قال تقرير لصحيفة “لوفيجارو” الفرنسية، إن روسيا تمارس ضغوطًا على ألمانيا وابتزازها بملف الغاز، بهدف فك ارتباطها بالاتحاد الأوروبي.
وقال التقرير إن ”ألمانيا باتت الحلقة الأضعف في الاتحاد الأوروبي اليوم“، مضيفا أن ”برلين تثير استياء الأوروبيين من خلال مواصلة اعتمادها بشكل كبير على الغاز الروسي، خلافًا لتوجهات الاتحاد الذي فرض عقوبات على موسكو منذ بدء حربها على أوكرانيا“.
وأشار إلى أن ”موسكو تأمل من خلال مشروع خط أنابيب الغاز نورد ستريم 1 الذي يربط روسيا بألمانيا فك ارتباط برلين بالجبهة الأوروبية“.
ولفت التقرير إلى أن العطل الذي أصاب ”توربينات الغاز“ التي تم إصلاحها مؤخرًا في كندا، وهي جزء مهم لتشغيل خط الأنابيب بكامل طاقته.
وقالت ”لوفيجارو“ إن ”التوربينات الغازية تم حظرها في ألمانيا لعدة أسابيع، وقد تصدرت القضية عناوين الصحف، حيث أظهرت مخاوف السكان المتزايدة في مواجهة أزمة الطاقة الحادة التي تهدد ألمانيا إذا توقفت إمدادات الغاز الروسي“.
وأضافت: ”بالنسبة إلى موسكو، فإن ألمانيا، الدولة التي كانت لفترة طويلة لأسباب تاريخية واقتصادية شريكها الرئيس في أوروبا، هي الآن حلقة ضعيفة من الضروري الضغط عليها لغرض محدد: إخراج الدعم الغربي لكييف عن مساره“.
ونقلت عن فيودور لوكيانوف، رئيس تحرير قسم الشؤون العالمية في مجلة ”روسيا“ وأحد أفضل المتخصصين المطلعين في السياسة الخارجية أن ”الحرب الاقتصادية لا تحيد عن طبيعتها اقتصادية، ومن الطبيعي أن تتصرف روسيا بالطريقة الأكثر ربحًا وفاعلية بالنسبة لها في ظل الظروف الحالية“.
وأضاف لوكيانوف، الذي يرأس فريق الخبراء التابع لمجلس السياسة الخارجية والدفاع لروسيا، أن ”موسكو تسعى، بالطبع، إلى الاستفادة من اعتماد ألمانيا في مجال الطاقة عليها“.
وأشار إلى أن ”مبادرة قطع العلاقات الاقتصادية لم تأتِ من روسيا بل من ألمانيا و أوروبا، ومن الغريب في هذه الظروف أن نتوقع من موسكو أن تفي بالتزاماتها“.
وتؤكد شركة ”جازبروم“ النفطية الروسية العملاقة أنه ”بدون التوربينات الشهيرة لا يمكن لخط الأنابيب العمل بشكل طبيعي، ما أدى إلى تقليل الإمدادات إلى خُمس سعة خط الأنابيب، ونتيجة لذلك قفز سعر الغاز بنسبة 20 %.
واعتبر التقرير أن ”المستشار الألماني أولاف شولتس بات محاصرًا بين قلقه على أوروبا وتضامنه مع كييف في وجه فلاديمير بوتين، واهتمام مواطنيه باقتراب فضل الشتاء، والمخاوف التي ترافق ذلك من نقص إمدادات الغاز“.
وأكدت ”لوفيجارو“ أنه ”وراء هذا الخلاف تلوح في الأفق قضية أخرى، وهي إعادة إطلاق مشروع خط نورد ستريم 2 الذي تريده موسكو والذي سيكون له قيمة رمزية“.
واعتبرت أن هذا المشروع ”ثعبان بحري“ مثير للجدل لأنه يهدف إلى زيادة اعتماد أوروبا على الغاز الروسي.
وتم تعليق المشروع أخيرًا من قبل برلين تحت ضغط من حلفائها الأوروبيين، في فبراير الماضي، قبل يومين من بدء ”العملية العسكرية الخاصة“ في أوكرانيا.
وأضافت الصحيفة الفرنسية أن ”هذا الملف أثار انقسامات داخل ألمانيا، حيث طالبت بعض الشخصيات باستئناف المشروع، منها المستشار السابق غيرهارد شرودر، بينما يعارض نائب رئيس البرلمان الألماني وولفجانج كوبيكي بشدة هذا التوجه“.