمة القبر ؟، وهل يسمع الميت من يدعو له؟، كل هذه الأسئلة وأمور أخرى عديدة تحير الكثيرون عن عالم البرزخ وأهل القبور، خاصة مع كثرة الاعتقادات والأقاويل الخاطئة عن هذا العالم، ولعل أول تلك الأسئلة التي تطرح بعد وفاة أحبائنا مباشرة،هل الميت يشعر بالدود وهو يأكله في القبر ؟، ولعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، كما ورد في الحديث ، أنه قالالرسول- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - « تَرَكْتُكُمْ عَلَى المَحجّةُ الْبَيْضَاءِ ، لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لا يَزِيغُ عَنْهَا إِلاَّ هَالِكٌ»، ففي سنته الشريفة نجد مبتغانا وكل إجابة من شأنها تثلج صدورنا الملتهبة بالحزن على من فارقونا وتطمئننا على هل الميت يشعر بدود القبر وهو يأكله ؟ .
هل الميت يشعربدود القبر
هل الميت يشعر بدود القبر وهو يأكله ؟، ورد أن شعور الميت بالدود وهو يأكله يعتمد على أعماله التي كان يقوم بها في الدنيا، فإذا كان الإنسان صالحًا فإنَّ الله عز وجل لا يجعله يشعر بتحلل جسده، لأنَّه إذا شعر بهذا الأمر فهو شيء من عقاب الله للعصاة والكافرين، وهو مخالف لرحمة الله تعالى التي يُنزلها على عباده الصالحين عند موتهم ودفنهم في القبور.
هل الميت يشعر بالدود وهو يأكله في القبر ؟ ، ورد أنه يقول ابن عمر رضي الله عنه عن أجساد المؤمنين إذا ماتوا: إنَّ هذه الجثث ليست بشيء وإنَّما الأرواح عند الله، أمَّا إذا كان الإنسان مشركًا أو عاصيًا فإنَّ الله عز وجل قد يجعله يشعر بأكل الدود لجسده، وهو عذاب منه سبحانه لكفر الإنسان وعصيانه، وقد ثبت أنَّ هناك عذابًا ونعيمًا يصيبان الروح والجسد.
هل يأكل الدود جسد حافظ القرآن
هل يأكل الدود جسد حافظ القرآن ، ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ: (كُلُّ ابْنِ آدَمَ يَأْكُلُهُ التُّرَابُ، إِلَّا عَجْبَ الذَّنَبِ مِنْهُ، خُلِقَ وَفِيهِ يُرَكَّبُ)، فتبين من هذا الحديث الشريف أنَّ الأرض تأكل كلّ بني آدم، ولا يبقى منهم شيء إلا العظم الصغير الموجود في أسفل الظهر أو ما يعرف بعجب الذنب، ولم يذكر في القرآن الكريم ولا في السنِّة النبويَّة أنَّ هناك استثناءاتٍ لأحد من البشر إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فقد حرَّم الله عز وجل على الأرض أن تأكل أجسامهم، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم:(إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ).
هل يأكل الدود جسد حافظ القرآن ، بالرغم من هذا فقد يمنع الله عز وجل أجساد بعض عباده الصالحين وأوليائه المقربين مثل الشهداء وحفظت كتاب الله من أن تأكل الأرض أجسادهم، كرامةً منه سبحانه وتعالى لصلاح حالهم وقربهم منه سبحانه، وهذا ليس إلزامي لكل عبد صالح وولي قريب، لأنَّه كما هو ثابت في الأحاديث النبويَّة أنَّ الأرض تأكل أجساد جميع بني آدم، لكن الذي ينبغي للمسلم أن يسعى ويجتهد في العبادة وفي ابتغاء مرضاة الله، حتى إذا دخل قبره وجد نعيمًا كبيرًا، ولا يهمُّه بقاء جسده أو فناءه، ثم بعدها ينتقل إلى نعيم الجنَّة الأكبر.
من أين يأتي الدود الذي يأكل الميت
من أين يأتي الدود الذي يأكل الميت ، ورد أنه لا يمكن لأحد إنكار "دود القبر" فهو أمر يقره العلم، لكن قد يتساءل أحدهم، لماذا نجد على المواقع الدينية، توضيحات وإيجابيات تتعلق بهذا الشأن العلمي البحت، فنجد سؤالا من نوعية: من أين يأتي دود القبر؟، وهنا يذهب أهل الطب الشرعي يقررون أن بعض أنواع البكتريا غير الضارة في جسم الإنسان بمجرد وفاته تتحول إلى أن تتغذى عليه، ولا مانع من أن تأتى حشرات أخرى من الخارج لتشاركها، كما لو ترك الإنسان شيئاً من الطعام دون ظروف التخزين الجيد، تلف بمثل ذلك وتعفن.
