أثارت واقعة إنقاذ شاب سعودي لأسرة مصرية من محافظة التربة التي تعد إحدى محافظات منطقة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، وذلك من السيول الجارفة التي شهدتها المنطقة، موجة احتفاء كبيرة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الرسمية في المملكة.
بداية القصة
القصة بدأت حينما كان يقف الشاب السعودي والذي يدعى، ناحي بن ناصر الفضلي البقمي، على ضفاف وادي منطقة تربة لمشاهدة السيل الجديد الذي حدث بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة مؤخرًا، وذلك يوم الخميس الماضي.
ولاحظ البقمي، وهو مستقل مركبته الخاصة، أن السيل قد جرف عائلتين أثناء عبورها مزلقان "السد الجوفي" حيث تزامن عبورهما جريان الوادي جراء السيول المنقولة.
وقال أحد مرافقي البقمي ويدعي ناصر بن عايض بن عريج في تصريحات لصحيفة "عكاظ" السعودية إن أحد الأسرتين من الجنسية المصرية بينما الأخرى من الجنسية السعودية، مضيفًا أن "الموقع يتكرر فيه الغرق حيث قمت بإنقاذ أحد الأشخاص قبل سنوات في نفس المكان".
فيما كشف البقمي في تصريحات لصحيفة "سبق" السعودية "أثناء تواجدنا بالموقع شاهدنا سيارتين تنويان عبور الوادي، ويبدو بأنهم ليسوا من أهالي المنطقة ولم يعلموا بأن الموقع خطير أثناء جريان السيول، وحاولنا تنبيههم ومنعهم من العبور إلا أنهم لم ينتبهوا لنا، وذلك لأنهم في الضفة الأخرى المقابلة".
وتابع: "أثناء عبور المركبتين اللتين تُقلان عائلتين منفصلتين جرفهما السيل عن الطريق وعلقت المركبتان بالأشجار، حينها سمعنا أصوات الاستغاثة من الأشخاص الموجودين بالمركبتين، ونظرًا لأن الموقع خطير والسيل يجري بقوة لم نستطع فعل شيء، وأصبحت صيحات النساء والأطفال ترتفع ويطلبون النجدة".
واستمر "البقمي" قائلاً: “حينها لم أتمالك نفسي ولم أجد حلاً مناسبًا لإنقاذ العائلتين العالقتين والمحتجزتين في السيل إلا أن أذهب للمنزل الذي يبعد حوالي ٨ كيلو مترات وأقود معدة والدي الثقيلة وهي عبارة عن شيول (بلدوزر) وأتجه بها إلى الموقع بهدف إنقاذ العائلتين”.
وواصل: كنت أسير بالشيول (البلدوزر) وأصوات النساء والأطفال لاتزال في مسامعي، حيث وصلت للموقع في وقت قياسي وتمكنت من الوصول للسيارتين رغم وعورة الموقع وقوة السيل، وقام بمساعدتي عدد من الشباب".
إلا أن البقمي كشف أن أحد الأشخاص، وهو شاب في الثلاثين من عمره قد فقد بعد أن انقلبت المركبة التي يستقلها هو وعائلته، ثم تم العثور عليه متوفيًا صباح أمس الجمعة.
وقال: "بفضل الله تم إنقاذ ٨ أشخاص (٣ رجال و٣ نساء وطفلين)، ومركز العلبة يفتقد لخدمات الدفاع المدني والهلال الأحمر، مشيرًا إلى أن مثل هذه الكوارث تتكرر بشكل دوري من حين لآخر، وخاصة وقت هطول الأمطار وجريان الأودية".