حكم قراءة سورة قصيرة بعد الفاتحة في الصلاة .. ؟، لعله من أهم الأمور التي يبحث عنها الكثيرون، وما يزيد أهمية سؤال : هل من نسي قراءة سورة قصيرة بعد الفاتحة صلاته صحيحة ؟، ارتباطه بفريضة الصلاة وهي ثاني أركان الإسلام الخمس، والتي لا ينبغي التهاون فيها ، أو تفويت ولو قدر بسيط من ثوابها، وذلك بتحري أحكامها ومن بينها يأتي حكم قراءة سورة قصيرة بعد الفاتحة ؟ ليطمئن أولئك الذين ينسون قراءة سورة بعد الفاتحة في الصلاة.
هل من نسي قراءة سورة قصيرة بعد الفاتحة
هل من نسي قراءة سورة قصيرة بعد الفاتحة صلاته صحيحة ؟، قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ، إن قراءة الفاتحة مِنْ أركان الصلاة في كل ركعة، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا صَلاة لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ»، منوهًا بأن من ترك قراءة ما تيسر من القرآن بعدما قرأ سورة الفاتحة، فصلاته صحيحة.
وأوضح «شلبي» في إجابته عن سؤال: « هل من نسي قراءة سورة قصيرة بعد الفاتحة صلاته صحيحة ؟» أن من السُنة أن يقرأ المُصلي ما تيسر من القرآن بعد قراءة سورة الفاتحة، إلا أن صلاته صحيحة، وعليه أن يُكملها ولا يسجد للسهو، لأن ترك قراءة ما تيسر من القرآن عقب الفاتحة ليس من السُنن التي تتطلب سجودًا للسهو، فقراءة ما تيسر من القرآن أو سورة قصيرة بعد الفاتحة في الصلاة هو سُنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
هل من نسي قراءة سورة قصيرة بعد الفاتحة صلاته صحيحة ؟ ، في حال نسي المُصلي أن يقرأ سورة قصيرة أو ما تيسر من القرآن بعد الفاتحة، وركع في الصلاة وسجد حتى أتمها، فإن صلاته صحيحة ولا شيء عليه، و ليس عليه حينئذ أن يسجد للسهو، لأن ترك قراءة ما تيسر من القرآن بعد الفاتحة في الصلاة، ليس من الأركان والسُنن التي تحتاج إلى سجود السهو.
هل من نسي قراءة سورة قصيرة بعد الفاتحة صلاته صحيحة ؟ ، ورد أن من نسى ذلك يلزمه عند بعض الفقهاء سجدتان للسهو قبل السلام، وجمهور العلماء يرى أن من نسي قراءة السورة بعد الفاتحة صلاته صحيحة، وليس عليه سجود السهو لنسيانها؛ جاء في «أسنى المطالب في شرح روض الطالب" (1/ 187): «وَلَا يَسْجُدُ لِبَاقِي السُّنَنِ» أَيْ لِتَرْكِهِ كَتَرْكِ السُّورَةِ بَعْدَ الْفَاتِحَةِ».
وقال الشيخ عبد الله العجمي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، في إجابته عن سؤال: « هل من نسي قراءة سورة قصيرة بعد الفاتحة صلاته صحيحة ؟»، أن بعض المذاهب يرى أنه يسجد سجدتين للسهو قبل السلام، لأن ترك سنة من سنن الصلاة وهي قراءة سورة بعد الفاتحة أو آيات من القرآن الكريم.
قراءة سورة بعد الفاتحة ليس ركنًا من أركان الصلاة بل عمل مستحب فعله النبي صلى الله عليه وسلم في الركعتين الأولى والثانية فقط أما الثالثة والرابعة فكان صلى الله عليه وسلم يكتفي بالفاتحة فقط.
قراءة سورة الفاتحة في الصلاة
قراءة سورة الفاتحة في الصلاة ، قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ، إن قراءة الفاتحة مِنْ أركان الصلاة في كل ركعة، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا صَلاة لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ»، وقد يصلي الإنسان أربع ركعات بالفاتحة فقط وهذا لا يبطل الصلاة لكنه ترك سنة مستحبة فعلها النبي وخسر ثوابها فقط ، كما ان نسيان قراءة سورة بعد الفاتحة لا يحتاج إلى سجود السهو بعد انتهاء الصلاة كما يفعل البعض.
أضاف الشوكاني في نيل الأوطار: ولا خلاف في استحباب قراءة السورة مع الفاتحة في صلاة الصبح والجمعة والأوليين من كل الصلوات، وقال النووي إن ذلك سنة عند جميع العلماء، وقال ابن قدامة: لا نعلم بين أهل العلم خلافا في أنه يسن قراءة سورة بعد الفاتحة في الركعتين الأوليين من كل صلاة".
