هناك العديد من حالات الوفاة التي يحصل صاحبها أجر الشهادة ، ومن هذه الحالات التي كشفت عنها دار الإفتاء مؤخرا هي الموت بمرض السرطان، وهنا نوضح في هذا التقرير أبرز هذه الحالات التي يحصل صاحبها أجر الشهادة.
حالات الوفاة التي يحصل صاحبها أجر الشهادة
وقالت دار الإفتاء إن مَن مات بسبب مرض السرطان يرجى له أجر الشهادة في الآخرة؛ رحمةً من الله سبحانه وتعالى به؛ بناء على أن أسباب الشهادة يجمعها معنى الألم لتحقق الموت بسبب خارجي.
وأضافت الدار عبر الفيسبوك: فليست هذه الأسباب مسوقة على سبيل الحصر، بل هي منبهة على ما في معناها مما قد يطرأ على الناس من أمراض، وبناءً على أن مرض السرطان داخل في عموم المعنى اللغوي لبعض الأمراض، ومشارك لبعضها في بعض الأعراض، وشامل لبعضها الآخر مع مزيد خطر وشدة ضرر، غير أنه تجري عليه أحكام الميت العادي؛ من تغسيلٍ، وتكفينٍ، وصلاةٍ عليه، ودفنٍ.
هل من يموت مبطونا شهيد ؟
سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف من خلال برنامج “والله اعلم”.
وقال علي جمعة :"نعم، والمهم شيء يتعلق بالبطن، سواء كان قنصر أو قولون أو قرحة أدت إلى الوفاة".
وأفادت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، إن المبطون هو صاحب داء البطن، وقد اختلف أهل العلم في تحديد أي داء هو الذي يكون الميت به شهيدا، ولعل أرجح الأقوال -التي نقلها الإمام النووي رحمه الله- هو كل داء يصيب الجوف ويؤدي إلى الموت، بغض النظر عن اسمه وصفته.
واستشهدت في إجابتها عن سؤال: «ما حكم من مات مبطونًا؟»، بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: الْمَطْعُونُ، وَالْمَبْطُونُ، وَالْغَرِيقُ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» رواه البخاري (2829) ومسلم ( 1914)وتابعت: فيرجى لمن مات بداء البطن أن يكتب الله سبحانه وتعالى له أجر الشهادة، طالما مات راضيًا بقضاء الله محتسبًا، مؤكدة أن من مات مبطونًا يغسل ويكفن ويصلي عليه.
من عشق فكتم فعف فمات فهو شهيد
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف ، إن حديث "من عشق فكتم فعف فمات فهو شهيد" هو حديث صحيح عن النبي، وورد من تسعة طرق بالأسانيد، غير رواية سويد التي يزعم البعض أنه ضعيف بسبب ضعف هذا الراوي.
وأضاف علي جمعة، في لقائه على فضائية "سي بي سي"، أن الحديث ألف عليه كتاب بعنوان "درأ الضعف عن حديث من عشق فعف" منوها أن هذا الحديث مهم للغاية.
وذكر أن معنى الحديث، عن الشخص الذي وقع في الحب تجاه امرأة متزوجة، فهنا هذه المرأة ليست من حقه، ولا يحق له أن يسعى للوصول إلى هذه المرأة، لأن هذا يعتبر فساد في الأرض.
وتابع: هذا الشخص المحب لما وقع في حب امرأة متزوجة، فكتم حبه في نفسه ولم يصرح به، ويقول النبي هنا "من فرك امرأة عن زوجها لعنه الله" أي يفسد بينها وبين زوجها.
وذكر أن هذا الكتمان للحب يجعل الإنسان عفيفا وليس فاحشا أو بذئ، ولو مات هذا الشخص من شدة حبه، فقد مات شهيدا لأن فضل الضرر أن يقع به على أن يعصى الله.
خصائص الشهادة في سبيل الله
وقال الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن الشهادة في سبيل الله رتبة عظيمة للغاية ليس دونها رتبة، وللشهيد منزلة كبيرة عند الله تعالى، ومكرمة عالية، ورزق كريم نظير تقديمه أغلى ما عنده، وهو الجود بنفسه وروحه وحياته في سبيل الدفاع عن الأرض والعِرض، وإبقاء القيم والأخلاق، وتكريس العدالة والسلام، وصون البلاد من المعتدين، وحفظ عزة الأوطان وكرامتها، وتعزيز الاستقلال والحرية، وتحقيق سيادة الدول وحماية مكتسبات الشعوب، واندحار العدوان والظلم".
