استجابة الدعاء له أسرار عظيمة، تبدأ أولى خطوات هذه الأسرار في فعل الخيرات والمسارعة فيها قال تعالى إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ، فلم ينبهم أحد أو يوصيهم على ذلك، بل يسارعون بأنفسهم ، والدليل على ذلك في القرآن الكريم أنه لما ذكر الله تعالى استجابة الدعاء لأنبيائه قال تعالى "إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ.. الأنبياء : 90.. أسرار استجابة الدعاء كثيرة نلقي الضوء عليها بالتفصيل في السطور التالية.
أسرار استجابة الدعاء، النبي صلى الله عليه وسلم حينما جاءه رجل يشكو إليه مرض أخيه، فقال: اسقه عسلاً فيذهب الرجل ويعود ويخبر النبي أن العسل لم يشفِ أخاه، فيخبره النبي: صدق الله وكذب بطن أخيك، في هذه القصة أمر مهم وهو أن المريض كان يأخذ هذا العسل على سبيل التجربة، وليس على سبيل اليقين، ولعل المعنى الظاهر لهذا الأمر نجده في ماء زمزم، فنرى بعض الناس يشرب ويغتسل من زمزم فيرزق الشفاء، وآخرون لا يحدث لهم أي تغيير، والسر في اليقين، أهم شيء في الدعاء اليقين بالاستجابة من رب العالمين، وقال صلى الله عليه وسلم زمزم لما شرب له، وعلى المسلم أن يكون على يقين في الله عز وجل، يقول ابن القيم رحمه الله: كَثِيرًا مَا تَجِدُ أَدْعِيَةً دَعَا بِهَا قَوْمٌ فَاسْتُجِيبَ لَهُمْ، فَيَكُونُ قَدِ اقْتَرَنَ بِالدُّعَاءِ ضَرُورَةُ صَاحِبِهِ وَإِقْبَالُهُ عَلَى اللَّهِ، أَوْ حَسَنَةٌ تَقَدَّمَتْ مِنْهُ جَعَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ إِجَابَةَ دَعْوَتِهِ شُكْرًا لِحَسَنَتِهِ، أَوْ صَادَفَ وَقْتَ إِجَابَةٍ، وَنَحْوُ ذَلِكَ، فَأُجِيبَتْ دَعْوَتُهُ، فَيَظُنُّ الظَّانُّ أَنَّ السِّرَّ فِي لَفْظِ ذَلِكَ الدُّعَاءِ فَيَأْخُذُهُ مُجَرَّدًا عَنْ تِلْكَ الْأُمُورِ الَّتِي قَارَنَتْهُ مِنْ ذَلِكَ الدَّاعِي، وَهَذَا كَمَا إِذَا اسْتَعْمَلَ رَجُلٌ دَوَاءً نَافِعًا فِي الْوَقْتِ الَّذِي يَنْبَغِي اسْتِعْمَالُهُ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي يَنْبَغِي، فَانْتَفَعَ بِهِ، فَظَنَّ غَيْرُهُ أَنَّ اسْتِعْمَالَ هَذَا الدَّوَاءِ بِمُجَرَّدِهِ كَافٍ فِي حُصُولِ الْمَطْلُوبِ، كَانَ غَالِطًا، وَهَذَا مَوْضِعٌ يَغْلَطُ فِيهِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ.
أسرار الدعاء المستجاب النية الصافية والابتعاد عن النفاق والرياء في الدعاء والابتعاد عن الشك و المغالطات وسوء الظن الاخلاص في الدعاء وحسن الظن بالله تعالى واليقين بانه سيستجيب، يجب عدم تعجل الاجابة والصبر والتوبة من كل المعاصى والإيمان القوى بالله وقدرته سبحانه وتعالى، وأن تجعل لأخيك نصيب من الدعاء، والحرص على الدعاء في مجالس الذكر التى تحضرها الملائكة، تحرى العديد من أوقات استجابة الدعاء مثل يوم عرفة وليلة القدر وليلة النصف من شعبان وشهر رمضان، وعند السجود في الصلاة وفي الوقت ما بين الأذان وإقامة الصلاة، وفي الثلث الأخير من الليل واستقبال القبلة والدعاء على طهارة، ورفع اليدين والتضرع الى الله والصلاة على النبى والحمد والثناء على الله قبل وبعد الدعاء كما أن مجمع البحوث الإسلامية كتب عبر صفحته على الفيسبوك، أن من أراد أن يسأل الله حاجته فليبدأ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وليسأل حاجته وليختم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فإن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مقبولة والله سبحانه وتعالى أكرم أن يرد ما بينهما.
