يهدد الإنتاج الضعيف لـ البن في البرازيل ــ التي تعد أكبر منتج للبن في العالم ــ بالتسبب في ارتفاع تكلفة فنجان القهوة إلى مستوى حاد.
معاناة المزارعين
وحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، يتعامل المزارعون في البرازيل مع تداعيات الطقس السيئ العام الماضي، إذ عانت المزارع من الجفاف أولاً ثم الصقيع، ويقول البعض إن محصولهم من حبوب البن عالي الجودة سيكون أقل من نصف المحصول في عام جيد.
ويرتبط حصاد البن في البرازيل تقليديا بدورة مدتها سنتان، حيث يحصد المزارعون كميات كبيرة من "أرابيكا" في السنوات الزوجية، لكن في العام الماضي عانت مزارع البن في البرازيل من الجفاف ومن الصقيع، مما حرمها من الآمال في حصاد غني.
وبسبب التوقعات السلبية، وصلت العقود الآجلة للبن إلى أعلى مستوياتها في عام 2021، في واحدة من سلسلة الاضطرابات في أسواق السلع العالمية.
وارتفعت العقود الآجلة للقهوة (البن) في عام 2021 وأوائل هذا العام، لتصل إلى أعلى مستوى في 10 سنوات تقريبا، عند 2.58 دولار للرطل في فبراير 2022، ثم تراجعت إلى حوالي 2.23 دولار للرطل، لكنها ظلت مرتفعة مقارنة بالسنوات الأخيرة.
تفاقم نقص الإمدادات الدولية
وإذا ثبت أن المحصول الناتج لهذا العام أقل مما كان عليه، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم نقص الإمدادات الدولية ويساعد في زيادة الأسعار الجديدة.
من جهتها تستبعد وكالة "فيتش" أن الأسعار سترتفع أكثر، لكنها تشير إلى أن انخفاض الصادرات البرازيلية، إلى جانب نقص مخزون المستودعات، سيبقي الأسعار في حالة زيادة.
وتعد البرازيل من الأسواق المهمة جدا للبن العالمي لأنها إلى حد بعيد أكبر مصدر في العالم له.
والاضطراب الذي شهدته في العام الماضي، شهدته أيضًا كولومبيا المجاورة، وهي منتج رئيسي آخر، حيث أضر الطقس السيئ أيضًا بصناعة البن فيها.
وتوقع المحللون أن محصول بن أرابيكا البرازيلي للأشهر الـ 12 التي تبدأ في يوليو قد يطابق الرقم القياسي المسجل قبل عامين وهو 48.7 مليون كيس، كل منها يحتوي على 132 رطلاً من القهوة.
لكن من المرجح أن يكون الرقم النهائي أقل من ذلك بكثير، وتشير التوقعات الرسمية المبكرة من البرازيل إلى 35.7 مليون كيس فقط.
ويشير مراقبو السوق إلى علامات أخرى حول أن الطلب على القهوة يفوق العرض، مما قد يرفع الأسعار أيضًا، فيما تقول منظمة القهوة الدولية إن الاستهلاك العالمي سوف يسبق الإنتاج للعام الثاني على التوالي.