وأما من أين يأتي الدود الذي يأكل الميت ، ورد أنهعن وجه تعارض ذلك مع معنى الحديث " إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء" فلا تعارض إذ يحتمل وجود حشرات من الأرض تشارك في ذلك، أو باعتبار سكن هذه الديدان والحشرات، وهذا معهود عند العرب إطلاق المحل، وإرادة الحال، كقولهم الغائط، يعنون به الخارج، وأصله المطمئن من الأرض الذى يستتر فيه الإنسان لقضاء حاجته، أو أنه باعتبار مشاهدة المخاطب، فالمخاطب ـ وهم أمة النبي صلى الله عليه وسلم ـ يشاهدون الميت مأكولاً ولا أثر ظاهر إلا الأرض، فخاطبهم على ذلك، وهذه قاعدة معروفة: اعتبار حال المخاطب بالكلام.
من أين يأتي الدود الذي يأكل الميت ، ورد أنهقال الأطباء الشرعيون عن مصدر الدود الذي يأكل أجساد الموتى: أنَّ هناك أنواع من البكتيريا موجودة في جسم الإنسان، لكنَّها غير ضارة، تتحوَّل بعد وفاة الإنسان إلى حشرات فتتغذى عليه، وقد يأتي دود من الأرض ذاتها فتشارك البكتيريا لتأكل جسد المَيْت فيبلى جسده، وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنَّ الإنسان عندما يُدفن في القبر لا يبقى من جسده شيء فكلُّه يفنى، إلا جزءًا واحدًا منه الذي يُسمَّى عجب الذَّنب، فيقول صلى الله عليه وسلم: (ليس شيءٌ من الإنسان إلَّا يَبلى، إلا عظمًا واحدًا، وهو عَجْب الذَّنَب، ومنه يُركَّب الخلقُ يومَ القيامة).
هل الميت يشعربظلمة القبر
هل الميت يشعربظلمة القبر ، ورد أن مسألة العذاب والنعيم في القبر موجود ومذكور في القرآن ، لقوله تعالى : «ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ» الآية 46 من سورة غافر، والعلماء فسروا بأن هناك عذاب ونار قبل قيام الساعة، وهو لا يكون إلا في القبر، حيث إن غدو وعشي لا تطلق إلى في الدنيا أي في القبر، وفي الجنة لا غدو وعشي، والزمن في القبر مختلفة تمامًا عن الحياة الدنيا.
هل الميت يشعربظلمة القبر ، ورد أن أرواحهم تعرض على النار صباحا ومساء إلى قيام الساعة ، فإذا كان يوم القيامة اجتمعت أرواحهم وأجسادهم في النار ; ولهذا قال : ( ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) أي : أشده ألما وأعظمه نكالا . وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور ، وهي قوله : ( النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ) ، ولكن هاهنا سؤال ، وهو أنه لا شك أن هذه الآية مكية ، وقد استدلوا بها على عذاب القبر في البرزخ ، وقد قال الإمام أحمد :
حدثنا هاشم - هو ابن القاسم أبو النضر - حدثنا إسحاق بن سعيد - هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص - حدثنا سعيد - يعني أباه - عن عائشة أن يهودية كانت تخدمها فلا تصنع عائشة إليها شيئا من المعروف إلا قالت لها اليهودية : وقاك الله عذاب القبر . قالت : فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي فقلت : يا رسول الله ، هل للقبر عذاب قبل يوم القيامة ؟ قال : " لا وعم ذلك ؟ " قالت : هذه اليهودية ، لا نصنع إليها شيئا من المعروف إلا قالت : وقاك الله عذاب القبر . قال : " كذبت يهود . وهم على الله أكذب ، لا عذاب دون يوم القيامة " . ثم مكث بعد ذلك ما شاء الله أن يمكث ، فخرج ذات يوم نصف النهار مشتملا بثوبه ، محمرة عيناه ، وهو ينادي بأعلى صوته : " القبر كقطع الليل المظلم - أيها الناس - لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا وضحكتم قليلا - أيها الناس - استعيذوا بالله من عذاب القبر ، فإن عذاب القبر حق " وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم ، ولم يخرجاه .
هل الميت يشعربظلمة القبر ، روى أحمد : حدثنا يزيد ، حدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة - قال : سألتها امرأة يهودية فأعطتها ، فقالت لها : أعاذك الله من عذاب القبر . فأنكرت عائشة ذلك ، فلما رأت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت له ، فقال : " لا " . قالت عائشة : ثم قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك : " وإنه أوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم " ، وهذا أيضا على شرطهما ، فيقال : فما الجمع بين هذا وبين كون الآية مكية ، وفيها الدليل على عذاب البرزخ ؟ والجواب : أن الآية دلت على عرض الأرواح إلى النار غدوا وعشيا في البرزخ ، وليس فيها دلالة على اتصال تألمها بأجسادها في القبور ، إذ قد يكون ذلك مختصا بالروح ، فأما حصول ذلك للجسد وتألمه بسببه فلم يدل عليه إلا السنة في الأحاديث المرضية الآتي ذكرها .
هل يشعر الميت بظلمة القبر ، ورد أنه قد يقال إن هذه الآية إنما دلت على عذاب الكفار في البرزخ ، ولا يلزم من ذلك أن يعذب المؤمن في قبره بذنب ، ومما يدل على هذا ما رواه الإمام أحمد : حدثنا عثمان بن عمر ، حدثنا يونس ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها وعندها امرأة من اليهود ، وهي تقول : أشعرت أنكم تفتنون في قبوركم ؟ فارتاع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : " إنما يفتن يهود " قالت عائشة : فلبثنا ليالي ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أشعرت أنه أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور ؟ " وقالت عائشة : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد يستعيذ من عذاب القبر .
وهكذا رواه مسلم ، عن هارون بن سعيد وحرملة ، كلاهما عن ابن وهب ، عن يونس بن يزيد الأيلي ، عن الزهري به .
وقد يقال : إن هذه الآية دلت على عذاب الأرواح في البرزخ ، ولا يلزم من ذلك أن يتصل بالأجساد في قبورها ، فلما أوحي إليه في ذلك بخصوصيته استعاذ منه ، والله سبحانه وتعالى أعلم .
وقد روى البخاري من حديث شعبة ، عن أشعث بن أبي الشعثاء ، عن أبيه ، عن مسروق ، عن عائشة - رضي الله عنها - أن يهودية دخلت عليها فقالت : أعاذك الله من عذاب القبر . فسألت عائشة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن عذاب القبر ؟ فقال : " نعم عذاب القبر حق " . قالت عائشة : فما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر ، فهذا يدل على أنه بادر إلى تصديق اليهودية في هذا الخبر ، وقرر عليه . وفي الأخبار المتقدمة : أنه أنكر ذلك حتى جاءه الوحي ، فلعلهما قضيتان ، والله أعلم ، وأحاديث عذاب القبر كثيرة جدا ، وقال قتادة في قوله : ( غدوا وعشيا ) صباحا ومساء ، ما بقيت الدنيا ، يقال لهم : يا آل فرعون ، هذه منازلكم ، توبيخا ونقمة وصغارا لهم ، وقال ابن زيد : هم فيها اليوم يغدى بهم ويراح إلى أن تقوم الساعة ، وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد ، حدثنا المحاربي ، حدثنا ليث ، عن عبد الرحمن بن ثروان ، عن هذيل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : إن أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تسرح بهم في الجنة حيث شاءوا ، وإن أرواح ولدان المؤمنين في أجواف عصافير تسرح في الجنة حيث شاءت ، فتأوي إلى قناديل معلقة في العرش ، وإن أرواح آل فرعون في أجواف طير سود تغدو على جهنم وتروح عليها ، فذلك عرضها ، وقد رواه الثوري عن أبي قيس عن الهزيل بن شرحبيل من كلامه في أرواح آل فرعون . وكذلك قال السدي .
هل يشعر الميت بظلمة القبر ، ورد أنه في حديث الإسراء من رواية أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال فيه : " ثم انطلق بي إلى خلق كثير من خلق الله ، رجال كل رجل منهم بطنه مثل البيت الضخم ، مصفدون على سابلة آل فرعون ، وآل فرعون يعرضون على النار غدوا وعشيا . ( ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) وآل فرعون كالإبل المسومة يخبطون الحجارة والشجر ولا يعقلون " ، وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا زيد بن أخرم ، حدثنا عامر بن مدرك الحارثي ، حدثنا عتبة - يعني ابن يقظان - عن قيس بن مسلم ، عن طارق بن شهاب ، عن ابن مسعود ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " ما أحسن محسن من مسلم أو كافر إلا أثابه الله " . قال : قلنا : يا رسول الله ما إثابة الكافر ؟ فقال : " إن كان قد وصل رحما أو تصدق بصدقة أو عمل حسنة ، أثابه الله المال والولد والصحة وأشباه ذلك " . قلنا : فما إثابته في الآخرة ؟ قال : " عذابا دون العذاب " وقرأ : ( أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) ورواه البزار في مسنده ، عن زيد بن أخرم ، ثم قال : لا نعلم له إسنادا غير هذا .
