مأساة ما بعدها مأساة.. وحالة من الحزن على وجه الصغير والكبير، وتفاؤل تحول إلى فاجعة.. تلك هى تفاصيل ما تعيشه أسرة هالة ابنة المنوفية التي تعرضت لواقعة مأساوية جعلتها تدخل في غيبوبة منذ 36 يوما لم تفق منها حتى اليوم.

لم يخطر في بال الأسرة الصغيرة المكونة من الزوجة "هالة صالح"، صاحبة الـ24 عاما، وزوجها إبراهيم عبد العظيم، أبناء قرية شبرا زنجي بمحافظة المنوفية، أن رغبتهما في إنجاب طفل ثانٍ سيكون مصيرها الدخول في غيبوبة تصل إلى 36 يوما حتى اليوم، وأن تكون الزوجة بين الحياة والموت ما لم يتدخل القدر لإنقاذها.

تزوجت "هالة" منذ 3 سنوات وأنجبت طفلا عمره الآن عامان، وأرادت أن تنجب مرة أخرى وبالفعل حملت في طفلها ولكنه لم يكتمل، حيث توفي في عمر 50 يوما وكان حملا عنقوديا، فنصحه أحد الأطباء بإنزال الجنين حتى لا يضر الأم، حتى حدث ما لم تتوقعه الأسرة.

تفاصيل واقعة الإهمال الطبي

تفاصيل الواقعة كشفها إبراهيم محمد عبد العظيم، من أبناء محافظةالمنوفية، الذي يجلس بجوار زوجته التي فقدت الوعي منذ 36 يوما، ويقول إن زوجته حملت في طفل ولكن الروح لم تنزل إليه وكان كيس الحمل فارغا فنصحه أحد الأطباء بإنزال الجنين من أجل صحة الأم، موضحا أن أحد الأطباء أكد له أن الموضوع بسيط وأن زوجته تحتاج إلى علاج بـ 400 جنيه من أجل إنزال الجنين.

ذهبت الأسرة إلى أحد المراكز الخاصة لدى طبيبة معروفة بمركز الباجور، والذي أكد أن زوجته تحتاج إلى عملية كحت وتنظيف وهي عملية بسيطة تكلفتها 2000 جنيه، وأن العملية الجراحية لن تستغرق 10 دقائق، حتى دخلت الزوجة غرفة العمليات لتستمر العملية أكثر من 3 ساعات.

وقال الزوج، إنه بعد خروج زوجته من غرفة العمليات وإفاقتها، أكدت أن بطنها بها آلام شديدة قائلة: "بطني فيها حاجة غلط"، موضحا أنهم خرجوا إلى منزلهم وما زالت شكوى زوجته مستمرة من انتفاخ بطنها والآلام المستمرة.

رد الطبيبة على معاناة المريضة

وأوضح أنه ذهب إلى الطبيبة وقالت له: "مراتك بتتدلع علشان سنها صغير"، مؤكدا أنه مع زيادة الآلام ذهب بها إلى مستشفى الباجور الذين أكدوا أن زوجته لديها نزيف في البطن وقطع في الأمعاء والمستقيم، ولا بد أن يتوجه بها إلى مستشفى الجامعة.

وأكد، أنه توجه بها إلى المركز الخاص الذي أجريت فيه العملية، وتم احتجازها في العناية المركزة وتم استدعاء طبيب جراحة، وأكد أن زوجته لديها قطع في المستقيم وتحتاج إلى عملية تحويل مسار لمدة ١٠ أيام، وأكدت الطبيبة أنها ستتكفل بكل المصاريف.

وأضاف أنه رفض التوقيع على إقرار بأن زوجته وصلت إلى المركز تعاني من قطع بالمستقيم وحالتها سيئة، حيث قام بالاتصال بالنجدة التي حضرت لتحرير محضر بما حدث.

وقال إن الدكتورة تعهدت بعلاج زوجته وتم نقلها إلى مستشفى الجامعة بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية وفوجئوا بأنهم يطالبونه بتوقيع ٤ إقرارات، منها إقرار بالوفاة وإقرار قطع بالرحم وآخر قطع بالمستقيم وقطع بالأمعاء، حيث قام بإجراء العملية وخرجت زوجته إلى العناية المركزة.

وأضاف أن زوجته أصيبت بتسمم في الدم وتوقف في عضلة القلب وتم احتجازها في العناية ١١ يوما، وبعد تحسن الحالة خرجت إلى حجرة عادية، ولكنهم فوجئوا بأن الجرح فتح وتم استدعاء الطبيبة مرة أخرى وتم إجراء جراحة مرة أخرى ولكن كانت الحالة تسوء.

وأوضح أن الطبيبة قامت بنقل زوجته إلى مستشفى خاص بمدينة شبين الكوم مع التكفل بجميع المصاريف ولكنهم خلفوا وعدهم وأكدوا له أن تكلفة المستشفى ٥٠ ألف جنيه، وساومته الطبيبة للتنازل عن حق زوجته، إلا أنه رفض وقام بتحرير محضر في قسم الشرطة.

وشدد على أنه لن يتنازل عن حق زوجته، مشيرا إلى أنه قام بنقل زوجته إلى مستشفى الهرم العام من أجل علاجها، حيث دخلت في غيبوبة من ٣٦ يوما وتفوق وتعود إلى غيبوبتها مرة أخرى.