الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إلهام أبو الفتح تكتب: متى تنتهي فوضى السوشيال ميديا؟

الكاتبة الصحفية إلهام
الكاتبة الصحفية إلهام أبو الفتح

استعرضت الإعلامية رشا مجدى، خلال حلقتها ببرنامج "صباح البلد" المذاع عبر فضائية "صدى البلد"، اليوم الأحد، مقالًا جديدًا للكاتبة الصحفية إلهام أبو الفتح، مدير تحرير جريدة “الأخبار” ورئيس شبكة قنوات “صدى البلد”،  بعنوان “متى تنتهي فوضى السوشيال ميديا؟”.

وقالت الكاتبة الصحفية إلهام أبو الفتح في المقال:

كل شيء أصبح مباحا على  السوشيال ميديا، من يريد أن ينشر إشاعة أو ينتهك حرمة أو يتنمر على شخصية أو يزور صورة زواج أو خناقة أو مقابلة، ينشر خبرا كاذبا.

فوضى مُطلقة تحكم هذا العالم الذي لم يعد افتراضيًّا بل أصبح يؤثر في حياتنا بشكل غير طبيعي، ومنه تأتي كل  المصائب رغم وجود قانون يحكم السوشيال ميديا صدر منذ عام 2018؛ لكن ينقصه التفعيل، فالقانون ينص على:

أن يتم حجب كل موقع شخصي أو مدونة أو حساب يبلغ عدد متابعيه خمسة آلاف أو أكثر، في حال نشر أو بث أخبارا كاذبة أو تدعو لمخالفة القانون أو العنف أو الكراهية.

ورغم أن القانون صدر منذ 4 سنوات، فإن فوضى السوشيال ميديا ما زالت مستمرة، وكل من يرغب بنشر  أي أخبار يقوم بنشرها سواء كاذبة أو صادقة.

البعض يعتقد أنها حقيقة وينسخها ويعيد نشرها، وتثير بلبلة في المجتمع، ثغرات في القانون تحتاج تعديلا أو تفعيلا، لماذا لا نعيد قراءة هذا القانون مرة أخرى ونسد ما به من ثغرات بعد أن أصبح الترافيك وعدد المشاهدات والقراءات هدفا في حد ذاته ومن أجله يتم استباحة كل شيء، وبعد أن زادت قنوات التيك توك ويوتيوب بشكل عشوائي بجانب تويتر، وفيس بوك، وإنستجرام، وغيرها، وصار هناك اعتقاد خادع بأنها أفضل مصدر للأخبار والحقائق رغم كذب معظمها.

ويأتي هذا الاعتقاد لأننا بحركة بسيطة من أصابعنا على الماوس نعرف أخبار المشاهير وأحدث التطورات، لدرجة أنه في أمريكا مثلا أكدت دراسة علمية أن 67% من المواطنين  يحصلون على الأخبار من السوشيال ميديا و45% يحصلون عليها من فيسبوك فقط!

لا أنكر أن الكثيرين يستطيعون بواسطة السوشيال ميديا معرفة آخر الأخبار، لكنها في الوقت نفسه، أصبحت مصدرا للمعلومات المضللة، والأسوأ من ذلك، أننا نتبادلها وننشرها دون أن نتأكد من مصداقيتها، ولطالما ضخمت أحداثا لا لزوم لها مثل لون فستان أو زواج أو طلاق أو قرار سرى لمجلس إدارة نادٍ أو جمعية، ثم يتبين بعد وقت قصير عدم صحتها، مما جعل وسائل التواصل الاجتماعي موضع شك ومصدر إزعاج يطاردنا في كل مكان وفي كل وقت؛ رغم عشرات البحوث والرسائل العلمية بالجامعات التي تثبت مسئولية السوشيال ميديا عن العديد من المصائب الاجتماعية، منها العزلة والهروب الاجتماعي، والتفكك والتحرش والتنمر والابتزاز المادي والعاطفي!

مطلوب كود للسوشيال ميديا يطبق بكل حزم رأفة بعقولنا و بيوتنا ومجتمعنا.