حكم قراءة سورة الفاتحة في الصلاة
حكم قراءة سورة الفاتحة في الصلاة ، ورد أن قراءةُ الفاتحةِ للإمامِ والمنفردِ ركنٌ مِن أركانِ الصَّلاةِ، وهذا مذهبُ الجمهور: المالكيَّةِ، والشافعيَّةِ، والحنابلةِ ، وداودَ الظَّاهريِّ، وجمهورِ أهلِ العِلمِ مِن الصَّحابةِ والتَّابعينَ ومَن بعدَهم، وعن حُكمُ قراءةِ الفاتحةِ للمأمومِ في الصَّلاةِ الجَهريَّةِ، لا تجبُ قراءةُ الفاتحةِ على المأمومِ في الصَّلاةِ الجَهريَّةِ، وهذا مذهبُ الحنفيَّةِ، والمالكيَّةِ، والحنابلةِ، والقديمُ عند الشافعيَّةِ، وهو قولُ أكثرِ السَّلفِ، والأدلَّة:
أوَّلًا: مِن الكتابِ قال تعالى: «وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» [الأعراف: 204]، ثانيًا: من السُّنَّة عن أبي موسى الأشعريِّ رضيَ اللهُ عنه، قال: «إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خطَبَنا فبيَّنَ لنا سُنَّتَنا وعلَّمَنا صلاتَنا، فقال: إذا صلَّيْتُم فأقِيموا صفوفَكم، ثمَّ لْيَؤُمَّكم أحدُكم، فإذا كبَّرَ فكبِّروا، وإذا قرَأ فأنصِتوا».
ثالثًا: مِن الآثار: عن عطاءِ بنِ يَسارٍ أنَّه أخبَرَه: أنَّه سأَل زيدَ بنَ ثابتٍ عن القراءةِ مع الإمامِ؟ فقا: لا قراءةَ مع الإمامِ في شيءٍ.
رابعًا: أنَّ المأمومَ مخاطَبٌ بالاستماعِ إجماعًا، فلا يجبُ عليه ما ينافيه؛ إذ لا قدرةَ له على الجمعِ بينهما، فصار نظيرَ الخُطبةِ، فإنَّه لَمَّا أُمِرَ بالاستماعِ، لا يجبُ على كلِّ واحدٍ أنْ يخطُبَ لنفسِه، بل لا يجوزُ، فكذا هذا.
خامسًا: أنَّه لو كانتِ القراءةُ في الجَهر واجبةً أو مستحبَّةً على المأمومِ، للزِم إمَّا أنْ يقرَأَ مع الإمامِ، وقراءتُه معه منهيٌّ عنها بالكتابِ والسنَّةِ، وإمَّا أنْ يسكُتَ الإمامُ له حتَّى يقرَأَ، وهذا غيرُ واجبٍ بلا نزاعٍ بين العلماءِ، بل ولا يُستحَبُّ عند جماهيرِ العُلماءِ.
سادسًا: أنَّه لم يُنقَلْ أنَّ الصَّحابةَ كانوا يقرَؤونَ خلفَ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سَكْتَتِه الأُولى أو الثانية، ولو كان مشروعًا لكانوا أحقَّ النَّاسِ بعِلمِه وعمَلِه، ولتوفَّرتِ الهِمَمُ والدَّواعي على نقلِه، وعن حكم قِراءةُ المأمومِ سورة بعد الفاتحة، فعلى المأمومِ أنْ يستَمِعَ لقِراءةِ إمامِه فيما زادَ على الفاتحةِ.
هل يجوز قراءة سورة بعد الفاتحة في كل الركعات
هل يجوز قراءة سورة بعد الفاتحة في كل الركعات ، قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه يشرع لمن كان يصلي في الركعتين الأوليين من الصلاة الرباعية كالظهر والعصر والعشاء أن يقرأ بعد الفاتحة ما تيسر من القرآن فإما أن يقرأ سورة كاملة أو إما جزءًا من سورة، ولو اقتصر على آية فلا بأس.
وأوضح “عثمان” في هل يجوز قراءة سورة بعد الفاتحة في كل الركعات ، أما المغرب؛ فينبغي أن تخفف القراءة بعد الفاتحة في الركعتين الأوليين، وإذا قرأ فيهما قراءة طويلة بعض الأحيان؛ فهذا سنة؛ لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ في المغرب بـ(المرسلات)، وقرأ بـ(الطور) وبـ(الأعراف) [رواه البخاري في "صحيحه"].
وأضاف الشيخ عويضة عثمان فى إجابته عن سؤال « هل يجوز قراءة سورة بعد الفاتحة فى الركعة الثالثة والرابعة؟»، أن من أراد أن يقرأ سورة بعد الفاتحة فى الركعة الثالثة والرابعة فيجوز له ذلك، وإن كان كره بعض العلماء ذلك وقالوا يكتفى بالفاتحة فقط، والإمام الشافعي أجاز فى الفقه الجديد أن من أراد أن يقرأ سورة بعد الفاتحة فى الركعة الثالثة والرابعة فهذا يجوز بل استحب ذلك بخلاف الفقه القديم.