هل يشعر الميت بظلمة القبر ، قال ابن جرير : حدثنا عبد الكريم بن أبي عمير ، حدثنا حماد بن محمد الفزاري البلخي قال : سمعت الأوزاعي وسأله رجل فقال - رحمك الله - رأينا طيورا تخرج من البحر ، تأخذ ناحية الغرب بيضا ، فوجا فوجا ، لا يعلم عددها إلا الله - عز وجل - فإذا كان العشي رجع مثلها سودا ، قال : وفطنتم إلى ذلك ؟ قال : نعم ، قال : إن تلك الطير في حواصلها أرواح آل فرعون تعرض على النار غدوا وعشيا ، فترجع إلى وكورها وقد احترقت رياشها وصارت سودا ، فينبت عليها من الليل ريش أبيض ، ويتناثر السود ، ثم تغدو على النار غدوا وعشيا ، ثم ترجع إلى وكورها . فذلك دأبهم في الدنيا ، فإذا كان يوم القيامة قال الله تعالى : ( أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) قال : وكانوا يقولون إنهم ستمائة ألف مقاتل ، وقال الإمام أحمد : حدثنا إسحاق ، أخبرنا مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي ، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة ، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار . فيقال : هذا مقعدك حتى يبعثك الله - عز وجل - إلى يوم القيامة " ، أخرجاه في الصحيحين من حديث مالك به .
هل يشعر الميت بمن يزوره
هل يشعر الميت بمن يزوره ؟ ، فجاءأن الشخص المتوفى يعلم بمن يزوره عند قبره، ويأنس لهذه الزيارة، ويرد السلام على من يسلم عليه، وقدوردت أحاديث تفيد سماع الميت لبعض ما يقوله الأحياء، مًستشهدًا بما ورد عن ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «اطَّلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَهْلِ القَلِيبِ، فَقَالَ: وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فَقِيلَ لَهُ: تَدْعُو أَمْوَاتًا؟ فَقَالَ: مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ مِنْهُمْ، وَلَكِنْ لاَ يُجِيبُون»َ.
هل يشعر الميت بمن يزوره ؟ كما ورد فيمايتعلق بحال حياة الأحياء من: معيشة وزواج ونجاح وغير ذلك من متُع الدنيا؛ فليس هناك حديث صحيح يؤيد ذلك، ولأن الميت مشغول بحياته البرزخية عن حياة الدنيا؛ فلا يهمه إلا ما يتعلق بثواب يصل إليه دون غرور الدنيا وزخرفها.
حكم زيارة القبور والسلام على أهلها
يستحب للمسلم زيارة القبور والسلام على أهلها، والميت يعرف المسلِّم عليه ويرد عليه السلام كما ذكرنا؛ قال الإمام النووي في "المجموع شرح المهذب" (5/ 310، ط. دار الفكر): [قال أصحابنا رحمهم الله: ويستحب للزائر أن يدنو من قبر المزور بقدر ما كان يدنو من صاحبه لو كان حيًّا وزاره]، وقال الإمام ابن القيِّم في "الروح" (ص: 5): [وقد شرع النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه، فيقول: (السلام عليكم دار قوم مؤمنين)، وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل، ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم والجماد، والسلف مجمعون على هذا، وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي له ويستبشر به].
وعن قول المناوي في "فيض القدير" (5/ 287): [وقال الحافظ العراقي: المعرفة ورد السلام فرع الحياة ورد الروح، ولا مانع من خلق هذا الإدراك برد الروح في بعض جسده، وإن لم يكن ذلك في جميعه. وقال بعض الأعاظم: تعلق النفس بالبدن تعلق يشبه العشق الشديد، والحب اللازم، فإذا فارقت النفس البدن فذلك العشق لا يزول إلا بعد حين، فتصير تلك النفس شديدة الميل لذلك البدن؛ ولهذا ينهى عن كسر عظمه ووطء قبره].