أجرى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، حوارا مع الشباب المشاركين في "ملتقى لوجوس الثالث للشباب 2022"، بمقر الحكومة بمدينة العلمين الجديدة، بحضور قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية؛ والسفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، وعدد من الأساقفة وقيادات الكنيسة.
وتوجه أحد الشباب بسؤال للدكتور مصطفى مدبولي عن سر الاهتمام بمدينة العلمين الجديدة، وردا على ذلك، أوضح رئيس الوزراء أن الحكومة المصرية لديها خطط للاستفادة من شواطئها الساحلية أفضل استغلال على غرار ما يحدث في أوروبا.
وأضاف: "أن الحكومات المصرية المتعاقبة منذ الثمانينات كانت قد خططت لأن يكون الساحل الشمالي عبارة عن مجموعة من المنتجعات السياحية، وكانت هذه المشروعات غير ملحقة بأي أنشطة اقتصادية، إذ كانت تعمل هذه المنتجعات خلال شهور الصيف فقط.
وتابع: من هنا كان التوجه لإقامة المدن الجديدة، ومن بينها مدينة العلمين الجديدة؛ لتكون مجتمعا عمرانيا جديدا يجذب الشباب للسكن والعيش فيه بدلا من البناء على الأراضي الزراعية، إلى جانب إقامة العديد من الأنشطة الاقتصادية التي تدر عائدا كبيرا للاقتصاد المصري، ومنها إنشاء ميناء لوجيستي لربط مصر بشكل أكبر بأوروبا، وهذا كله بالإضافة إلى النشاط السياحي بالمدينة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة أيضا ستنشئ أكثر من مدينة في الساحل الشمالي ومن بينها "رأس الحكمة".
وانتقل الدكتور مصطفى مدبولي بعد ذلك إلى الإجابة عن سؤال يتعلق بجهود الدولة المصرية لجذب المصريين في الخارج والاستفادة من خبراتهم، موضحا أن الحكومة تتبنى أكثر من مشروع لهذا الغرض، فعلى سبيل المثال تعمل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على مجموعة من البرامج لخلق كوادر في مجال تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، والاستفادة من الشباب المصريين الذين يعملون في هذا المجال في شركات عالمية، خاصة أن هذا القطاع زادت أهميته بصورة كبيرة بعد أزمة "كورونا".
وأضاف أن الحكومة أيضا تدعم قطاع الشركات الناشئة وريادة الأعمال واتخذت العديد من الإجراءات لتيسير تأسيس هذه الشركات، ومن بين هذه الإجراءات القرار الذي صدر مؤخرا بتخفيض قيمة رأس المال المطلوب لتأسيس شركات الشخص الواحد من 50 ألف جنيه إلى ألف جنيه فقط، فضلا عن تيسير الحصول على التمويل لهذا النوع من الشركات.
وردا على سؤال لأحد الشباب حول الوضع الاقتصادي الحالي للدولة المصرية، استعرض رئيس الوزراء أبرز الملفات الاقتصادية التي تعمل عليها الحكومة، موضحا أن مصر تبنت برنامج الإصلاح الاقتصادي وحققت بفضله معدلات نمو كبيرة لولا أزمتي "كورونا" والحرب الروسية الأوكرانية.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي إن الحكومة في مرحلة الاتفاقات النهائية بشأن تمويل جديد من صندوق النقد الدولي.
كما تطرق إلى الحديث عن أن الدولة المصرية تقدم دعما نقديا لـ 4 ملايين أسرة ( بواقع 16-20 مليون مواطن) من خلال برنامج "تكافل وكرامة"، وتم إضافة مليون أسرة جديدة مؤخرا للبرنامج.
وأضاف: مصر من الدول القليلة التي لا تزال تقدم الدعم التمويني ودعم السلع، وفي هذا السياق فإن الحكومة تنتج 270 مليون رغيف خبز مدعم يوميا، تكلفة الرغيف الواحد 80 قرش، تدعمه الدولة بـ 75 قرشا، فيما تبلغ تكلفته على المواطن 5 قروش فقط، لافتا إلى أن الدولة المصرية تتحمل 230 مليون جنيه يوميا هي قيمة دعم الخبز.
وتابع أن الدولة المصرية تتبنى عددا من برامج الإسكان الاجتماعي لمحدودي ومتوسطي الدخل بتكلفة مخفضة وتمويل ميسر، كما تطرق إلى أن الحكومة المصرية تنسق بشكل كامل مع البنك المركزي للتعامل مع أزمة التضخم العالمية آملين أن تأخذ هذه الأزمة مسار التعافي خلال الشهور القليلة المقبلة.
وفي رده على سؤال لأحد الشباب حول جهود الدولة المصرية في القطاع الطبي، قال رئيس الوزراء إن الحكومة المصرية لديها خطة لزيادة أعداد الخريجين من كليات الطب على مستوى الجمهورية.
وأضاف أن مصر تتمتع بكونها سوقا تتوافر فيه الأدوية بأسعار تنافسية إذا ما قارناها بأسعار الأدوية في الدول الأخرى، موضحا أن مصر بها 170 شركة تنتج مختلف الأدوية، وفي سياق متصل قامت الدولة بإنشاء مدينة الدواء لاجتذاب كبرى الشركات العالمية لتصنيع الأدوية المتقدمة.
وتطرق مدبولي في هذا الإطار للحديث عن المبادرة الرئاسية للقضاء على قوائم الانتظار من خلال العلاج على نفقة الدولة، حيث استطاعت الحكومة إجراء نحو 1.3 مليون عملية جراحية في 4 سنوات، بتكلفة 11 مليار جنيه، تنفيذا لتكليفات الرئيس، وتتنوع هذه العمليات بين زراعة الكلى وعمليات القلب وغيرها(تتكلف هذه العمليات في بعض الأحيان 600-700 ألف جنيه)، وجراحات الأورام.
وتناول رئيس الوزراء جهود الدولة المصرية لإنجاز المشروع القومي لتجميع وتصنيع مشتقات البلازما، وما يحظى به من اهتمام كبير من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.