الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماكرون يزور الجزائر.. ماذا يحمل في جعبته وهل يتمكن من طي صفحة القطيعة؟

ماكرون يزور الجزائر
ماكرون يزور الجزائر

شهدت العلاقات بين فرنسا والجزائر توترا كبيرا خلال الفترات الماضية، ولكن باريس تحاول إصلاح العلاقات بينها وبين الجزائر حيث يبدأ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، زيارة رسمية للجزائر تستغرق ثلاثة أيام، بهدف طي صفحة القطيعة و"إعادة بناء" علاقة لا تزال مثقلة بأعباء الماضي.

ويرافق ماكرون وفد كبير يضم سبعة وزراء، يستقبلهم الرئيس الجزائري، عبدالمجيد تبون، حوالي الساعة 15,00.

وسيتجه الرئيسان اثر ذلك إلى مقام الشهيد، الذي يخلّد ذكرى حرب الاستقلال عن فرنسا (1954-1962)، قبل مأدبة عشاء في القصر الرئاسي.وتتزامن الزيارة مع الذكرى الستين لانتهاء الحرب وإعلان استقلال الجزائر عام 1962.


وتعد هذه الزيارة هي الثانية لإيمانويل ماكرون إلى الجزائر بعد توليه الرئاسة، وتعود زيارته الأولى إلى ديسمبر 2017 في بداية ولايته الأولى والتي اقتصرت مدتها على 12 ساعة.

وأكدت الرئاسة الفرنسية على أن هذه الزيارة،  تهدف إلى وضع أساس لإعادة بناء وتطوير العلاقة بين باريس والجزائر.


برنامج زيارة ماكرون للجزائر

وفي هذا السياق كشفت وسائل الإعلام الفرنسية أن زيارة إيمانويل ماكرون إلى الجزائر التي تستمر ثلاثة أيام، موجهة نحو المستقبل. الشركات الناشئة، الابتكار، الشباب، القطاعات الجديدة.

فمن المقرر أن  يلتقي ماكرون رواد أعمال جزائريين شبابا قبل أن يتوجه إلى ووهران الواقعة في الغرب، وثاني مدن البلاد المشهورة بروح الحرية التي جسدتها موسيقى الراي في الثمانينيات.

وحسب ذات المصادر، فقد أكد الإليزيه أمس الثلاثاء أن رئيس الجمهورية الفرنسية يعتزم إعادة بناء العلاقة التي تضررت.

وبالتالي، سيجري رئيس الدولة الفرنسي يوم الجمعة محادثات طويلة مع رواد الأعمال الشباب في الجزائر العاصمة.

كما سيلتقي يوم السبت أيضا بعض الشباب في وهران، خلال مظاهرة لرقص البريك.

وأشار الإليزيه إلى أن الرئيس الفرنسي يعتزم مواصلة العمل حول ملف الذاكرة، لكنه ليس الهدف الأساسي لهذه الزيارة.

وقد تسببت قضية الذاكرة في فقدان الرئيس الفرنسي الكثير من التقدير الذي حظي به لدى الرأي العام الجزائري قبل توليه الرئاسة.

وسيتوجه الرئيس إلى مقبرة سان أوجين بالجزائر العاصمة حيث دُفن العديد من الفرنسيين المولودين في الجزائر.


ماكرون وتبون يبحثان سبل التعاون بين البلدين

وأشار الإليزية، في وقت سابق، إلى أن ماكرون مع الرئيس الجزائري الرهانات الإقليمية الحالية، وأن "هذه الرحلة ستساهم في تعميق العلاقات الثنائية التي تتطلع إلى المستقبل.. لتعزيز التعاون الفرنسي الجزائري في مواجهة القضايا الإقليمية".

كما أبلغ ماكرون نظيره الجزائري عبد المجيد تبون باستعداد فرنسا للتعاون في مكافحة الحرائق.

وفي وقت سابق، بحث الرئيسان الجزائري والفرنسي، سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.

وأوضحت الرئاسة الجزائرية في بيان أن تبون تلقى اتصالا هاتفيا من نظيره الفرنسي، قدم خلاله تعازيه في ضحايا الحرائق التي شهدتها بعض الولايات الجزائرية. وبحسب البيان، تناول الرئيسان جدول أعمال الزيارة لماكرون إلى الجزائر.


تفاقم القطيعة بين فرنسا والجزائر

تفاقمت القطيعة بين فرنسا والجزائر مع نشر تصريحات لماكرون في أكتوبر 2021 اتهم فيها "النظام السياسي الجزائري" بإنشاء "ريع للذاكرة" وشكك في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار.

ومؤخر، أعاد ماكرون الأمور إلى نصابها وقرر الرئيسان إعادة الشراكة بين البلدين إلى مسارها الصحيح.

لكن الآمال سرعان ما تلاشت مع صعوبة توفيق ذاكرة البلدين بعد 132 عامًا من الاستعمار والحرب الدموية ورحيل مليون فرنسي من الجزائر العام 1962.

ضاعف ماكرون المبادرات في ملف الذاكرة، معترفًا بمسؤولية الجيش الفرنسي في مقتل عالم الرياضيات موريس أودين والمحامي الوطني علي بومنجل خلال "معركة الجزائر" العام 1957.

واستنكر "الجرائم التي لا مبرر لها" خلال المذبحة التي تعرض لها المتظاهرون الجزائريون في باريس في 17 أكتوبر 1961.

لكن الاعتذارات التي تنتظرها الجزائر عن الاستعمارـ الذي استمر 132 عاما- لم تأت أبدا، ما أحبط مبادرات ماكرون وزاد سوء التفاهم.


هل يكمن سر الزيارة في "الغاز"؟

وتأتي الزيارة في وقت تعاني فيه الدول الأوروبية من  تقليص وارداتها من الغاز الروسي، ضمن عقوبات فرضتها الدول الغربية ضد موسكو خاصة صادراتها من النفط بسبب الحرب في أوكرانيا.

منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا باتت الجزائر، وهي من بين أكبر عشرة منتجين للغاز في العالم، محاورا مرغوبا للغاية للأوروبيين الساعين إلى تقليل اعتمادهم على الغاز الروسي.

لكن أكدت الرئاسة الفرنسية أن الغاز الجزائري "ليس موضوع الزيارة".