الدعاء المستجاب موجود في كل شيء لكن الأهم استحضار النية واليقين في الله، وبدء الدعاء بحمدالله تعالى والثناء عليه والصلاة على سيدنا النبي، سواء كان دعاء الرزق أو الدعاء للميت ، اللهم ارحمني بالقرآن واجعله لي نورًا وهدى ورحمة.. اللهم ارزقني تلاوته في الليل والنهار يا أرحم الراحمين يا الله، فإنك على كل شيء قدير، اللهم يا ملين الحديد ويا من هو كل يوم في أمر جديد سدد خطانا وارحم موتانا برحمك وعطفك وجودك يا رب العالمين. اللهم امتنا على دينك ودين نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-.. ربنا وتقبل دعاء. اللهم وإن لنا من هم تحت التراب، فارحمهم برحمتك التي وسعت كل شيء يا أرحم الراحمين يا الله. اللهم قد ضاقت علينا الأرض يما رحبت، فاصلح لنا شأننا كله، وعجل لنا بالراحة التي تغنينا عن كل شيء يا رب العالمين.
كيف يستجاب الدعاء تحرّي المواطن التي يستجيب الله فيها الدعاء كالسجود وببن الآذان والإقامة وأثناء السجود والثلث الأخير من الليل، ومن ذلك ما أخبر به الله -تعالى- عن استجابته لدعاء زكريا عليه السلام، فقال: (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ*فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ). الدعاء بأسماء الله الحُسنى ، وأن يكون المسلم على يقين تام بأن الله تعالى سيستجيب الدعاء، وألا يترك المسلم الفروض الأساسية ويتشغل بالدعاء والدعاء بالأدعية التي جاءت عن الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم. التوسّل لله تعالى خلال دعاء، والدعاء باستخدام أحد أسماء الله تعالى، أو صفاته. الدعاء باستخدام الأدعية التي جاءت على لسان الرسل والصالحون، وعلى المسلم إن يتوب الى الله من كل المعاصي والرجوع الى الله تعالى ، فإن اكثر اولئك الذي يشكون من عدم اجابة الدعاء آفتهم المعاصي فهي خلف من كل مصيبة وعلى المسلم التوسّل لله تعالى بصالح الأعمال التذلّل والاعتراف بالذنب الذي يرتكبه العبد، ورجاء العبد إجابة الدعاء بالرغم من تقصيره.
أدعية مستجابة
أدعية مستجابة اللَّهُمَّ إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ فيِّ حكمك عدلٌ فيِّ قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حُزني، وذهاب همِّي، اللهم إني أعوذُ بكَ منَ الهمِّ والحزَنِ، وأعوذُ بكَ منَ العجزِ والكسلِ، وأعوذُ بكَ منَ الجُبنِ والبخلِ أعوذُ بكَ مِن غلبةِ الدَّينِ وقهرِ الرجالِ اللهم ما أخشاه أن يكون صعباً هوّنه وما أخشاه أن يكون عسيراً يسّره وما أخشاه أن يكون شراً اجعل لي فيه خيراً ولا تجعلني أخشى سواك . ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والِدَيّ و وأنْ أعمَلَ صالحاً ترضاه وأدخِلني بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ.
اللَّهمَّ رحمتَك أَرجو فلا تَكِلني إلى نَفسِي طرفةَ عينٍ، وأصلِح لي شَأني كلَّه لا إلَه إلَّا أنتَ وبعضُهم يزيدُ علَى صاحبِهِ اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاءُ، وتنزعُ الملكَ ممن تشاءُ، وتُعِزُّ مَن تشاءُ، وتذِلُّ مَن تشاءُ، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شيءٍ قديرٌ، رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما، تعطيهما من تشاءُ، وتمنعُ منهما من تشاءُ، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك ، اللَّهُمَّ آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ
اللّهم إنّك لا تحمّل نفساً فوق طاقتها فلا تحملني من كرب الحياة ما لا طاقة لي به وباعد بيني وبين مصائب الدنيا كما باعدت بين المشرق والمغرب اللّهم لا تحرمني وأنا أدعوك، ولا تخيبني وأنا أرجوك اللّهم إنّي أسألك يا فارج الهم ويا كاشف الغم، يا مجيب دعوة المضطرين، يا رحمن الدنيا يا رحيم الآخرة أرحمني برحمتك اللهم إنا نسألك زيادة في الدين وبركة في العمر، وصحة في الجسد وسعة في الرزق، وتوبة قبل الموت وشهادة عند الموت، ومغفرة بعد الموت وعفواً عند الحساب، وأماناً من العذاب ونصيباً من الجنة، وارزقنا النظر إلى وجهك الكريم اللهم يا مسهل الشديد ويا ملين الحديد، ويا منجز الوعيد، ويا من هو كل يوم في أمر جديد، أخرجني من حلق الضيق إلى أوسع الطريق، بك أدفع ما لا أطيق، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.