الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عباس شراقي يكشف الحقائق في حوار لـ صدى البلد: سيناريو كارثي لانهيار سد النهضة ينذر بطوفان في السودان.. وإثيوبيا لا تستطيع بيع مياه النيل لدول أخرى

عباس شراقى فى ضيافة
عباس شراقى فى ضيافة صدى البلد

عباس شراقى لصدى البلد :

  • الدولة  المصرية لم تجعل المواطن يشعر بمخاطر سد النهضة 
  • تخزين  المياه خلف السد تخصم من الحصة المصرية 
  • معالجة 9 مليارات متر مكعب من المياه كلف مصر 63 مليار جنيه
  • بسبب ترشيد المياه تم زراعة 11 مليون فدان  بدلا من 6 ملايين

سد النهضة من القضايا الهامة التى يلقي الضوء عليها خلال هذه الفتره خاصة بعد الملء الثالث للسد، بالإضافة إلى مواصلة إثيوبيا  تعنتها، كما يعتبر سد النهضة من المشروعات المائية الكبرى داخل قارة أفريقيا، والذي تتولى إنشاءه وإدارته الحكومة الإثيوبية، ويقع على الخط المائي الرئيسي لكل من مصر والسودان"يطلق عليهما دولتي المصب"، وهو النيل الأزرق.

لذلك قام موقع صدى البلد بإجراء حوار مع خبير الموارد المائية الدكتور عباس شراقى ، لمزيد من توضيح الموقف الحالى لمصر وكيف يمكن الاستفادة من مؤتمر المناخ القادم في شرم الشيخ .

ما هي مخاطر سد النهضة على مصر، خصوصا أن هناك عشوائية في البناء؟

سد النهضة هو مشروع لتخزين المياه، وأي كمية تخزن خلف السد تخصم من الحصة المصرية سواء كان تخزين أول أو ثاني أو ثالث، مؤكدا أن هذا العام تم تخزين حوالى 9 مليارات متر مكعب "أي إيراد مصر من المياه هذا العام سيقل 9 مليارات"، وهذا "يعتبر ضررا كبيرا".

وفي حالة استخدام هذه المياه التي تم تخزينها في الزراعة كانت تعود بعائد قيمته 9 مليارات دولار، مشيرا إلى أن إثيوبيا تدعي بعد هذا التخزين أنها لم "تضر مصر".

وأشار خبير الموارد المائية إلى أن مصر تقوم بمعالجة مياه الصرف بالمليارات لتوفير مياه النيل، لذلك هناك خسارة مائية واقتصادية، بالإضافة إلى أن سياسة فرض الأمر الواقع شيء مرفوض لأن النيل الأزرق نهر دولي يبدأ بإثيوبيا ويمر بالسودان ومصر، وبالتالي له قواعد عند إنشاء مشروعات مائية عليه.

كما من ضمن هذه القواعد دراسة المخاطر وأضرار هذا المشروع، ففي حالة وجود ضرر جسيم فيمنع هذا المشروع، وهذا حدث عندما قالت إثيوبيا إنها قامت بتخزين 22 مليار متر مكعب "وهذا ضرر جسيم لأن هذه المياه كانت من نصيب مصر".

الدول الكبيرة عند حدوث مشكلة اقتصادية لا تجعل المواطن يشعر بهذه المشكلات وهذا ما حدث من مصر، فقد حدث في مصر خسارة مائية ولكن الحكومة لم تجعل المواطن يشعر بهذه الخسارة، حيث قامت الدولة بعدة مشروعات مثل محطات معالجة المياه، ومنها محطة بحر البقر "تقوم بمعالجة المياه لإعادة استخدامها ولتوفير مياه النيل وتزيد من الاحتياطي"؛ لأن من الممكن أن يكون هناك سنوات جفاف".

