قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بعد نصف عام من الحرب.. ماذا حقق بوتين في أوكرانيا؟

بعد نصف عام من الحرب.. ماذا حقق بوتين في أوكرانيا؟
بعد نصف عام من الحرب.. ماذا حقق بوتين في أوكرانيا؟
×

دخلت الحرب الروسية الأوكرانية، شهرها السابع، ولا يزال هناك تفاوت في وجهات النظر في المعسكر الغربي حول نوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحقيقية.

وفي بداية الحرب بدا أن روسيا كانت تحضر لعملية عسكرية خاطفة، شبيهة بتلك التي تمت في شبه جزيرة القرم، عبر إرسال آلاف المدرعات والجنود باتجاه العاصمة كييف، وثاني أكبر المدن، خاركيف، التي تقع إلى الشرق، وأيضاً باتجاه ميكولاييف في الجنوب.

واستبقت روسيا التقدم العسكري بضربات صاروخية بعيدة المدى مستخدمة أسلحة فرط صوتية تباهى بها بوتين مراراً.

وعارض التحرك العسكري الضخم على ثلاثة محاور أساسية ما قاله بوتين الذي أعلن في كلمة من المرجح أنها كانت مسجلة وتم بثها فجر الـ 24 من فبراير 2021 بدء العملية العسكرية الخاصة ضدّ القوميين والمتطرفين الأوكرانيين في دونباس، التي كانت أجزاء منها تخضع لسيطرة الانفصاليين منذ 2014.

وقال بوتين آنذاك إن "المواجهة لا مفرّ منها".

أهداف روسيا

في بداية الغزو كان واضحاً أن روسيا تخطط لعزل فولوديمير زيلينسكي المؤيد للغرب، وأن هناك رغبة لدى موسكو في إعادة كييف إلى الكنف الروسي بعدما طرد الرئيس السابق الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش في 2014.

وتوقع البعض انتهاء المعارك بداية في تاريخ التاسع من مايو، وهو يوم النصر على النازية في الحرب العالمية الثانية التي يسمّيها الروس "الحرب الوطنية العظمى"، غير أن المهمة العسكرية الروسية لدخول كييف فشلت فشلاً ذريعاً بعدما واجه الجيش الروسي مقاومة أوكرانية عنيفة، كما عانت القوات الروسية من مشاكل لوجستية كبيرة وأخرى في الاتصالات خصوصاً.

وفرض الغرب عقوبات اقتصادية قاسية على روسيا، جعلتها في عزلة دولية أكبر، كما دعم القسم الأكبر من الدول الغربية الأوكرانيين بالسلاح والمال وأمن لها أيضاً الدعم الإنساني، فردّت موسكو بسلاح الطاقة والغذاء.

وكان من المنتظر انهيار الاقتصاد الروسي بشكل سريع ولكن روسيا دعمت اقتصادها بموارد الطاقة، وفرضت قيوداً مصرفية، ما أدى إلى دعم الروبل وتقويته مقابل الدولار.

ومع تعرض أرتال الدبابات الروسية للقصف والدمار على مشارف كييف وخاركيف، وعدم قدرة طيرانها على فرض سيطرة كاملة على المجال الجوي الأوكراني، أعلنت روسيا في وقت لاحق تغييراً في عملياتها العسكرية والتركيز على "تحرير دونباس" بحدودها الإدارية.

وأظهر الانسحاب من محيط كييف الثمن الباهظ الذي دفعه مدنيون أوكرانيون في الحرب، حيث اكتشفت مقابر لمدنيين وفظائع، خصوصاً في ضاحيتيْ بوتشا وإيربين، ما أدى إلى إدانات دولية واسعة.

ونجح الجيش الروسي بعد معارك ضارية من فرض سيطرته على منطقة لوجانسك وتقدم قليلاً في دونيتسك، كما سيطر على قسم من مقاطعتي خيرسون وزابوريجيا، الأمر الذي مكّنه من إغلاق موانئ أوكرانيا،باستثناء ميناء أوديسا، وتنظيم الخطوط البحرية في البحر الأسود.

وأمنت السيطرة على سواحل البحر الأسود، حتى لو لم تكن كاملة، تفوقاً للجيش الروسي في الجنوب، الذي دفع بالأوكرانيين أكثر إلى الشمال، بعيداً من شبه جزيرة القرم. وتعتمد أوكرانيا بشكل كبير على تجارتها البحرية من أجل التصدير، خصوصاً منتجاتها الزراعية، التي احتجزتها روسيا حتى توقيع اتفاق إسطنبول بمشاركة تركيا والأمم المتحدة.

خسائر روسيا

لم تكشف روسيا إلا مرتين عن عدد قتلاها خلال الحرب، حيث قالت في أوخر مارس إنها خسرت أكثر من 1800 جندي بقليل، بينما قالت أوكرانيا أمس الثلاثاء إنها خسرت نحو 9 آلاف.

وكان مسؤول كبير في البنتاغون قدّر الأسبوع الماضي الخسائر الروسية من 70 إلى 80 ألف عسكري، بين قتيل وجريح.

وقالت أوكرانيا إنها دمّرت آلاف المدرعات الروسية ومئات الطائرات فيما أعلنت روسيا طوال أشهر، ولفترة شبه يومية مقتل مئات "القوميين الأوكرانيين" وتدمير "عشرات الطائرات والمسيرات" التابعة للقوات الأوكرانية

ومن الصعب جداً التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل في حرب ضروس، دمرت مدناً كبيرة نسبياً بشكل شبه كامل مثل ماريوبول وسيفيرودونيتسك وخاركيف.

غير أن الخسائر لم تقتصر فقط على الجيش. سياسياً، أخرج الغزو الروسي حلف شمال الأطلسي من حالة "الموت السريري" التي كان يمرّ بها بحسب تعبير الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. لقد تخلت دولتان محايدتان تاريخياً وهما فنلندا والسويد عن الحياد، وطلبتا رسمياً الانضمام إلى المنظمة، بانتظار موافقة تركيا التي حافظت، رغم كل شيء، على علاقات جيدة مع روسيا.

من جهتها، أعلنت أوكرانيا، في وقت سابق، أنها لن تسعى إلى الانضمام إلى الناتو، ولكنها قدمت ملف عضويتها إلى الاتحاد الأوروبي، وهو انضمام قد يتطلب عشرات السنين، بحسب ماكرون.