«كفر الشيخ كلها حزينة عليك».. هذا هو لسان حال جميع أهالي مدينة كفر الشيخ، بعد أن سادت حالة من الحزن الشديد، حزناً على وفاة الطالب أحمد محمد يوسف عوض، الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الطب جامعة كفر الشيخ، إثر تعرضه للغرق بالساحل الشمالي، وخضوعه للعلاج شهراً وهو في غيبوبة تامة حتى وافته المنية.
الرحلة الأخيرة
لم يكن يتوقع أحمد محمد يوسف عوض، الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الطب جامعة كفر الشيخ، أن تكون رحلته مع مجموعة من أصدقائه إلى الساحل الشمالي هي نهايته، لكن هذا ما حدث، وتعرض للغرق أثناء الاستحمام في مياه البحر وحاول أحد أصدقائه المتواجدين معه إنقاذه إلا أن نقل للمستشفى مصاباً بحالة من فقدان الوعى.
لم تبخل أسرته عليه بأي شيء بعد أن جرى نقله إلى أفضل المستشفيات الخاصة وإحضار أفضل أساتذة الطب له، في محاولة لإنقاذه، إلا أن حالته لم تستجب للعلاج، وظل خاضعاً للعلاج في العناية المركزة لمدة تقارب شهراً، حتى وافته المنية متأثراً بالغيبوية التامة التي لحقت به جراء حادث الغرق، وسط حالة من الحزن والبكاء من زملائه وأساتذته في كلية الطب.
مشهد جنائزي مهيب
وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إلى دفتر عزاء حزناً على وفاة الشاب الخلوق أحمد محمد يوسف عوض، المشهود له بالتفوق والنبوغ العلمي منذ نعومة أظفاره، ودماثة الأخلاق، وحبه للجميع وتعامله الراقي، داعين الله له بالرحمة والمغفرة وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وأن يتقبله من الشهداء.
وقبل أن يؤدي والد المتوفى، المحامي الشهير محمد يوسف، صلاة الجنازة على نجله الفقيد، وجه كلمة لجموع المعزين، قال فيها، «الحمد لله هذا قدر الله ونحن راضون بقضاء الله، وأحتسب ابني عند الله شهيداً، وأسأل الله أن يحشره مع النبيين والصديقين والشهداء، وأسأل الله أن ينزل علينا الصبر والثبات، وأحتسبه عند الله وشكرا الله سعيكم جميعاً، ولا أراكم الله مكروهاً في عزيز لديكم».
هتفضل عايش في قلوبنا
يقول أحمد الزاهي، طالب بكلية الطب، وصديق الطالب المتوفى أحمد يوسف، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: عمري ما جه في بالي إنك ممكن تروح مننا أو إني مش هشوفك تاني أو إني أروح دفنتك وعزاك كان نفسي تشوف كل الناس اللي بتحبك وبتدعيلك قد إيه.. بقالنا 15 سنة مع بعض مبتقعدش غير قدامي في نفس اللجنة و كنا بنقعد نهزر ونضحك ونتصل ببعض لما حد يتأخر فينا.
وتابع، «وربنا يشهد إني عمري ما شوفت منك حاجة وحشة وعمري مهنساك هتفضل عايش فقلوبنا والله انت اكيد في مكان احسن دلوقتي ونحتسبك عند الله شهيدا ربنا يرحمك ويغفرلك ويسكنك فسيح جناته ويجمعنا بيك إن شاء الله..اللهم إنّا نتوسل بك إليك، ونقسم بك عليك أن ترحمه ولا تعذبه، وأن تثبّته عند السؤال، اللهمّ إنّه نَزَل بك وأنت خير منزولٍ به، وأصبح فقيرًا إلى رحمتك، وأنت غنيٌّ عن عذابه، اللهمّ آته برحمتك ورضاك، وقهِ فتنة القبر وعذابه، وآته برحمتك الأمن من عذابك حتّى تبعثه إلى جنّتك يا أرحم الرّاحمين».
وأكمل دعاءه لصديق عمره قائلاً: «اللهم يمن كتابه، ويسّر حسابه، وثقّل بالحسنات ميزانه، وثبّت على الصّراط أقدامه، وأسكنه في أعلى الجنّات، بجوار حبيبك ومصطفاك صلّى الله عليه وسلّم، اللهمّ أمّنه من فزع يوم القيامة، ومن هول يوم القيامة، واجعل نفسه آمنةً مطمئنّةً، ولقّنه حجّته. اللهمّ اجعله في بطن القبر مطمئنًّا، وعند قيام الأشهاد آمنًا، وبجود رضوانك واثقًا، وإلى أعلى درجاتك سابقًا».
مثالاً طيباً لطالب العلم المجتهد
ومن جانبها، نعت إدارة مدارس الشهيد مصطفى سمير بدوي الرسمية للغات بمدينة كفر الشيخ ،وأعضاء هيئة التدريس وجميع العاملين فقيد الشباب وابن المدرسة الدكتور أحمد محمد يوسف، الطالب بكلية الطب رحمة الله عليه، موضحة في بيانها «كان معروفاً بالأدب الجم والتفوق ومجرد وجوده يشع في المكان كله بهجة وفرحة... فاجعة كبيرة لكل من عرفه أما الابتلاء الحقيقي هو لوالديه وأسرته وأصدقائه ربنا يربط على قلوبهم جميعاً ويصبرهم ويصبرنا على فراقه.. ويلهم أهله الصبر والسلوان ويجعل هذه الليلة أسعد لياليه ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون ونسألكم الدعاء».
ونعى الدكتور محمد عبد العال، أستاذ جراحة القلب والصدر، ونائب رئيس جامعة كفر الشيخ لشئون التعليم والطلاب، ببالغ الحزن والأسى، فقيد الشباب والعلم، أحمد محمد يوسف عوض، الطالب بكلية الطب جامعة كفر الشيخ، مشيراً إلى أن الفقيد كان مثالاً طيباً لطالب العلم المجتهد وكان دمث الخلق وبشوش الوجه، ويحترم أساتذته، داعياً الله أن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وأن يربط على قلب والديه.
ومن جانبها، تقدمت إدارة كلية الطب البشري، برئاسة الدكتور طه إسماعيل، عميد كلية الطب، بخالص التعازي والمواساة إلى أسرة الطالب أحمد محمد يوسف الطالب بالكلية التي وافته المنية أمس، داعين المولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.