ربما يكون الأمر غريبًا على عالم الفن التشكيلي واللوحات الذي يقتصر على حاسة النظر، لكن في أحد المتاحف توجد لوحات هولندية غريبة يمكن شمها أيضًا، ويرجع عمرها إلى ما يزيد على 400 عام.
هذه اللوحات لها رائحة فريدة ليس لها مثيل، كل جزء في اللوحة له عطر مميز به يعبر عنه مثل حديقة تضم أشجار ونباتات وحيوانات، لم تكن عطور اللوحات صدفة بل كان الهدف الأصلي للوحة هو تجسيد عطور لم يشمها الإنسان من قبل وعمل حواس من يراها معاً وليس البصر فقط.
هذه اللوحات للفنان الهولندي "جان بروجل وصديقه روبنز" وتعرض حالياً في مدريد بإسبانيا ضمن فعاليات معرض فريد عن أعمال جان بروجل الفريدة.
10 عطور لم تشم مثلها من قبل
ووفقا لموقع “يورو نيوز” اختار متحف برادو قطع أخرى لعرضها بهذه الطريقة من خلال الشراكة مع مؤسسة أكاديمية العطور وشركة الأزياء ، بويج ، وابتكر المتحف 10 روائح مميزة لإضفاء الحيوية على اللوحة للزوار.
باستخدام تقنية AirParfum التي طورها بويج، ابتكر صانع العطور"جريجوريا صولو"، عشرة عطور لتتوافق مع عناصر مختلفة من اللوحة التي يتم التعبير عنها.
تعمل هذه الخاصية بعد ما يضغط الزائر على زر مخصص بجوار اللوحة يعمل على دمج العطر باللوحة وبمجرد الاقتراب منها يمكن شمها.
تقنية صنع هذه العطور لا تؤثر على اللوحات، وعملوا على ابتكارها من الزيوت الطبيعية مثل البرتقال ورائحة الأزهار من الياسمين والعطر الأخضر لأشجار التين مع عطور النباتات الخشبية.
عطور لوحات منذ 400 عام
أما عطور اللوحات الأصلية فإنها تحتوي أيضا على عطور من الورود والنرجس، وتم تركيب عطر النرجس من نباتات النرجس البري عبر جمع 1300 كجم من الزهور لصنع هذا العطر.
ومن بين العطور التي تم استخدامها للوحات، هو رائحة الزباد الأفريقي، وهو حيوان ثديي يعيش في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ويحتوي الزباد على كيس بين رجليه الخلفيتين يفرز “سائل مسكي سميك” مائل إلى الصفرة كان يستخدم تاريخيًا في صنع العطور الفاخرة بسبب خصائصه الثابتة.
مع استخدام عطر في إحدى اللوحات يسمى “أليجوري” وهو مستوحى من باقة الزهور في اللوحة الموجودة في يد البطلة اليمنى ، يحتوي العطر على عناصر من الياسمين والورد والتوابل.
اللوحة هي واحدة من سلسلة من خمسة لوحات تسمى "الحواس الخمس" لجان بروجل. رُسمت بين عامي 1617 و 1618 ، أراد من خلالها أن يستحضر كل عمل قوة الحواس الفردية، البصر والصوت والشم والذوق واللمس.
كان بروجل رسامًا هولنديا يحظى باحترام كبير في عصره، تدرب تحت إشراف جدته ، ورسم بروجل لوحات "حاسة الشم" بمساعدة صديقه روبنز ، الذي ساهم بالشخصيات المجازية في العمل.
أما بيتر بول روبنز أيضًا رسامًا شهيرا في عصره. يعتبر أحد أكثر الفنانين تأثيراً في تقليد الباروك الفلمنكي ، وعمل كثيرا مع بروجل في المشاريع الفنية.