رمال دهب يغطيها اللون الأسود.. ماذا يحدث في مدينة السحر والجمال؟|صور

في صباح الثلاثاء الماضي، استيقظ سكان مدينة دهب على وجود بقع زيتية ظهرت بشكل متفرق على شواطئ الأيل جاردن والعصلة والزرنوق، ويعتقد أن هذه البقع الزيتية قد وصلت إلى شواطئ دهب، بفعل سرعة الرياح إثر تسرب نفطي من إحدى السفن الأردنية في خليج العقبة، والذي يقدر بـ 200 طن.

وزيرة البيئة، الدكتور ياسمين فؤاد، أصدرت توجيهات على الفور إلى غرفة العمليات المركزية بالوزارة، والمحميات بجنوب سيناء، وذلك لتشكيل لجنة لمعاينة التلوث واتخاذ الإجراءات الفورية للسيطرة على البقع الزيتية، كما تابعت وزيرة البيئة جميع الإجراءات التي اتخذتها الوزارة والمحميات الطبيعية بجنوب سيناء بالتعاون مع محافظة جنوب سيناء، للمساهمة في السيطرة على البقعة الزيتية التي ظهرت بمناطق الأيل جاردن والعصلة والزرنوق بـ شواطئ دهب.

إزالة البقع الزيتية في دهب

وبعد معاينة الشواطئ، تبين وجود قطع صغيرة الحجم من الزيت الخام بأحجام تتراوح من 5 سنتيمتر إلى ما يقرب من المتر، مشتتة ومنتشرة بمساحات متفرقة على الشاطئ بعدد من المناطق، مما أدى إلى تلوث مساحات من الرمال والصخور الشاطئية، وتم إبلاغ مركز السلام لمكافحة التلوث البحري بالزيت بشرم الشيخ التابع لوزارة البيئة، والذي قام على الفور بأعمال المسح والمكافحة الفورية.

بقع زيتية تلتصق بالكلاب على شواطئ دهب.. تفاصيل

وزيرة البيئة: انتهاء أعمال مكافحة التلوث الزيتى بعدد من شواطئ مدينة دهب

كما تم التنسيق مع مجلس مدينة دهب للدفع بعمال شركة النظافة المسئولة عن المدينة، والدعم بنحو 50 شخصًا من المجتمع المحلي للمساعدة اليدوية في إزالة ورفع تلك الملوثات، وجرى الانتهاء من نظافة المناطق الشاطئية التي تعرضت للتلوث بطول يصل إلى 1500 متر، ونقل تلك المخلفات بواسطة سيارات مجلس المدينة إلى المقلب المخصص لذلك، كما جرى عمل استرجاع لنحو 4م أطنان من المخلفات الزيتية.

وأوضحت وزيرة البيئة، أن محميات جنوب سيناء قامت بجمع عينة من الملوثات الزيتية من الأماكن المتضررة لتحليلها بمعامل فرع جهاز شئون البيئة بالسويس، للوقوف على مصدرها، وتحديد البصمة الطيفية لعينة التلوث البترولي ومعرفة المتسبب واتخاذ الإجراءات القانونية حياله.

التصاق البقع الزيتية بالكلاب

تسببت هذه البقع الزيتية في مشكلات بيئة، ولعل أبرز المشكلات الظاهرة، هو التصاق البقع الزيتية بأجساد الكلاب التي يقوم بتربيتها سكان دهب خاصة الجاليات الأجنبية التي تعيش بالمدينة، وتبدو كلاب الشواطئ حزينة بعد أن التصقت بها بقع المازوت، ومحرومة من اللعب وتم قص شعرها للتخلص من تلك البقع السوداء.

أضرار البقع الزيتية

يحتوي زيت النفط على العديد من المواد العضوية، والكثير منها يعتبر ساما للكائنات الحية، ومن أخطر هذه المركبات هو مركب البنزوبيرين، وهو من الهيدروكربونات المسببة للسرطان، ويؤدي إلى موت الكائنات البحرية، وتتصاعد الكثير من الأبخرة من بقع الزيت، كما تقوم التيارات الهوائية بدفع هذه الأبخرة بعيداً ما يؤدي إلى تلوث أمكان بعيدة بواسطة الهواء الذي أصبح مشبعاً بها.

ونظرا لأن كثافة النفط أقل من كثافة الماء، فهو يطفو على سطحها مكوناً طبقة رقيقة عازلة بين الماء والهواء الجوي، وهذه الطبقة تنتشر فوق مساحة كبيرة من سطح الماء، وتمنع هذه الطبقة التبادل الغازي بين الهواء والماء فتمنع كذلك ذوبان الأكسجين في مياه البحر مما يؤثر على التوازن الغازي، كما قد تتسبب عمليات التنظيف الطبيعية في امتزاج النفط الخام المتسرب بماء البحر متحولاً إلى مستحلب يحتوي نسبة ماء 10% فيصبح الماء أكثر لزوجة والتلوث يكون هنا أربعة أضعاف من حجم النفط الخام.

تؤثر البقع الزيتية على الأسماك التي يتغذى عليها الإنسان وتجعلها غير صالحة وسامة، ففي أحد تقارير منظمة الصحة الدولية، وجد في عينة من الأسماك تم صيدها في خليج جاكرتا بإندونيسيا أن نسبة الرصاص فيها تزيد بمقدار 44% عن الحد المسموح به وأن الزئبق يزيد بنسبة 38%، وهو ما يمثل خطرًا كبير على صحة الإنسان.