قراءة سورة بعد الفاتحة في الركعات الأولى والثانية
قراءة سورة بعد الفاتحة في الركعتين الأوليين من الصلاة الرباعية؛ كالظهر والعصر والعشاء، كذلك الأوليين من المغرب؛ فيشرع أن يقرأ بعد الفاتحة ما تيسر من القرآن، أما أن يقرأ سورة كاملة أو بعض سورة، ولو اقتصر على آية؛ فلا بأس، لكن كلما كانت القراءة أطول؛ كان أفضل في الظهر والعصر والعشاء، أما المغرب؛ فينبغي أن تخفف القراءة بعد الفاتحة في الركعتين الأوليين، وإذا قرأ فيهما قراءة طويلة بعض الأحيان؛ فهذا سنة؛ لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ في المغرب بـ(المرسلات)، وقرأ بـ(الطور) وبـ(الأعراف) [رواه البخاري في "صحيحه"] قسمها بين الركعتين، ولكن الغالب أنه يقرأ في صلاة المغرب في الأوليين بقصار السور.
قراءة سورة بعد الفاتحة في الركعات الثالثة والرابعة
أما قراءة سورة بعد الفاتحة في الركعات الثالثة والرابعة في الركعتين الأخيرتين؛ فلا يشرع أن يقرأ بعد الفاتحة بشيء من القرآن، بل يقتصر على قراءة الفاتحة في الركعتين الأخيرتين؛ هذه سنة النبي صلى الله عليه وسلم، كما في حديث أبي قتادة وغيره: أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يقرأ في الركعتين الأخيرتين من الرباعية والثالثة من المغرب شيئًا من القرآن بعد الفاتحة، وإنما كان يقتصر على الفاتحة.
قراءة الفاتحة خلف الإمام
القول الأولفيقراءة الفاتحة خلف الإمام: أنها واجبة، والدليل عليها عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»، ولمّا علّم النبي صلى الله عليه وسلم المُسِيء صلاته، أمره بقراءة الفاتحة.
وصحّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقرؤها في كل ركعة، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: «وَقَدْ ثَبَتَ الإِذْنُ بِقِرَاءَةِ الْمَأْمُومِ الْفَاتِحَةَ فِي الْجَهْرِيَّةِ بِغَيْرِ قَيْد، وَذَلِكَ فِيمَا أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ فِي "جُزْء الْقِرَاءَة" وَاَلتِّرْمِذِيّ وَابْن حِبَّانَ وَغَيْرُهُمَا مِنْ رِوَايَة مَكْحُول عَنْ مَحْمُود بْن الرَّبِيع عَنْ عُبَادَة «أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَقُلَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ فِي الْفَجْرِ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: لَعَلَّكُمْ تَقْرَءُونَ خَلْفَ إِمَامِكُمْ؟ قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: فَلَا تَفْعَلُوا إِلا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَإِنَّهُ لا صَلاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِهَا».
وذكر الإمام النووي رحمه الله في كتاب(المجموع3/326): «قراءة الفاتحة للقادر عليها فرض من فروض الصلاة، وركن من أركانها، ومتعينة، لا يقوم مقامها ترجمتها بغير العربية، ولا قراءة غيرها من القرآن، ويستوي في تعيينها جميع الصلوات، فرضها ونفلها، جهرها وسرها، والرجل والمرأة، والمسافر، والصبي، والقائم، والقاعد، والمضطجع، وفي حال شدة الخوف وغيرها، وسواء في تعينها الإمام والمأموم والمنفرد».
القول الثاني فيقراءة الفاتحة خلف الإمام: أن قراءة الإمام قراءة للمأموم فلا تجب على المأموم قراءتها، والدليل على ذلك قول الله تعالى:«وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» (الأعراف: 204)، وقال ابن حجر: «وَاسْتَدَلَّ مَنْ أَسْقَطَهَا عَنْهُ فِي الْجَهْرِيَّةِ كَالْمَالِكِيَّةِ بِحَدِيث «وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا» وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ مُسْلِم مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِي.
والذين يقولون بوجوبها، فإنهم يقولون إنها تُقرأ بعد أن يفرغ الإمام من قراءة الفاتحة، وقبل أن يَشْرَع في قراءة السورة الأخرى، أو أنها تُقرأ في سَكَتَاتِ الإمام قال ابن حجر: «يُنْصِتُ إِذَا قَرَأَ الإِمَام وَيَقْرَأُ إِذَا سَكَتَ» وذكر بعض العلماء أن المقصود بسكتات الإمام أي سكتة تحصل من الإمام في الفاتحة أو بعدها، أو في السورة التي بعدها، فإن لم يسكت الإمام فالواجب على المأموم أن يقرأ الفاتحة ولو في حال قراءة الإمام في أصح قولي العلماء.