مقتل الجنرال الإيراني "سردار اكبر جلومرغ" نتيجة الضربات الامريكية الأخيرة على مقرات الحرس الثوري الإيراني في الميادين شرق دير الزور، الجنرال هو المسؤول الرئيسي على التدريب وتجهيز عناصر حزب الله على الصواريخ الدقيقة، كما يعد ثامن قائد إيران يتم استهدافه من قبل القوات الأمريكية، وكان من أبرزهم قاسم سلماني قائد فليق القدس بالعاصمة العراقية بغداد.
وبالرغم من حالة الغليان والغضب التي عمت على الإيرانيين إلا أن إيران حينها أعلنت احتفاظها بحق الرد، وتوقع الخبراء إنها ستقدم على عمليات مماثلة ضد الجانب الأمريكي إلا انه لم يحدث شيئاً.
مقتل قائد بالحرس الثوري
وأفادت وسائل إعلام إيرانية عن مقتل عضو بارز آخر في الحرس الثوري الإيراني بسوريا، وقدمته بأنه "سردار أبو الفضل عليجاني، أحد قادة الحرس الثوري في أصفهان.
ولم يُنشر أي تقرير عن كيف وأين قُتل في سوريا، كما ورد وقت مقتله في وکالتي "دفاع برس" و"مهر" ليلة الأحد وفجر الإثنين.
وفي الصورة المنشورة لهذا العضو البارز بالحرس الثوري الإيراني، يرتدي زيًا رسميًا برتبة عميد، ويقال إن جثته ستنقل إلى إيران في الأيام المقبلة.
ووفقًا لـ "دفاع برس"، كان أبو الفضل عليجاني من أهالي "درشه" أصفهان، وعمل في "مركز التدريب الهندسي القتالي في جامعة أمير المؤمنين للعلوم والتكنولوجيا التابع للقوات البرية للحرس الثوري الإيراني" منذ عام 2013.
وكان قد أعلن الجيش الأمريكي، امس الأربعاء، تنفيذ ضربة جوية في مدينة دير الزور السورية استهدف فيها مرافق البنية التحتية التي تستخدمها جماعات تابعة للحرس الثوري الإيراني في سوريا.
ضربات أمريكية في سوريا
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأمريكي "سينتكوم" الكولونيل جو بوتشينو، وفقا لقناة "الحرة" الأمريكية، "إن هذه الضربات الدقيقة تهدف إلى الدفاع عن وحماية القوات الأمريكية من هجمات على غرار تلك التي نفّذتها مجموعات مدعومة من إيران في 15 أغسطس ضد عناصر من الولايات المتحدة".
وكانت الحكومة السورية قد أعلنت في الأيام الأخيرة عن غارات جوية إسرائيلية على مناطق في ضواحي دمشق وكذلك بالقرب من ميناء طرطوس، وبالطبع لم تعلق إسرائيل على هذه الهجمات كالمعتاد.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وبعض المصادر الأخرى، فإن المناطق التي استهدفت في طرطوس كانت القاعدة الجوية للقوات التابعة لإيران، كما استُهدف أحد المخازن المؤقتة لنقل الأسلحة من إيران إلى لبنان في ضواحي دمشق.
وفي السنوات الأخيرة، زادت إسرائيل من حدة هجماتها على مواقع إيران والميليشيات التابعة لها في سوريا.
الرد الإيراني على الضربات الأمريكية
ومن جانبه، قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الامريكية، أن هناك تموضع يعيد ترتيب العلاقات، متوقعاً ان سيكون هناك تطوير لعمليات الاغتيالات، خاصة أن سردار يغد رتبة كبيرة في القوات الإيرانية، وهناك حالة استياء بين الإيرانيين مما حدث ويشعرون بالمهانة.