كما أن تخزين المياه في السد العالي كلف مصر عشرات المليارات، وأن المياه الموجودة به ليست مجانية ولكنها كلفت مصر مبالغ هائلة، معقبا: "ليس من حق إثيوبيا أن تقول مصر لديها مخزون من المياه وليس من حقها أن تحدد إذا كان هذا التخزين يلحق الضرر بمصر أم لا؟".

وتخزين 9 مليارات متر مكعب يعني 9 مليارات دولار، مشيرا: "مصر تعالج المتر من مياه الصرف الزراعي بـ 7 جنيهات، وفي حالة معالجة 9 مليارات متر مكعب ؛ فإن هذا يكلفنا 63 مليار جنيه، وتلك أضرار كبيرة".

 

الدكتور عباس شراقى 

كيف يمكن أن يؤثر الملء الثالث على نصيب مصر من مياه النيل؟  وهل يمكن أن تبيع إثيوبيا المياه لدول أخرى؟ 

 إن إثيوبيا هذا العام قامت بتخزين حوالى 9 مليارات متر مكعب أي إيراد مصر من المياه هذا العام سيقل 9 مليارات و هذا ضرر كبير على مصر .

وأوضح “ شراقى ” ، أن إثيوبيا لم تقدر على بيع المياه لدول أخرى، لأن جميع الدول المجاورة لديها مياه مثل السودان وغيرها من الدول فلا يوجد سوى  مصر التى تشترى المياه و هذا ليس من الممكن أن  يحدث، لأن  مصر لديها مخزون مياه موجود بالسد العالى، مؤكدا على أن إثيوبيا فى وقت من الأوقات ستقوم بصرف المياه التى خزنتها إجباريا لأنها دولة حديثة لا تمتلك بحرا أو صحراء ترمى فيها المياه أو أراضى زراعية تستفيد بها فى الزراعة .

 فى النهاية بعد أى تخزين لابد من صرف المياه لأنها  أمطار ومياه جديدة تأتى بكميات أخرى فستكون فى وضع حرج تحتاج فيه إلى صرف المياه و بالتالى مصر لديها مياه تعوض التخزين لحين فتح إثيوبيا السد. 

 موسم الفيضان يبدأ خلال أغسطس الحالي، ويصل إلى الذروة خلال هذه الأيام، مدى تأثر مصر بسبب سد النهضة؟

فى الحقيقة أن موسم الفيضان يبدأ بداية من شهر يوليو وينتهى آخر سبتمبر ، كما يوجد بعض الأمطار خلال شهر أكوبر لذلك نعتبر شهر أغسطس هو منتصف الموسم و هو الشهر الأكثر فى الأمطار ، مؤكدا على أن إثيوبيا قامت بالملء الثانى خلال شهر يوليو وأول 11 يوم من شهر أغسطس أى ما يقرب من نصف الموسم أى يعنى أن إثيوبيا قامت بقطع الماء عن مصر والسودان نصف الموسم وهذا يعتبر ضررا كبيرا بسبب حجز الماء . 

كان من الممكن أن نتحمل الضرر إذا كان هناك اتفاق و تشاور لكن بدون اتفاق غير مقبول ، مشيرا إلى أن قامت إثيوبيا بتشغيل التوربين و يوجد تصريف مياه إلى مصر فهذا مرفوض رفضا تام لأن التخزين أو التشغيل يجب أن يكون مبنى على تنسيق بين الثلاث دول . 

خبير الموارد المائية 

 

ما هي الحلول المتاحة خصوصا في ظل إصرار مصر على الحل التفاوضي؟ وكيف يمكن أن تتعاون السودان مع مصر في هذا الملف؟

إن مصر والسودان طرف واحد وإثيوبيا الطرف الآخر وهى طرف دولة منبع ومصر والسودان دولتى مصب ولذلك يجب توحيد الموقف بينهما لأن الأضرار تقع على الدولتين والسودان بشكل أكبر حيث السودان هى الدولة المجاورة أى تخزين أو أى تصريف مياه تكون هى فى الصدارة و أى ضرر يقع يكون لديها بشكل أكبر وعندما يصل إلى مصر يكون يقع بشكل أقل . 