وأضاف أن الله تعالى أعدَّ للشهيد خصائص وميزات لا تكون لغيره؛ وهي درجة سامية جدًّا حرَّض النبي صلى الله عليه وسلم على نوالها بالإخلاص والتضحية حيث يقول: «وَلَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ» "متفقٌ عليه".
وأكد مفتي الجمهورية على أن فضل الشهادة في سبيل الله معروفٌ ومقررٌ في شريعتنا السمحة؛ كما نطقت بهذا النصوص الشريفة، يقول الله تعالى في القرآن الكريم مخبرًا عن ذلك: ﴿إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: 111]، فجعلَ اللهُ تعالى الربحَ الموعود في مقابلة التضحية بالنفس في هذا المقصد النبيل هو الجنة.
منزلة الشهيد في سبيل الله
وأضاف: والشهيدُ له منزلةٌ عظيمة عند الله، ويكفيه في ذلك ما جاء في حقه في القرآن الكريم؛ فتارةً يُرشدنا الحقُّ تبارك وتعالى بأن لا نقولَ عن الشهداء أنهم أمواتٌ، ويُخبرنا بأنهم أحياء حياة لا نعلمها، قال تعالى: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ﴾ [البقرة: 154]، وتارةً ينهانا أن نحسبهم أمواتًا، بل هم أحياء عند ربهم يرزقون، قال سبحانه: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [آل عمران: 169].
ولفت المفتي النظر إلى أن الشهيد هو كل من جاد بروحه وسالت دماؤه في سبيل الدفاع عن الوطن من الأعداء ومن الإرهابين، ولا فرق بين مسلم ومسيحي في نيل هذا الشرف.
وأكد على أن للشهيد فضلًا كبيرًا لا يُقاربه فضلٌ؛ فإن له الشفاعةَ في سبعين من أقاربه، كما جاء في السنن عن المِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللهِ سِتُّ خِصَالٍ: وذكر منها: وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ»، والذي نتوقف عنده في هذا الحديث الشريف وننبه عليه؛ من أجل أن نربطَ على قلوب أهل الشهيد هو قبول شفاعته عند الله تعالى يوم القيامة في سبعين من أقاربه، ولا أحد أولى بهذا الفضل من أهلِه الذين تحمَّلوا ألم فراقه، وأولى هؤلاء هم أبوه وأمه وزوجه وأبناؤه؛ فهنيئًا للشهيد بالجنة، وهنيئًا لهؤلاء بشفاعته لهم بين يدي الله تعالى في دخولهم الجنة.
وأردف المفتي قائلًا: وصاحب هذه الشهادة: إما أن يكون شهيدًا في الدنيا والآخرة إذا كان يقاتل الأعداء لإعلاء كلمة الله تعالى، وإما أن يكون شهيدًا في الدنيا فقط إذا كان قتاله الأعداء لمطلب دنيوي؛ كالرياء مثلًا. وأما الشهادة الحكمية: فصاحبها يكون شهيدًا في الآخرة فقط، وهو يخالف الشهيد الأول والثاني في أنه يُغَسَّل ويصلى عليه، بخلاف الأولين، وأجره على الله. وأقسام هذا النوع كثيرة جاء التنبيه عليها في عدد من الأحاديث النبوية؛ منها: ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ، وَالمَبْطُونُ، وَالغَرِقُ، وَصَاحِبُ الهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللهِ».
أفضل دعاء للشهيد
“اللهم عامله بما انت اهله ولا تعامله بما هو أهله
اللهم اجزه عن الإحسان إحسانا و عن الإساءه عفوا و غفرانا
اللهم ان كان محسنا فزد في حسناته وان كان مسيئا فتجاوز عنه يارب العالمين
اللهم ادخله الجنه من غير مناقشه حساب ولا سابقه عذاب
اللهم آنسه في وحدته وآنسه في وحشته وآنسه في غربته
اللهم انزله منزلا مباركا وانت خير المنزلين اللهم انزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين و حسن أولئك رفيقا اللهم اجعل قبره روضه من رياض الجنه ولا تجعله حفره من حفر النار
اللهم افسح له في قبره مد بصره و افرش قبره من فراش الجنه
اللهم اعذه من عذاب القبر و جاف الأرض عن جنبيه اللهم املأ قبره بالرضا و النور و الفسحه و السرور (اللهم قه السيئات ( و من تقي السئات يوم إذن فقد رحمت
اللهم اغفر له في المهدين و اخلفه في عقبه في الغافرين )” .