صلاة البردين هما صلاة الصبح وصلاة العصر، وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من صلى البردين دخل الجنة) وذلك لأنّهما يقعان في زمانين يشتركان فيه في الإبراد، فتقع صلاة الفجر في أبرد ما يكون من الليل، وتقع صلاة العصر في أبرد ما يكون من النهار بعد زوال الشمس.
فضل صلاة الفجر والعصر ، لهما من الفضل ما ليس لسواهما، وقد جاء في بيان منزلتهما، والحثّ على شهودهما نصوصٌ شرعيةٌ كثيرةٌ، ومن ذلك إنهما صلاتان تشهدهما الملائكة، وتتعاقب في أوقاتهما لحراسة من صلّاهما؛ يحفظونه مِن أمر الله، فلا يصيبه شيءٌ إلا بقدر؛ فيبعث الله تعالى ملكين يحرسانه من صلاة الفجر إلى العصر، وملكين آخرين يحرسانه من صلاة العصر إلى الفجر، ويجتمعون في هاتين الصلاتين، ثمّ يصعد الملكان اللذان انتهت مهمتهما إلى السماء، فيشهدون لهم شهادة حقّ أمام الله تعالى، ومحافظة المسلم على هاتين الصلاتين سببٌ من أسباب دخول الجنة؛ لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: من صلى البردين دخل الجنة.
وقت هاتين الصلاتين وقتٌ مبارك؛ فقد اختصّه الله -عز وجلّ- رزقًا لأهل الجنة؛ فقال تعالى: (وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا
جاءت البشرى للمؤمنين على لسان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بالتلذّذ بالنظر إلى وجه الله ذي الجلال والإكرام يوم القيامة مقرونًا بالحثّ على أداء هاتين الصلاتين، فقد ثبت في الصحيح قوله عليه السلام: (إنكم سترون ربَّكم كما تروْن هذا القمرَ، لا تُضامون في رؤيتِه، فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاةٍ قبلَ طلوعِ الشمسِ، وصلاةٍ قبل غروبِ الشمسِ، فافعلوا.
صلاة البردان
جاء في القران الكريم قول الله عز وجل: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين، فالصلاة الوسطى هنا هي صلاة العصر، ففي غزوة الأحزاب حيث اشتد القتال مع المشركين وطال، حتى فاتت صلاة العصر، فقال رسول الله: ( ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارًا كما شغـلونا عن الصلاة الوسطى)، وهي صلاة العصر كما ورد في الحديث الشريف عن رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من صلى البردين دخل الجنة) متفق عليه، ومتفق عليه أي رواه الشيخان البخاري ومسلم، فالحديث في أعلى درجات الصحة، والبردان هما صلاتا الفجر والعصر، وفي هذا الحديث معانٍ عظيمة وفوائد جمّة حُصرت في بضع كلمات وهذا الإعجاز بعينه، وكرمٌ ورحمةٌ من الله عز وجل بعباده.
يقول قائل يكفيني أن أصلي الفجر والعصر فقط وأترك باقي الصلوات، وهذا فهمٌ خاطئٌ فالصلوات فرضٌ جميعها، ولا يجوز ترك واحدة منها، فقد حث الحديث على إقامة الصلوات وبخاصة هاتين الصلاتين، ورغّب وشجّع على ذلك بالوعد العظيم الذي تتوق إليه كل النفوس ألا وهو دخول جنةٍ عرضها السماوات والأرض، والتي لن يدخلها أحدٌ بسهولةٍ، بل برحمة الله جل وعلا أولًا، ثم بطاعة أوامره والعمل الصالح، كما وجاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: ( فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا) أي صلاتي الفجر والعصر.
سبب تسمية البردين
قال بعض العلماء إن سبب تسميتهما بهذا الاسم كون وقتهما في بردي النهار أي طرفه، وقيل أيضًا أن أداء هاتين الصلاتين صعب على العباد، فصلاة الفجر تأتي بعد النوم والاستغراق فيه، وصعوبة ترك الفراش الوثير خاصةً في أيام البرد القارص، وبعد سهرٍ طويل، وأشد ما تكون على المنافقين وصلاة العصر تأتي في وقت الاسترخاء وأخذ قسطٍ من الراحة بعد مشقة وعناء يومٍ طويلٍ، فتميل النفس للدعة والراحة وأخذ قيلولة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ( من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله).
فضل صلاتي الفجر والعصر
سبب دخول الجنة والفوز بها، والنجاة من نار جهنم وعذابها وسبب لرؤية وجه الله الكريم والتمتع بالنظر إليه يوم القيامة، فهو أعلى درجات النعيم في الجنة، ومحرومٌ من حُرِم ذلك وتتنزّل الملائكة في هاتين الصلاتين وتشهدهما، ثم تصعد للسماوات العلا مخبرةً ربها سبحانه وتعالى بتركها للعباد يصلون. صلاة الفجر من أداها في جماعة فهو في ذمة الله عز وجل، كما وأنها تعدل قيام الليل كله.
فضل صلاة البردين
سببٌ لدخول الجنة وسببٌ للنجاة من النار، وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) [صحيح مسلم]. سببٌ في رؤية الله عزّ وجل يوم القيامة، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: (إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها ) [متفق عليه] وسببٌ للمغفرة؛ حيث تشهد الملائكة لمن يصليها، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: (يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الصبح والعصر ثمّ يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم الله وهو أعلم كيف وجدتم عبادي فيقولون تركناهم وهو يصلون وأتيناهم وهم يصلون) [رواه مسلم]. فضل صلاة العصر وخطر تركها خصها الله عزّ وجل بالمحافظة بعد التعميم، قال تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) [البقرة: 238]
والوسطى من الوسط أي الشرف والفضل، من فوت صلاة العصر، فكأنما سلب ماله وأهله، وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: '"(من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله) [صحيح النسائي]. من ترك صلاة العصر بشكل متعمد يحبط عمله، وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( من ترك صلاة العصر حبط عمله) [ رواه البخاري].
فضل صلاة الفجر وخطر تركها تعادل قيام الليل، وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من صلّى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلّى الصبح في جماعة فكأنما صلّى الليل كله) [رواه مسلم]. تعد صلاة الفجر أمانًا وحفظًا من الله عزّ وجل لمن يصليها، وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من صلّى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله تعالى) [حديث صحيح].
تعتبر صلاة الفجر ضمان للمصلي للوصول إلى الجنة يوم القيامة، والتخلف عن صلاة الفجر يعدّ نفاقًا، وذلك لما رُوى عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه صلى يومًا الصبح فقال: (أشاهدٌ فلان؟" قالوا: لا، قال: "أشاهد فلان؟" قالوا: لا، قال: "إن هاتين الصلاتين أثقل الصلوات على المنافقين، ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموها ولو حَبْوًا على الركب) [حديث صحيح].
الرزق والبركة لمن صلى الفجر، حيث إنّ وقت الفجر هو وقت البركة في الرزق والأسباب المعينة على الاستيقاظ لصلاة الفجر النوم في أوقات مبكرة بعد أداء صلاة العشاء، والحرص على آداب النوم كالدعاء قبل النوم، وجمع الكفين والنفث فيهما، بحيث يقرأ سورة الإخلاص، والمعوذات، كما يجب عليه أن يحرص على النوم على طهارة وطلب المساعدة ممن حوله من أهله أو أقاربه أو جيرانه، بحيث يوصيهم أن يوقظوه في وقت صلاة الفجر.
الحرص على فعل أعمال الخير، والبعد عن ارتكاب الآثام والمعاصي، الأمر الذي يزيد الوازع الإيماني والاستشعار بفضل صلاة الفجر، والأجر العظيم الذي أعده الله عزّ وجل للمصلين. الحرص على نفي صفة المنافقين عن النفس.
أدلّة على فضل صلاة البردين
سبب في دخول المسلم الجنة نجاة المسلم من النار والعياذ بالله، ودليل ذلك قول النبي صل الله عليه وسلم: (لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها)[صحيح مسلم]. سبب لرؤية الله عزّ وجل؛ حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف: (إنكم سترون ربّكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها) [صحيح البخاري ومسلم]. سببٌ للمغفرة، وكذلك تشهد الملائكة لمن يصليها؛ حيث ورد في الحديث الشريف عن النبي صل الله عليه وسلم (إن لله ملائكة يتعاقبون فيكم، ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم ربهم، وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون) .
فضل صلاة الفجر المسلم الذي يحافظ عليها يعدّ من أهل النور التام. ركعتا الفجر تعادلان الدنيا وما فيها. بارك النبيّ عليه الصلاة والسلام بوقتهاو فضل صلاة العصر وإثم تاركها خصها الله تعالى بالمحافظة عليها بعد التعميم على جميع الصلوات. تاركها أو الذي يفوّت وقتها فكأنّما سُلب منه أهله وماله.