لذلك يجب على مصر والسودان أن يتحدوا سويا ولو كان هذا موجود منذ 10 سنوات كانت القضية انتهت خلال السنة الأولى أو الثانية ولكن السودان خلال تلك الأيام كان لديه موقف سياسى و الوقت الأخر يقول أنه وسيط بالرغم من أنه طرف أصيل ومتضرر أكثر من مصر و فى حالة أنهيار السد سيقع عليه أضرار كثيرة  . 

بالإضافة  إلى أن السودان لأسباب سياسة أخرى كانت تأخذ الموقف المؤيد لأثيوبيا ، مشيرا إلى أن خلال عام 2020 فى واشنطن وقعت مصر بالأحرف الأولى على مسودة الاتفاق وإثيوبيا تغيبت هذا اليوم ، و بالتالى السودان رفضت التوقيع بسبب غياب إثيوبيا و لو كانت السودان كانت وقعت أصبحت إثيوبيا فى موضع حرج . 

مصر وقعت على إتفاق كان فيه طرق التخزين الأول و الثانى و الثالث و نقاط عديدة أخرى، الأن إثيوبيا بتدعى أن التخزين تم بناء على توقيع مصر، فكيف يتم إلزام مصر بالتوقيع وإثيوبيا رفضت التوقيع ومعنى أن إثيوبيا رفضت التوقيع يعتبر الاتفاق لاغيا. 

 

الدكتور عباس شراقى فى ضيافة صدى البلد 

كيف يمكن أن تستغل مصر مؤتمر المناخ القادم في شرم الشيخ "كوب 27" في نوفمبر لشرح أزمة التغير المناخي ؟ وتأثيراته ومن بينها الجفاف إلى جانب أزمة المياه؟

ما يحدث فى حوض النيل على مدار الأزمنة مختلف، هناك سنوات مطيرة و سنوات جافة وهذا الأمر الطبيعى، ما يحدث الآن من عام 1988 إلى اليوم سنوات أمطار غزيرة ولا يوجد سنوات جفاف بعد عام 1988 . 

“ربط التغيرات المناخية هل تؤثر على الجفاف أم لا ” ربما فى المستقبل يمكن أن يحدث، أما عن استغلال القمة المناخية هناك مجالات كثيرة يمكن الحديث عنها مثل إذا ارتفع منسوب سطح البحر يؤثر على الدلتا، عند زيادة درجة الحرارة عملية البخر بتزيد، مؤكدا على أن اجتماع 150 رئيس دولة مجتمعين فى مصر فرصة نعرض قضيتنا نحن ليس ضد التنمية فى إثيوبيا وليس ضد السد ولكن نحن ضد مواصفاته المبالغ فيها من 11 مليار إلى 74 مليار متر مكعب ، هذه الكتلة المائية عبارة عن قنبلة مائية يمكن أن تتسبب فى طوفان على السودان ويمكن أن تؤثر على السد العالى . 

خبير الموارد المائية عباس شراقى 

 

دول العالم تلجأ حاليا إلى ترشيد المياه لمواجهة الجفاف، كيف يمكن ترشيد المياه في مصر؟

ترشيد المياه موجود فى مصر بشكل كبير وهذا السبب الرئيسى فى وجود إحتياطى جيد فى السد العالى ، نقوم بتحديد مساحة الأرز ، و نقوم بزراعة بنجر السكر لتقليل المياه . 

كما نقوم بتبطين الترع للحفاظ على المياه ، بالاضافة إلى المشروعات الزراعية مثل المليون ونصف فدان و مشروع مستقبل مصر كما نقوم بتطوير عملية الرى بدلا من الغمر نقوم بعمليه الرى بالرش أو التنقيط و المياه التى يتم توفيرها نستخدمها فى مشاريع زراعية جديدة و لذلك نقوم الأن بزراعة ما يقرب من 11 مليون فدان بدلا من 6 ملايين فدان.