وأضاف فهمي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هناك 469 موقعا إيرانيا داحل سوريا سيتم مراجعتهم ، حتى يتفادى اغتيال قاده اخرين ، وأن التصعيد الإيراني ضد الولايات المتحدة الأمريكية سيكون تصعيدا محسوبا للغاية ولن يكون كما يتوقع البعض بأنه تصعيد شامل يستهدف كثير من القواعد العسكرية.
وتابع: "الرد الإيراني على أمريكا سيكون محسوبا، ولن يعتمد على بنك أهداف، وخاصة أن هذا التصعيد مرتبط بالبرنامج النووي الإيراني الذى يلفظ أنفاسه الأخيرة".
وأشار أن المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران تتجه لمرحلة جديدة من التطورات المفصلية المرتبطة بالمساعي الأوروبية للتوصل إلى اتفاق و خاصة مع تضارب ردود الفعل الإيرانية المتعلقة بالرد على ملفات العقوبات، والضمانات الاقتصادية، والتعامل مع مطلب إيران بإغلاق تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن العثور على آثار يورانيوم في 3 مواقع سرية، وإجراءات رفع التجميد عن الأرصدة الإيرانية، والإفراج عن السجناء، ورفع العقوبات الرئيسية في القطاعات الاستراتيجية.
المراوغات الإيرانية في التفاوض
وأكمل أستاذ العلاقات الدولية: "مع استمرار المراوغات الإيرانية، فإن هناك سلسلة خطوات سيتعين تنفيذها للاستمرار في ما يُطرح، بدءًا بمرحلة تشمل تعليق إيران للتخصيب فوق 5٪، وكذا اقتصار التخصيب على نسبة 3.67%، وإلغاء تجميد نحو 7 مليارات دولار من الأموال الإيرانية العالقة في البنوك الكورية الجنوبية بموجب العقوبات الأمريكية على أن يلي ذلك الشروع في تنفيذ المرحلة التالية لرفع العقوبات، بما فيها الإعفاءات النفطية التدريجية، وضمان استمرار تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة، التي تعتمد على واقعية الولايات المتحدة في الرد، وتلبية مطالب إيران، على اعتبار أن حل القضايا المتبقية ليس صعبًا وفقًا للمنطق الإيراني، ولكنه يحتاج إلى إرادة سياسية".
واستطرد: "في المقابل لا يزال الجانب الأمريكي يرى أن السبيل الوحيد للاتفاق هو أن تتخلى إيران عن مطالبها الخارجية والمستجدة، والتي تُطرح في كل جولة تفاوض، في إشارة إلى مطالب إيران بإغلاق تحقيقات الوكالة الدولية، وإبعاد "الحرس الثوري" عن قائمة الإرهاب، وضرورة الخروج من دائرة التفاوض المفتوح، والتي استمرت 11 شهرًا وشابتها الفوضى والتشعُّب والسبب رئيسي هو إصرار إيران على ملف الحرس الثوري".
ولفت فهمي إلى أنه سواء قبلت طهران وواشنطن العرض النهائي من الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 أم لا، فمن غير المرجح أن يعلن أي منهما إلغاءه، لأن إبقاءه يخدم مصالح الطرفين، وسيكون من الصعب استخدام الضغط الاقتصادي لإرغام إيران على مزيد من الحد من برنامجها النووي، بعد الانسحاب من الاتفاق عام 2018 إذا واصلت بعض الدول شراء النفط الإيراني.
تصعيد إيراني إسرائيلي
من جانبه توقع محمد أبو النور الباحث في الشأن الإيراني، أن يكون هناك تصعيد عنيف بين إيران وإسرائيل خلال الأسابيع المقبلة.
وأضاف أبو النور في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن إسرائيل وأمريكا يرغبان في نقل الصراع من العراق إقليم كردستان الغنى بالنفط إلى منطقة دير الزور في سوريا بالقرب من دمشق، حتى تكون إيران في مرمى النيران أمام القوات الإسرائيلية، متوقعا أن الاتفاق النووي الإيراني سوف يتم.