أعلنت السلطات السودانية ، عن رفع حالة التأهب استعدادًا لفيضانات متوقعة هذا الأسبوع، بسبب هطول الأمطار الغزيرة، وارتفاع منسوب الأنهار في البلاد إلى أعلى مستوى سجّل منذ أكثر من سبعين عامًا.
وأظهرت مقاطع صوّرتها طائرات بدون طيار مناطق شاسعة في ولاية الجزيرة ، قد غمرتها مياه الفيضانات التي أدت إلى مقتل العشرات وتدمير آلاف المنازل السكنية في مناطق متفرقة من البلاد.
وذكر المجلس القومي للدفاع المدني في السودان، أمس الأحد أن أكثر من 75 شخصاً قتلوا ودمّر أكثر من 12 ألف منزل بالكامل، فيما تعرّض 20 ألف منزل لتدمير جزئي، إضافة إلى تدمير عدد كبير من المرافق العامة والمتاجر، جراء الفيضانات والتي أدت أيضاً إلى نفوق آلاف المواشي.
وحذرت لجنة أطباء السودان المركزية، الأحد، من كارثة صحية تحدث في المناطق المنكوبة بالفيضانات والسيول بعد تفشي عدة أمراض وتسجيل إصابات، مشيرةً إلى أن الأوضاع مرشحة لظهور بعض من الأمراض المعدية عبر المياه.
وقالت إن المناطق المتأثرة بالسيول والفيضانات تعاني من انعدام المرافق الصحية، فضلا عن اختلاط مخلفات الصرف الصحي مع المياه الراكدة، ما أدى إلى ظهور أمراض.
وأضافت: "هناك مؤشرات لظهور حميات وحالات إسهال حادة ونزلات معوية، بجانب فقدان عدد كبير من الحوامل فرصة الولادة الآمنة".
وذكرت أن عددا كبيرا من المرضى كبار السن والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة فقدوا علاجاتهم ومتابعاتهم الدورية.
وأشارت اللجنة إلى أن "آلاف الأسر فقدت ممتلكاتها بعدما تهدمت آلاف المنازل وهم الآن دون مأوى، كما اختلطت مخلفات الصرف الصحي مع المياه الراكدة في ظل ندرة المياه الصالحة للشرب وانعدام التيار الكهربائي".
وتابعت: "هذه المشاكل ستفاقم من سوء الوضع الصحي ويشير إلى أن هنالك كارثة صحية ستحدث في مقبل الأيام".
وأعلنت السلطات حالة الطوارئ جراء الفيضانات في ست ولايات هي: غرب كردفان، جنوب دارفور، النيل الأبيض، نهر النيل، الجزيرة وكسلا.
وقالت وزارة الري والموارد المائية إن مستوى منسوب المياه في النيل الأزرق والأبيض من المتوقع أن يرتفع مرة أخرى خلال اليومين المقبلين، ونصحت السودانيين القاطنين بالقرب من النهرين، خاصة في العاصمة الخرطوم، بأخذ الاحتياطات اللازمة.
وأكدت الوزارة على أن الأنهار في السودان سجّلت أعلى مستوى لها منذ الذروة القياسية التي بلغتها في العام 1946.