عرفت الإبل في سيناء أخيرا طريقها للمشاركة في سباقات الهجن القومية والعربية ، وفرض هذا النشاط الجديد للإبل تعليم الأبناء والشباب على ركوب الإبل قبل أعدادها لتدخل سباقات الهجن، تحقيقا للجوانب الاجتماعية، خاصة وأن الوجاهة تلعب دورا كبيرا جدا في حياة البادية والفوز يمثل بالنسبة لهم الفخر والاعتزاز.
ويعود تاريخ سباقات الهجن إلى القرن السابع قبل الميلاد، حيث مارسها العرب منذ القدم، وأصبح مرتبطا بتراث وتاريخ العرب حتى أصبحت من الرياضات العالمية التراثية ومن الرياضات الجاذبة للمواطنين والسياح من مختلف دول العالم.
مصدر فخر واعتزاز
لذا فإن الابل أصبحت تشكل مصدر فخر واعتزاز للقبائل العربية، خاصة مربي الإبل ..حيث يقضي المربي جزءًا كبيرًا من وقته في إعدادها وتجهيزها لدخول سباقات الهجن خاصة صغارها لتحقيق مركز متقدم .
كما أن الابل الفائزة في سباقات الهجن لها قيمة عظيمة بين القبائل ,فهي الي جانب انها تعتبر مصدر فخر بالنسبة للقبيلة مشيرا إلى انه يتم تقديم عرض لشراء الجمل الفائز باكثر من 500 الف جنية ، لذا فان القبائل العربية تختار الهجانة بعد تدريبهم وإكسابهم الخبرة المناسبة لركوب الهجن والسير بها لمسافات طويلة .
أزهي عصورها
واكد عبد القادر مبارك، الصحفي والباحث في التراث السيناوي أن الهجن المصرية تعيش أزهى عصورها في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع انتشار الميادين في ربوع مصر، وإضافة محطات جديدة لإقامة السباقات وممارسة الرياضة.
وأردف أن رياضة سباقات الهجن تحظى باهتمام كبير "سواء في مصر أو على مستوى الدول العربية" باعتبارها أحد أهم المؤثرات الثقافية المرتبطة بتراث العرب والبادية العربية.
وتابع أن القيادة السياسية في مصر اهتمت بسباقات الهجن على الصعيدين الرسمي والشعبي حتى أصبحت إرثا تاريخيا يعكس الماضي والتراث الثقافي، وأصبح يمثل موردا اقتصاديا هاما في حياتهم للكثير من أصحاب الهجن .
٧ أشواط
وأشار سلامة ابراهيم، رئيس لجنة المسابقات في الاتحاد المصري للهجن، أن السباق التنشيطي الذي سيقام منتصف سبتمبر القادم، يضم ٧ أشواط علي الاقل ،وتمثل الهجن المشاركة اكثر من ١٥ قبيلة عربية من مختلفةمحافظات مصر المهتمة برياضة الهجن.، حيث سيتم رصد جوائز مالية قيمة للثلاثة الفائزين في جميع الاشواط.
وأكد أن السباق سيعمل علي الرواج السياحي لمحافظة شمال سيناء، الي جانب الرواج الإقتصادي للادوات الخاصة برياضة الهجن والمنتجات السيناوية من المشغولات البيئية اليدوية.
وأوضح ، أنه سيتم تنفيذ مهرجان تنشيطي للهجن على مضمار نادي العريش الرياضي المصري للهجن، منتصف شهر سبتمبر القادم ، استعدادا لاقامة سباق دولي بمشاركة عدد من الدول العربية وعدد من المحافظات المهتمة برياضة الهجن.
حيث سيقام علي هامش السباق عروض لفرقة العريش للفنون الشعبية، ومعارض للتراث السيناوي ،وامسيات ثقافية وشعري متنوعة بمشاركة ضيوف السباق.،بما يحقق تنسيط المهرجانات السياحية وعرض مفردات التراث السيناوي إلى جانب إقامة بيوت بدوية ومعارض للمنتجات البيئية وأنشطة حياة البادية اليومية خاصة صناعة الفراشيح وإعداد القهوة والشاي علي نار الحطب، وغيرها من الأنشطة التي تمثل تراث سيناوي أصيل.
وقالكليب راشد،إن موقع السباق توجد فيه منصة مشاهد رئيسية بالمدرجات لمشاهدة الهجن أثناء السباقات ومبنى ادارى متكامل من مكاتب وقاعة استقبال مخصصة لكبار الزوار، وسوق تجارى يضم 70 باكية، ومقرات لدواوين القبائل.
وأوضح أن نادى الهجن الرياضي المصرى أول نادى سباقات هجن في مصر تم إشهاره في أغسطس عام 1997، وعلى أرضه انطلقت السباقات ووصلت لكل محافظات مصر
وأقيمت سباقات هجن محلية ودولية ونظمت على أرضه القباءل العربية في سباقات الهجن العربية، واجهة لكل .أهل الهجن من مصر والوطن العربى وجمهور المتابعين .
وأضاف أن عودة نشاط سباقات الهجن لمدينة العريش سيضيف رواج للمدينة اقتصاديا وسياحيا.. لافتا إلى أن موقع السباقات يقع على بعد مسافة قريبة من وسط مدينة العريش وساحلها .السياحى.. حيث تتوافر الفنادق والشاليهات.
موضحا أن مضمار السباق في هذا المكان مخصص بعرض 20 مترا في طول 8 كيلومترات، ويعد الأطول من نوعه على مستوى ميادين السباقات في مصر.. بينما المساحة الإجمالية للموقع 4 مليون و750 ألف مترا مربعا .