"كان حنين أوي.. كان أب وأخ وصديق وزوج صالح.. كان خير سند وخير صاحب.. اتخطف مني ميغلاش على المولى.. في الجنة ونعيمها يا محمد"، بهذه الكلمات بدأت أم يوسف، زوجة محمد غريب فتحي، شهيد الشهامة بسوهاج، الذي ضحى بروحه من أجل إخماد نيران حريق نشب بمنزل مكون من طابقين بشارع مرزوق بمركز جرجا جنوب المحافظة، وامتد لعدد من المنازل المجاورة، حديثها مع موقع “صدى البلد”.
وأوضحت أم يوسف، أن شهيد الشهامة كان حسن الخُلق لين القلب، طيب اللسان، وكان يتمنى أن ينتقل إلى رحمة الله تعالى شهيدًا أثناء أدائه الخدمة العسكرية، ونالها أثناء محاولته إخماد النيران المُشتعلة بأحد منازل شارع مرزوق دائرة مركز شرطة جرجا جنوب محافظة سوهاج.
الساعات الأخيرة في حياة محمد غريب
واستكملت حديثها عن يوم الواقعة، قائلة: "كانت حوالي الساعة 12 كان دوبه داخل البيت ودوبي محضرة له العشا وخلاص هناكل، ملحقش يدوق أول لقمة يا حبة عيني، سمع صوت الصراخ سأل فيه إيه قالوا له حريق في الشارع اللي ورا، ساب الأكل وجري عشان يساعد الناس وينقذ أرواحهم ويموت هو ويَتم ابننا وسابني لوحدي في الدنيا.. أول مرة أطلع لوحدي في حياتي لما جريت وراه على المستشفى وبص لي بصة الوداع".
هكذا وبنبرة يملؤها الحزن والأسى، وبعينين جفت دموعهما من كثرة البكاء، وبصوت يطغى عليه الوجع، وبقلبًا مُحطم تحطيمًا، قصت علينا زوجة شهيد الشهامة بسوهاج، تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة رفيق عُمرها محمد غريب فتحي، والذي لقي مصرعه؛ إثر سقوط سور بلكونة المنزل المُشتعِل به، حيث كان يجلس أعلاه ويسكب المياه على النيران في محاولة منه لإخمادها.
وأشارت أم يوسف، إلى أن محمد غريب، البالغ من العُمر 27 عامًا، ترك طعامه وسفرة العشاء وذهب مُسرعًا إلى الشارع المجاور له؛ ليُساعد قاطني المنزل في الخروج منه وإطفاء نيران الحريق قبل امتدادها، إلا أن قدره كان الاستشهاد بعدما أنقذ حياة أكثرية سكان الشارع، وأصبح اليوم قصة فخر يحكيها أهالي المنطقة بأكملها.
وتُناشد الأم العشرينية تكريم زوجها الشهيد محمد غريب فتحي، عن طريق تقديم جميع سُبل الرخاء لها ولطفلهما يوسف محمد غريب، البالغ من العُمر ثلاث سنوات، والذي أطفأ شموع عامه الثالث، والده قبل وفاته بـ48 ساعة فقط، "الظروف كانت ضيقة ورغم كده صمم يعمل عيد ميلاد يوسف من كام يوم، مكناش نعرف إنه آخر عيد ميلاد يحضره معانا حبة عيني.. نفسي في بيت كويس ليا ولابني ونفسي ابننا يتعلم".
تفاصيل الواقعة
وتعود أحداث الواقعة عندما لقي الشاب محمد غريب فتحي، البالغ من العُمر 27 عامًا، مصرعه، مُتأثرًا بإصابته، أثناء محاولته إخماد نيران الحريق الذي نشب في منزل مكون من طابقين، بشارع مرزوق دائرة مركز شرطة جرجا، جنوب محافظةسوهاج.
وتلقى اللواء محمد عبد المنعم شرباش، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور مركز شرطة جرجا يفيد بنشوب حريق بمنزل مكون من طابقين بشارع مرزوق دائرة المركز؛ ما نتج عنه مصرع الشاب العشريني محمد غريب فتحي، أثناء محاولته إخماد النيران.
وعلى الفور تم الدفع بسيارتي إطفاء إلى مقر الواقعة؛ لإخماد النيران المُشتعلة، وجارٍ التعامل مع الحريق بمعرفة قوات الحماية المدنية، ومُحاصرة النيران قبل امتدادها إلى بقية المنازل المجاورة.
حُرر المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيقات.