سد النهضة … مازالت القضية تثير اهتمام جميع المصريين خاصة بعد حدوث الملء الثالث للسد، وتعمل الدولة المصرية جاهدة من أجل التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يضمن حقوق الدول الثلاث مصر والسودان وأثيوبيا، فضلا عن عدم اتخاذ قرارات أحادية الجانب من شأنها الإضرار بدول المصب.
بيع إثيوبيا المياه لدول أخرى
أوضح الدكتور عباس شراقى خبير الموارد المائية ، كيف يمكن أن يؤثر الملء الثالث على منسوب مصر من مياه النيل وهل يمكن أن تبيع إثيوبيا المياه لدول أخرى.
وقال الدكتور عباس شراقى خلال تصريح لصدى البلد ، إن إثيوبيا هذا العام قامت بتخزين حوالى 9 مليارات متر مكعب أي إيراد مصر من المياه هذا العام سيقل 9 مليارات و هذا ضرر كبير على مصر .
وأوضح “ شراقى ” ، أن إثيوبيا لم تقدر على بيع المياه لدول أخرى، لأن جميع الدول المجاورة لديها مياه مثل السودان وغيرها من الدول فلا يوجد سوى مصر التى تشترى المياه و هذا ليس من الممكن أن يحدث ، لأن مصر لديها مخزون مياه موجود بالسد العالى ، مؤكدا على أن إثيوبيا فى وقت من الأوقات ستقوم بصرف المياه التى خزنتها إجباريا لانها دولة حديثة لا تمتلك بحرا أو صحراء ترمى فيها المياه أو أراضى زراعية تستفيد بها فى الزراعة .
وأشار خبير الموارد المائية: فى النهاية بعد أى تخزين لابد من صرف المياه لأنها أمطار ومياه جديدة تأتى بكميات أخرى فستكون فى وضع حرج تحتاج فيه إلى صرف المياه و بالتالى مصر لديها مياه تعوض التخزين لحين فتح إثيوبيا السد.
الوقت النهائي لاكتمال سد النهضة
وحول المدة المتبقية لإتمام عملية اكتمال السد بكل مرافقه، قال كاسا إن "السد بمرافقه كافة سيكون مكتملا في غضون عامين ونصف".
تأتي تصريحات المسئول الإثيوبي بعدما أعلنت حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، البدء في الملء الثالث لسد النهضة دون اتفاق دولي، وأكثر من ذلك، بتشغيل التوربين الثاني لإنتاج الكهرباء من أصل ثلاثة عشر توربينا.
سياسة مصر المتوازنة
وعلى ضوء عدم وصول المفاوضات بين الدول الثلاث إلى النتائج المرجوة بعد مرور سنوات من المفاوضات المباشرة منذ التوقيع على اتفاق إعلان المبادئ في ٢٠١٥، تؤكد مصر دومًا على أن الوضع بحاجة إلى ايجاد دور دولي فاعل لتجاوز الموقف الحالي، وتقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث، والتوصل لاتفاق عادل ومتوازن يقوم على احترام مبادئ القانون الدولي الحاكم لإدارة واستخدام الأنهار الدولية، والذي يتيح للدول الاستفادة من مواردها المائية دون الإضرار بمصالح وحقوق الأطراف الأخرى.
خروقات إثيوبيا
وعلى الرغم من أن منطق الامتلاك للمياه غير سائد في عالم يعي أن لكلا طرفي المنبع والمصب حقوقاً بحكم الجغرافية الكونية، فإن واقع الحال أن إثيوبيا تواصل بعناد رغم كل أزماتها وحروبها المضي في مشروعها، وفق ما ذكر مراقبون في صحيفة اندبندنت البريطانية.