قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

بعد حصوله على وسام جوته.. محمد عبلة الفنان الذي تمرد على حياته

×

حصل الفنان التشكيلي الكبير محمد عبلة على وسام جوته للفنون والمقدم من الحكومة الألمانية، وهو أعلى وسام ثقافي تمنحه ألمانيا، وقدم إلى محمد عبلة الوسام وزير خارجية ألمانيا.

ورفع الفنان التشكيلي محمد عبلة علم مصر أثناء تسلمه الوسام، الذي يعد أرفع وسام شرف تقدمه ألمانيا لغير الألمان الذين يثرون التبادل الثقافي الدولي أو يشجعون تعليم اللغة الألمانية حول العالم.

محمد عبلة.. كيف ساهمت مدينة بلقاس في نمو وعيه؟

ولد الفنان التشكيلي محمد عبلة بمدينة بلقاس إبان ثورة يوليو سنة 1953، وقد ساهمت نشأته داخل المدينة التى كانت تحيا على بقايا الإقطاع الذى ألغته الثورة، فى نمو فكره خلال مرحلة مبكرة من حياته، ورغم صِغرها كمدينة إلا أنها كانت مدينة اقتصادية من الدرجة الأولى، إذ استقطبت داخلها الكثير من الأغنياء والإقطاعيين، وهو الأمر الذى ساهم فى خلق جو ثقافى خاص بها.

كانت بلقاس تعد من المدن القليلة داخل مصر التى ضمّت مسرحًا للفنون وسينمات، بجانب المصانع، والمكاتب العامة، والمدارس الخاصة يقول: «كانت بلقاس مدينة ذات طابع خاص، وهذه الخصوصية ساهمت فى تطويرى بشكل كبير، إذ كنتُ أحتك مع مثقفى المدينة منذ مرحلة مبكرة من حياتى، وكانت تدور بيننا حوارات ثرية من خلال الندوات، لذلك الجو العام الذى نشأتُ فيه ساعدنى كثيرًا فى أن أرسم منذ مرحلة مبكرة، ولم ألقَ أى استنكار، وظهرت موهبتى فى المرحلة الابتدائية والإعدادية، وحين دخلت الثانوية العامة بات واضحًا للجميع أننى قررتُ الالتحاق بكلية الفنون الجميلة، رغم معارضة والدى الشديدة لهذا القرار، لكنى بشكل عام أعتبر نفسى محظوظًا لالتحاقى بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، إذ درَّس لى أهم فنانى مصر مثل سيف وانلى، والدكتور حسن ظاظا، والدكتور سعد المنصورى، وغيرهم.

هذه السنوات كانت مثمرة بالنسبة لى، لكن نظرًا لمعارضة والدى فكرة التحاقى بالكلية، قررتُ الاعتماد على نفسى واشتغلتُ «نقاشاً»، ورغم ذلك استفدتُ من فترة الكلية وتعلمتُ الكثير من اللغات، وساعدنى على ذلك جو الإسكندرية كمدينة حوت داخلها ثقافات أجنبية متعددة، إلى جانب وجود المكتبات، فقد كانت مكاناً خصباً لجميع المهتمين بالثقافة والفكر، وهناك تعلمت الكثير من الأمور».

محمد عبلة.. تجارب متجددة


حين تخرّج عبلة من الكلية كان ترتيبه الأول بين أقرانه فى الكلية، وحصل على شهادة البكالوريوس مع مرتبة الشرف، وكان من المفترض حينها أن يلتحق بالسلك الأكاديمى للكلية، لكنه قرر أن يتركها لرغبته فى السفر، إذ قُدمت له منحة من إسبانيا للدراسة، وهناك لم تعجبه الدراسة فقرر السفر ليعيش «فنانًا». لكنه لم يندم على تركه فرصة الالتحاق بالتدريس فى كلية الفنون الجميلة عقب تخرجه، رغم أن تجربته فى إسبانيا لم يكتب لها الاستمرار، لأنه رفض أن يدرس دراسة أكاديمية طويلة وشعر أن الوضع هناك لا يلائمه، فذهب بعدها إلى فيينا وهناك درس الطباعة والجرافيك، ثم عاد مرة أخرى لسويسرا ودرس النحت وعلم النفس، يقول: «كنت دائمًا أنتقى أماكن بعينها للدراسة داخلها لكنى لم أحب أن تكون دراستى طويلة أبدًا فى تلك الأماكن».

استقر عبلة فى ألمانيا وهناك بدأ من وقت لآخر الارتحال داخل أوروبا للتدريس فى المعاهد والكليات الموجودة بهولندا، وسويسرا، والنمسا، والسويد.

تمرد مستمر

يميل عبلة - دائمًا - إلى التمرد على حياته، وحتى على الأشياء والتجارب التى يحبها، فهو دائم التنقل بين المدن وكثير الارتحال، والسبب فى رأيه هو أصله البدوى، إذ يرفض البدو الاستقرار – على حد قوله – ويميلون إلى تغيير أماكنهم دائمًا: «أنا شخص ملُول، لا أستطيع الاستقرار فى مكان واحد لفترة طويلة، أو أن أرسم شيئًا واحدًا لفترة طويلة، فهذه الشخصية تتضح من خلال أعمالى، لأنى أرفض الاستمرار فى نمط واحد بالنسبة للفن، وأدرك أن الفن «بحر»، وأنا أرى أنه من الخسارة أن يظل الإنسان يرسم نمطاً واحداً.

لذلك أحب دائمًا أن أتذوق من كل صنف؛ ولهذا أنا دائم التنقل والتجريب، وبما أن الفن بالنسبة لي عبارة عن يومياتى وتجاربى الشخصية التى أرسمها، وأنا بطبعى متغير جدًا ومتنقل، فلوحاتى متغيرة مثلى تمامًا، لذلك أنا أمارس الكثير من الأشياء كالطباعة والنحت، وغيرها من الأمور، هذه الأشياء تتفق مع طبيعتى، لكن الشىء الوحيد الذى لم أستطع التخلى عنه هو الرسم لأنى أرسم يوميًا، فإذا أُصبت بضيق أرسم وإذا أصبت بسعادة أقرر الرسم أيضًا، الرسم بالنسبة لى ليس علاجًا، وإنما تعبير عن نفسى وعن حالتى، لذلك أنا أرسم فى جميع الحالات يوميًا، ولى مرسم فى كل مكان أذهب إليه. عندى مرسمان فى الفيوم، وثلاثة فى القاهرة، لأنى لا أتصور أبدًا حياتى بدون الرسم».